TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لماذا نكتب؟

العمود الثامن: لماذا نكتب؟

نشر في: 22 نوفمبر, 2023: 11:47 م

 علي حسين

البعض من القراء الأعزاء يلومون صاحب هذه الزاوية لانشعاله بالهم السياسي، مؤكدين أن الأمور لا يمكن إصلاحها بكتابات ينظر إليها المسؤول والسياسي باعتبارها "حجي جرايد"، والبعض يسأل فيها هل صاحب العمود الثامن مع الديمقراطية العراقية الجديدة التي تريد أن تنصب مثنى السامرائي صاحب ملفات نهب أموال التربية رئيساً للبرلمان؟،

أم يحن للماضي؟ ياسيدي أنا مع المستقبل الذي أريده أن يليق بأبناء هذا الشعب وتضحياتهم في سبيل عراق معافى.. ولهذا أتمنى عليك أن لا تصدق كاتباً يقول لك أنا لا أعرف لمن أكتب، كان محمد الماغوط محباً لوطنه وشعبه، لكنه في لحظة من الغضب هتف عالياً ”سأخون وطني” فهو عاش الحزن، وذاق مرارة السجون، وكان أجمل ما فيه سخريته من كل شيء، من الوطن الذي أراد له الساسة أن يتحول إلى سجن كبير، من الأنظمة التي ترفع شعار ”من المحيط الى الخليج” في الفضائيات فقط .

في منتصف الستينيات أطلق كاتب اسمه ريتشارد باخ نشيداً للعدالة والحرية أسماه ”طائر النورس ليفنجستون” قرأناه في الثمانينيات، يروي باخ في كتابه الصغير، مغامرات نورس صغير، يتمرد على حياة النوارس الرتيبة ويقرر أن يحلّق عالياً ليجرّب فنون الطيران السريع، بدلاً من السعي وراء السفن انتظاراً لما تُلقيه في البحر من بقايا وفضلات الطعام كما يفعل أقرانه كل يوم. حيث يكتشف أنّ السعادة الحقيقية في الحرية، وأنّ الحرية لا تمنحه القدرة على التحليق عالياً فقط بل منحته حياة أفضل بكثير، شيء واحد كان ينغّص عليه حياته الجديدة، هو سوء الظن الذي يحمله بعض النوارس تجاهه، وقد تنامى سوء الظن هذا حتى يُفاجأ بأن الجميع غاضبون منه، لأنه تجرّأ على مخالفة تقاليد مجتمعه! ويصرخ بهم: “يا أصدقائي تتهمونني باللامسؤولية، مَنْ يمكن أن يكون مسؤولاً أكثر من نورس يبحث عن طريقة ترفع مستوى حياة قومه مراتب أرفع من مجرد الأكل والنوم؟ أعواماً طويلة قضيناها لا نفكّر إلاّ بأكل الفضلات، أما الآن فلدينا سبب جديد نبيل لنحيا.. لنتعلم، ولنكن أحراراً.. إمنحوني فرصة أُعلّمكم فيها معنى أن نحلّق باتجاه الحرية والمحبة”، وذات يوم يسأله نورس صغير: كيف تستطيع أن تحبّ الذين حاولوا قتلك؟ يردّ جوناثان: أواه ياصديقي، أنا لا أحب الكراهية والحقد، ولكنني أحب الخير وأحسّ بأنّ من واجبي أن أساعد على إدراك معنى الحب في دواخلنا .

هل نحن نكتب من أجل أن يكون لدينا في مؤسساتنا نموذج مثل الرئيس السنغافوري العظيم لي كوان؟، لا. سوف يكون عندنا نماذج مثل عالية نصيف وأعضاء برلمان الكثير منهم بلا حرص بلا كفاءات، وسوف يكون لدينا من يعتقد أن وجوده في حياتنا ”هبة” ربانية، وأنه ثروة وطنية، لا يمكن مقارنتها بمئات المليارات التي نهبت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram