اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بايدن واطفال غزة

العمود الثامن: بايدن واطفال غزة

نشر في: 12 نوفمبر, 2023: 10:47 م

 علي حسين

مجرد عرض جديد لمجزرة جديدة، يشاهدها العالم . صور الرُّضَّع يموتون في مستشقيات غزة لأن إسرائيل قررت قطع الكهرباء.. العالم يتفرج وينتظر موت آخر طفل فلسطيني.. أكثر من مليونين إنسان محصورون بين توحش جيش الاحتلال الإسرائيلي ـ وخطب قادة حماس التي يلقونها من مكاتبهم الفخمة في عواصم العالم.. بينما سيد البيت الأبيض يتعثر وهو يصعد الطائرة، ويصاب ببلادة مستدامة عندما يُسأل عن ما يجري من مذابح داخل غزة.

 

بايدن الذي شد الحزام وتوجه إلى إسرائيل ليقدم الدعم إلى حكومة نتنياهو العنصرية هو نفسه بايدن الذي فرح به معظم الساسة العراقيين ووجهوا له برقيات التهنئة، وكانوا يهللون عندما تولى رئاسة أمريكا، متناسين أن بايدن يمثل نظاماً سياسياً يبحث عن مصالحه، وانه قال ذات يوم وهو يشرح رؤيته الرائعة لمشكلة العراق "إن تقسيم العراق إلى ثلاث دول صغيرة سيكون أفضل لبناء الديمقراطية". هذه الديمقراطية نفسها التي تدير وجهها اليوم ولا تريد أن تشاهد الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء غزة وقد تحولوا إلى جثث مكدسة في الشوارع والمستشفيات وتحت الأنقاض، فلا يزال بايدن يراهن على قدرة نتنياهو على تحويل غزة إلى مقبرة كبيرة.

يثرثر الديمقراطيون في أمريكا بحقوق الإنسان والحريات، لكنهم تركوا لنا ويلات وحروب، واستعراضات على الفضائيات، ومجازر تذكرنا بما فعله أدولف هتلر ذات يوم.

يتفرج العالم على تطهير عرقي يتعرض له الشعب الفلسطيني، ولا يستطيع أن يقول لحكومة نتنياهو أن تتوقف عن إكمال هذا الفيلم الوحشي. تخيل جنابك أن بلاداً مثل ألمانيا عانت من ويلات النازية والحروب يخرج مستشارها أمس ليعلن، رفضه وقفاً فورياً لإطلاق النار في قطاع غزة، فيما العالم بانتظار الإذن من إسرائيل للسماح بدخول الأغذية والأدوية لمئات الآلاف من أبناء غزة الذين يعيشون أوضاع مأساوية، حيث دُمِّرت أحياء وقرى بكاملها، لكي لا يفكر الفلسطيني بالوقوف في وجه الاحتلال.. وفي الوقت الذي تحاول فيه زمرة نتنياهو محو كل أثر للحياة في عزة، وتحقيق الحد الأقصى من تهجير الفلسطينيين، نجد الوضع الدولي مأخوذ بتوصيف ما يجري؛ هل هو حرب إبادة ضد الفلسطينيين؟، أم دفاع مشروع عن النفس تمارسه إسرائيل مثلما تصر أمريكا وبريطانيا وألمانيا ومعها بلاد روسو وفولتير، فرنسا ماكرون.

كان يمكن أن تكون صور موت أطفال غزة حافزاً للعالم على أن يستعيد إنسانيته، وأن يبعث رسالة لكل مجرمي الحروب أنهم مسؤولون، وكان يمكن أن تتوقف المأساة لو عرف همجيو جيش الاحتلال الإسرائيلي أن القانون سيحاسبهم ذات يوم، لكن يبدو أن لا شيء ما دامت حضارة النازية لا تزال مهيمنة، وما دام القاتل يعتبر نفسه بريئاً. ومادام بايدن لا يزال يتعثر كلما اراد صعود الطائرة .

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram