علي حسين
تقول لكم إيران: "إن القصف جاء رداً على الجرائم التي ارتكبها أعداء إيران"، وعندما تقولون لها:وما علاقة الأراضي العراقية بأعداء إيران؟، يجيب عدد من المحسوبين على العراق ويتقاضون رواتب ويتمتعون بالامتيازات من بلاد الرافدين:
"لماذا تعادون إيران؟..وعندما يكتب مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي:"اطلعنا ميدانياً وبرفقة أعضاء اللجنة التحقيقية، على منزل رجل الأعمال المستهدف ليلة أمس في أربيل، وتبين أن الادعاءات التي تتحدث عن استهداف مقر للموساد لا أساس لها من الصحة، وسنرفع التقرير للقائد العام"، تجد من يسخر منه ويقول: معقولة عرفت بهاي السرعة؟، بينما أحد نجوم الفضائيات العراقية يكتب ساخراً من الأعرجي: "لا أعتقد أن إيران التي تعرفها تشتبه بين وكر إرهابي وبين مسكن مدني".
وقبل أسابيع قالت أنقرة إنها ستستمر في قصف الاراضي العراقية، وفاضت واستفاضت وهي تحذر من الاقتراب من قواتها المتواجدة في العراق، فيما كان وزير الدفاع ثابت العباسي يقبل في أنقرة يقيل وجنتي وزير الدفاع التركي.. في الأسابيع الماضية كان نوابنا الأعزاء مهمومين باختيار رئيس لبرلمانهم ، ووضعوا شروطاً أبرزها أن رئيس البرلمان القادم يجب أن يحظى بمباركة الجارة العزيزة .
منذ سنوات لا يمر يوم على المواطن العراقي، إلّا ويجد خبراً عاجلاً يؤكد أصحابه أنهم منحوا تركيا 24 ساعة لسحب قواته من العراق، وانهم يحذرون من المساس بسيادة العراق ، تحوّلات كبرى ابتدأت بلخطابات الحماسية ثم تحولت إلى صمت مطبفق ، وفوجئنا أخيراً بأنّ وزير الدفاع العراقي يبتسم في انقرة ، في الوقت الذي تصر فيه الطائرات التركية على التجول في سماء العراق . ويعذرني السادة المسؤولون، لأنني أحسب عليهم خطواتهم، وهو ما يغيض بعض القرّاء الأعزاء، الذين يعتقدون أنّ مهمة الكاتب لا تتلخص بمتابعة السياسيين وتقلباتهم، وإنما في الحديث عن الثورة التي أحدثتها عالية نصيف في مفاهيم العدالة والديمقراطية، ولأنني كاتب على باب الله، مازلتُ أشعر كعراقي بالاستغراب من الذين يصرّون على أنّ حياتنا لم تُصَب بعد بالخراب
وأنا أتابع تصريحات مسؤولينا حول السيادة، وما بينها من عنتريات، أثار انتباهي أن الذين يتحدثون عن السيادةهم أنفسهم يصمتون ، وهم يقراون اخبار القصف الايراني وقبله التركي .
أٌثقلت صفحات "الكوميديا" في العراق النقاش الذي يعلو كل يوم في مجالس سياسيينا حول، "السيادة وأخواتها"، وقطع أنف ترامب!! والله العظيم يا جماعة "مهزلة"، عليكم أن تخجلوا، تتنافسون باسم السيادة على نهب ثروات البلاد والعبث بأمنها، وكأنّ خراب مدن العراق لا يمس السيادة، ولا تقلّب ساستنا "الأشاوس"، ساعة يقدمون الولاء لطهران، وفي أخرى يحاولون أن ينالوا بركة أردوغان، وفي كل الأحوال "السيادة محفوظة" حتماً !