اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مضحكات السيد عزت!!

العمود الثامن: مضحكات السيد عزت!!

نشر في: 17 يناير, 2024: 09:19 م

 علي حسين

(تعساً لكل نائب باع صوته مقابل حفنة من الدولارات)

المسافة هنا بين الهزل و الجد، قصيرة إلى حد لا تعرف هل هذا الحديث سخرية منا نحن المواطنين، أم مجرد تغريدة حماسية يصف بها النائب السابق عزت الشابندر، الازمة التي حصلت حول انتخاب رئيس مجلس النواب.

 

تخيلت بعد قراءتي تغريدة الشابندر، أنها حلقة من حلقات برنامج الكاميرا الخفية أو أن السيد الشابندر يريد أن يمتحن ذكاء العراقيين وذاكرتهم، فالرجل معروف بأن له أيادي بيضاء ويرتبط بعلاقات مع مسؤولين كبار في النظام السابق، وهو صديق لهم، وله أيادي ممتدة داخل جيوب الساسة السنة، ونتذكر أنه أخبرنا عام 2010 بأنه التقى مع محمد يونس الأحمد، وقال بالحرف الواحد إن " اللقاء كان سياسيا "، وصحيح أن الشابندر متقلب، مرة يشتم حزب الدعوة، ومرات يمجد إنجازات نوري المالكي.. ولأنه يهوى لعبة "الثعلب فات فات" فقد خرج علينا قبل أيام ليحذرنا من انتخاب رئيس للبرلمان كان بعثياً حسب قوله، وتباكى على العملية السياسية ليقنعنا أنه خائف على الوطن.. وهو الذي سخر من العراقيين ذات يوم ووصفهم بأنهم عبيد لكل دكتاتور.. وسخر من ضحايا الإرهاب حين جلس يسامر يونس الاحمد.

ما يكتبه عزت الشابندر من تغريدات يتباكى فيها على الديمقراطية العراقية، يجعلني أعترف بأن في هذه البلاد ما يضحك، وبأننا شعب نجيد فن النكتة، على عكس ما يشاع عنا في الفيسبوك من أننا شعب يرفض الضحك على ما يجري من كوميديات سياسية، وأن بإمكاننا أن ننفجر في ضحكة عالية، سرعان ما تتحول شيئاً فشيئاً إلى قهقهات. وإذا ما سُئلنا عن سبب ضحكنا، سنجيب بكل بساطة: يمكنكم مشاهدة قراءة تغريدات الشابندر، وهو ينافس إبراهيم الجعفري على مكانته في قلوب العراقيين.

السخرية فن تنشيط الذاكرة، كما يخبرنا صاحب كتاب الضحك هنري برجسون، لكننا نعيش للأسف مع ساسة لا يطيقون السخرية إلا على خصومهم. لكن السيد عزت الشابندر سوف يظل يصطاد الضحكات منا ويتحدى أن يقلده أحد.

في معظم بلدان العالم توفر السياسة مادة دائمة للساخرين، وقديماً كان نوري السعيد يضحك كلما شاهد كاريكاتيراً له مرسوماً على غلاف مجلة الوادي، أو كلما قرأ الملك فيصل الأول مقالة تسخر من سياسته يكتبها موسى الشابندر بتوقيع علوان أبو شرارة !

إحدى حسنات السياسي العراقي أنه حرّك في العراقيين، حاسة الضحك والتنكيت وتحويل مسلسل ” عالية وحنان ” إلى مسلسل نكات يومية على ما يجري من مهازل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. Khalid muften

    لانستغرب من سلوك بعض النواب من أخذ الرشوة فبعضهم باع كرامته ليشتري بنات الهوى .

  2. Anonymous

    شكرا لك استاذ علي لانك الوحيد الان في ساحة الصحافة التي تذكي الذاكرة العراقية بهزالة السياسيين او مايسموا بالسياسيين العراقيين .

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram