علي حسين
الكثير جداً من الادعاء والجرأة على تصدر المشهد في كل شيء، وكثير من الضحك على المواطن البسيط، مع قليل جداً من احترام عقول الناس، مع إساءة واضحة للنسيج الاجتماعي، وإصرار على إعلاء شأن الطائفية، يضاف لها مفردات عن الإصلاح والمواطنة والفساد الذي حاول صاحبنا محاربته،
كل هذا في خلطة أطلق عليها لقب سياسي، فيما الواقع يقول إن صاحبنا الذي يظهر في الفضائيات مبتسماً، يمثل دور العارف ببواطن الأمور وأسرار ما يجري في الكواليس، يسيء لمهنة السياسة التي دخلها الكثير من أمثاله بالصدفة. هذه هي الخلطة التي يقدمها لنا نائب رئيس الوزراء الأسبق بهاء الأعرجي.
لست في وارد الحديث عن ما قدمه بهاء الأعرجي للسياسة العراقية او ما هي الخدمات التي قدمها للعراق ، لكني ساحيلك عزيزي القارئ للقاء الاخير الذي ظهر فيه بهاء الأعرجي ليخبرنا وبلغة استعلاء، واستصغار لمكون اجتماعي وبالحرف الواحد: لقد " استعطفنا السنة وأعطيناهم رئاسة مجلس النواب" .
كم سنحتمل من استعراضات أمثال بهاء الأعرجي الذين يريدون منا أن نتربى في مزارعهم، وأن نرفع شعار السمع والطاعة؟ كم مرة سنتحمل سياسيا متقاعدا يريد منا أن نلغي كل إمكانية التفكير والبحث، من خلال استدرار عواطف البسطاء واستغفالهم؟!.
يريد السيد بهاء الأعرجي أن يخبرنا أنه لا ضير في التنازل عن القيم وإلغاء المقاييس الأخلاقية، فالسياسة مثلما يفهمها الاعرجي تعني اللعب على أكثر من حبل.
سيقول البعض: ايها الكويتب ما الذي يضرك أن يتحدث مسؤول سابق يناقش الحالة العراقية؟، ألست من الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن الديمقراطية والراي الآخر ؟ أعرف أن هذه البلاد بحاجة إلى مراجعة حقيقية تفتح بها الملفات المغلقة ومصارحة المواطنين بما جرى خلال الأعوام الماضية، كل هذا أتفهمه، ولكن، الذي ما لا أفهمه، ولا أصدقه، كيف يتمكن بهاء الاعرجي من الحديث بكل اريحية دون ان يحاسبه احد على الاساءة في حق مكون اجتماعي وسياسي عراقي ، والاهم من اين استمد بهاء الاعرجي كل هذه القوة والسلطة .
عَلامَ الانتخابات إذن، إذا كانت المناصب توزع من قبل بهء الاعرجي ؟ ما الذي سيتغير اليوم ما لم تتغير وجوه الامس ؟، عن ماذا يتحدث بهاء الأعرجي بكل ثقة؟ ماذا عن المأساة التي عشناها معهم منذ أكثر من عشرين عاما عاماً؟.
كلما تحدث سياسي عراقي أتذكر حكاية سنغافورة ومعجزة لي كوان. وكلما مضت البلاد نحو الخراب، أتذكر حكاية كوريا الجنوبية واستقالة رئيس وزرائها بسبب غرق عبارة، وكلما تذكرت مئات المليارات التي نهبت في مشاريع وهمية ، أردد مع نفسي، ما كان أغنانا عن ظاهرة " بهاء الاعرجي "!
جميع التعليقات 1
Khalid muften
عندما يتحدث الفاسد عن العفة والنزاهة والشفافية وهو غارق في وحل الفساد المالي تلك مصيبة.