اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: نموذج وطني

العمود الثامن: نموذج وطني

نشر في: 10 ديسمبر, 2023: 10:16 م

 علي حسين

لم يكن كامل الجادرجي وجعفر ابو التمن ومحمد حديد وحسين جميل ومحمد رضا الشبيبي مجرّد ساسة يحفلون بالمواقف الوطنية، بل كتباً غنية لحقبة من الزمن. كانوا جميعاً يريدون دولة تقوم على العدل الاجتماعي، ونظام سياسي يحفظ كرامة الإنسان، كان ذلك جيل من الوطنيبن آمنوا بأن العمل السياسي خدمة وطنية وليست جهادية. وأن الدفاع عن مصالح الناس لا تتطلب حمايات وقصور ومقاولات وشعارات طائفية.

ونحن نقرأ سيرة هؤلاء الرجال اليوم، نجد من الصعب أن نحدد إذا كان الواحد منهم يتصرف داخل البرلمان باعتباره ينتمي إلى طائفة معينة أم إلى حزب بعينه. يبدو ذلك مستحيلاً، بل من المحظورات أن تجد رجلاً بحجم جعفر ابو التمن يتحدث بالطائفة والعشيرة والمكوّن، لا يمكن أن يحسب السياسي على طائفته، إلا في زمن ساسة بيع المناصب، زمن أصبح فيه كل شيء سهلاً، المال العام أصبح خاصاً، والمنصب لا يُسعى إليه من خلال الاجتهاد والعمل والخبرة، بل الوسيلة إليه هي التزوير والانتهازية والمحسوبية. هل قرأ أحد ساستنا سيرة جعفر ابو التمن الوضاءة؟، الرجل الذي لم يقتصر اجتهاده في السياسة فقط، وإنما كان يوزع طاقاته الوطنية على الأصعدة كافة فكان في مقدمة أوائل الذين طالبوا بإقامة صناعة وطنية فلا تنمية ولا رفاه بدون صناعة محلية، وكان يقول: "الصناعة تساهم بترسيخ نهضتنا الوطنية"، فيما تحول ساسة اليوم إلى تجار ومقاولين، همهم الأول أن يبقى العراق على قائمة الدولة التي ترفع شعار "لا صناعة ولا تجارة".

ما هذه البلاد التي تضع نواب الصدفة مكان ابو التمن والشبيبي والرصافي والجادرجي؟!. ربما سيسخر البعض مني ويقول: يارجل لماذا لا تتوقف عن متابعة يوميّات ”مراهقي السياسة” ألا تشعر بالملل؟ ما الذي تريد أن تصل إليه، سؤال أراه وجيهاً مئة بالمئة، ومطلوب من ”جنابي” أن يكون جوابه أكثر وجاهة، فأنا ياسادتي الأعزّاء، مجرّد مواطن عراقي مغلوب على أمره، لا أجيد غير مهنة الكتابة، أبحث عن دولة قابلة للتطور في وطن قابل للحياة. عدالة اجتماعية وتوازن في الخير والمحبة، لا في الخطابات الطائفية ، ما ذنبي إذا كان البعض يرى في ما أكتبه نوعاً من الـ"بطر"؟ .

قبل ايام اخبرتنا إحدى مقدمات البرامج التي تحولت من لقب إعلامية إلى صاحبة الفخامة أن محمد الحلبوسي ليس منصباً ، وإنما هو فكر، وهو قول مضحك شكلاً ومضموناً، فالحقيقة المؤكّدة أن العراق أكبر من كل الذين يريدون تقزيمه وإهانة تاريخه، حين يربطون مستقبله بمسؤولين همهم الاول المال والسلطة .

يصحو النائب العراقي من النوم ، وقبل أن يفرك عينيه ، ويأخذ فاصلاً من التثاؤب نراه يصرخ ” وين حصتي ؟ ”،

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram