TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: تحالفات طائفية !!

العمود الثامن: تحالفات طائفية !!

نشر في: 26 نوفمبر, 2023: 11:12 م

 علي حسين

منذ سنوات ونحن نسمع خطب وبيانات، وتنقل لنا الفضائيات مؤتمرات وندوات أصحابها جميعاً يشتمون المحاصصة وينددون بالطائفية ومؤتمرات تندد بالطائفية وتشتم الطائفيين.

من ينسى صرخاتهم وهم يحذروننا من النزعات الطائفية الضيقة، ويطالبوننا جميعاً بأن لا نصغي إلى الحكومات التي تنفث في نار الطائفية؟ .. اليوم تثبت الوقائع أن الكثير منهم كان يضحك علينا. ومن لا يصدق عليه أن ينظر إلى خارطة التحالفات التي تشكلت لخوض انتخابات مجالس المحافظات.

وسيسأل سائل ما الضير أن تندمج أحزاب وتتحالف تيارات لتشكيل كيانات سياسية تسعى للحصول على السلطة من خلال صناديق الاقتراع؟، أليست هذه الديمقراطية التي تتحدثون بها وتكتبون عنها، وسأقول إن كل ممارسة سياسية سلمية أمر مرحب به ما دامت لا تستخدم الفشل والمحاصصة طريقاً للحكم، لكن المطلوب أولاً وثانياً وثالثاً أن تبنى هذه التكتلات على أرضية وطنية خالصة ، لا على مربعات وخنادق طائفية.

أن تتنافس هذه القوى فيما بينها من أجل خدمة الوطن والناس، فهذا أمر سنقف جميعا لدعمه ، أما أن تصطف هذه القوى وراء مشروع طائفي يحاول استخدام وسائل إبهار جديدة ، وإطلاق بعض صواريخ الألعاب النارية من أجل أن تظل الأجواء مشتعلة والفتن متيقظة ، ولا يهم في هذه الحالة أن تتراجع مصالح الوطن مادامت مصالحهم الخاصة في ازدياد.

لقد ظل سياسيونا مصرين على اعتقال إرادة العراقيين داخل أسوار الطائفية والإحساس بالخطر من الآخر ، وافتعلوا أزمات سياسية محبوكة، بالتوازي مع إشاعة أفلام الرعب من الخطر الخارجي الذي يحيق بأبناء الطائفة، مراهنين على أن المواطن سيلغي عقله، وينصرف تماماً إلى البحث عن غطاء طائفي يحميه من غدر الآخرين.

على هذه الأوتار يعزف الآن مرشحو انتخابات مجالس المحافظات ، متقمصين شخصية حامي الطائفة والمدافع عن مظلوميتها ، والساعي إلى تأمين الخائفين وتهدئة المرعوبين.

في معظم الانتخابات التي جرى تخطيطها وتصميمها طائفياً ، اكتشف الناس ولو متأخراً أن العديد من سياسيي الطوائف لم يقدموا خلال هذه السنوات الماضية سوى أداء كاريكاتيرياً مضحكاً ..

إن خفافيش الطائفية ، هم جميعاً من أفسد وسرق ونهب وقتل على الهوية ، لا فرق بين سياسي طائفي سواء أكان شيعياً أم سنياً فالاثنان شركاء في تخريب الوطن وسرقة أحلام الناس.

إننا نحتاج اليوم إلى أحزاب وتكتلات هدفها إشاعة روح المواطنة وبث الأمن والتسامح وقيم المحبة بين العراقيين والأهم مطلب إشاعة القانون وتطبيقه على الجميع، وهي القضية التي تبدو مهملة وغائبة خلف غبار كثيف من الخطب والشعارات والهتافات الطائفية.

لا نريد اندماجات وتحالفات تطرح خطاباً واحداً، حتى يكاد يشعر المتابع أنهم جميعاً يرددون نصاً واحداً وحيداً ينطلق من شعار "أنا وحدي وليذهب الآخرون إلى الجحيم".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram