TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: كيف تتخلص من نائب مشعوذ؟

العمود الثامن: كيف تتخلص من نائب مشعوذ؟

نشر في: 29 أكتوبر, 2023: 10:03 م

 علي حسين

تزدهر على أرض الرافدين هذه الأيام، صناعة الشعوذة، وتنتشر برامج ممارسة فنون الدجل والانتهازية على شاشات التلفزيون وفي الصحف ووكالات الأنباء.. فهناك النائب الذي أفلس في تقديم خدمة لناخبيه فراح يهاجم الإمبريالية العالمية التي تآمرت عليه وجندت مخابراتها لإسقاط مشروعه النهضوي..

 

وهناك من يخبرنا بأن مشروعه التنموي تم اغتياله لأنه رفض أن يساوم على إرث العراق وتاريخه، مجموعة أحاديث وقفشات يمضي معها العراقيون لياليهم ويحصون كل يوم، ما تحقق من وعود النواب، وما لم يتحقق، وكانت النتيجة بحدود صفرعلى صفر.. مَن مِن الناس سوف يتذكر أن أحد النواب أو المسؤولين قدم مشروعاً وطنياً خالصاً؟.. لكنهم يتذكرون حتماً أن نوابنا يتقاتلون من أجل مصالحهم بدليل أن العديد منهم يسعى اليوم إلى تحويل الانتخابات البرلمانية إلى دكاكين عائلية، فوجدنا النائبة التي تروج لشقيقتها في انتخابات مجالس المحافظات، وهناك من وضع صورة ابن عمه أو زوجته ويطالب الناس بأن تنتخبهم عملاً بالمثل الشعبي القائل "الشين اللي تعرفه أحسن من الزين اللي متعرفه" وبما أننا نعرف نوابنا الأفاضل جيداً وجربنا "مرّهم" وتجرعنا "علقمهم"، فما الذي يدفعنا إلى أن نجرب "علقماً" جديداً ممن لم تختبره حناجرنا؟.

لا يعترف النائب "الفاشل" بالخطأ ويعتقد أن "الخطأ والصواب" لا علاقة لهما بالفشل، فالأمور لا تتعدى "تجارب تخطئ وتصيب" وحين يتقدم بلد مثل العراق سُلّم البلدان الأكثر فساداً ونهباً للمال العام.. فإن الأمر يدخل أيضا في قائمة "تجارب الهواة"، فلا مشكلة أن يتدرب "الفاشلون" لإدارة مؤسسات الدولة، وأين المشكلة حين يدير أمور العباد، أناس لا يفرقون بين كتاب الطبخ، وكتاب الاقتصاد، ويعتبرون الغناء رجساً من عمل الشيطان.

يكتب ستيفان زفايج في كتابة "عنف الدكتاتورية" أن الاعتبارات السياسية تنتصر دائماً على الأخلاق، ويروي لنا، كيف أن مؤسسات الدولة تتحول إلى حواضن للتخلف، حين يتولى أمورها أناس يرفعون شعارات وحناجر الظلام..

ولأننا أيها السادة المشعوذون لا نملك غير أصواتنا، وانتم تملكون الحظوة والمال، فإننا نرفض أن نساق إلى مهرجان أبطاله مزيفو الوطنية، ولهذا فالحل الوحيد للوقوف أمام هذه النماذج هو أن نفرض كلمة “لا” ضد انتخابات مجالس المحافظات وأن نبدأ بحملة مقاطعة لهذا المهرجان المزيف ، وأن نتوقف عن التعامل مع ابطاله ، وأن نجعلهم يدركون جيداً أننا لسنا بحاجة إلى بضاعتهم الفاسدة.

الحل أن نجعلهم يدركون أننا لن نلقي عليهم التحية الانتخابية، أننا سنرفض كل شعاراتهم المزيفة، وأننا لن نقترب من دكاكينهم الانتخابية، وسنقاطع كل مؤتمراتهم،، وكل تصريحاتهم، وقبل كل شيء خطبهم وصرخاتهم.

سنصر على أن نقول لا، مرة ومرتين وثلاث، لكل المرشحين الذين يصرون على تحويل مؤسسات الدولة إلى إقطاعيات خاصة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram