TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: المشهداني أو المشهداني

العمود الثامن: المشهداني أو المشهداني

نشر في: 13 يناير, 2024: 10:23 م

 علي حسين

إذا أردت أن تعرف كيف تُدار السياسة في بلاد النهرين، فإن متابعة جلسة البرلمان التي انعقدت على مدى ساعات يوم أمس السبت، تكفيك لتقف على أبعاد الفشل السياسي الذي عشنا فيه خلال السنوات الماضية.

يريد الإطار التنسيقي أن يتحكم بكل مفاصل الدولة، ويرفع شعار أن لا إصلاح من دون عودة محمود المشهداني إلى كرسي رئاسة البرلمان، وقبل أن تسأل عزيزي القارئ عن السبب في صعود أسهم المشهداني، يمكنك أن تعود إلى الخلف وتتذكر كيف أن قادة الإطار التنسيقي أطاحوا بمحمود المشهداني من كرسي رئاسة البرلمان عام 2008، آنذاك صوت التحالف الوطني بأجمعه على استقالة المشهداني واتهموه بأنه يثير النعرات الطائفية، ونسوا أو تناسوا أن الحكم في العراق تم تقاسمه، على أساس الطائفة وليس وفق معيار الكفاءة. وقد أخبرنا محمود المشهداني ذات يوم عن الأسباب التي أدت إلى خراب العراق، بأن المشكلة أن العراقيين لا يريدون أن يعترفوا بأن لكل طائفة أوصياء يديرون شؤونها.!

بعد معركة البرلمان من أجل كرسي المشهداني، أيقنت أن العراقيين، نساءً ورجالاً، يستحقّون الجنّة، لسبب أساسي، هو أنهم يتعرضون للكذب والنفاق والخديعة كلّ يوم وعلى مدى عقود طوال .

كم هي بسيطة هموم العراقيين، أن يعرفوا مثلاً، لماذا نتوسّل الأُمم المتحدة أن ترعى اللاجئين العراقيين؟ ولماذا نفرح حين يقام جسر للمشاة ؟ نرجو إفادتنا. أنا لم أعد أتابع التفاصيل وسأكتفي بمتابعة أخبار الآباء المؤسسين الذين كانوا أول من أسس لمفهوم "الكيكة" العراقية.

ليس لديَّ موقف شخصي من الدكتور محمود المشهداني الذي اشتهر بتعليقاته الغريبة في البرلمان والتي أدت إلى إقالته، فالرجل دائماً ما يقحم نفسه في مجال التنظير السياسي بعد أن فاته التميّز في مجاله كطبيب، ولا أُريد أن أتحدث عن إخفاقه كسياسي، لكن مشكلتي معه أنه يريد أن يؤسس لنمط جديد من السياسة شعاره "يرّادلها بخت" وهو الشعارالذي أطلقه قبل عام لكي يعود إلى كرسي السلطة وبرّر مطالبته هذه بطريقة كوميدية حيث قال لمحاورته: "لإننا شبعنا أخطاء وبعد ما نخطأ"، ولا أدري عن أية أخطاء تحدث السيد المشهداني والتي تعلّم منها ساستنا الأفاضل.. هل هي سرقة أموال الشعب والزواج الحرام بين السلطة والثروة في العراق بالتزوير والرشوة والعبث بمقدرات الناس؟!

للأسف يعاني كاتب مثلي من مشكلة عميقة مع الآباء المؤسسين، فهم رغم اعتراف البعض منهم بأن ما جرى خلال السنوات الماضية كان كارثة بكل المقاييس، لكنهم في الوقت نفسه لا يريدون أن يدركوا أن العراقيين يريدون واقعاً جديداً، وأن تصفير العداد، والبدء من جديد مع المشهداني نوع من أنواع الاستهانة بعقول الناس، ولهذا كنت أتمنى على الكتل السياسية احترام عقل الناخب العراقي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. kadhim mostafa

    اسف استاذ طلبكم من الساسه الذين لا عقول لهم ان يحترموا عقول الشعب العراقي امر ليس له محل من الاعراب والمعرفه

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram