اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: نحن أو الفوضى!!

العمود الثامن: نحن أو الفوضى!!

نشر في: 23 يناير, 2024: 10:39 م

 علي حسين

لعل ما سأكتبه اليوم يُغضب البعض ممن يرون حتى هذه اللحظة أن كتلة الإطار تتصرف مع الآخرين وفقاً للقضاء، وأن الإجراءات التي تُتخذ ضد البعض هي إجراءات برسم القانون وختمه.. لكن لا بد من أن نقول ونحذر من المحاولات التي يصر عليها البعض لإقصاء الآخرين وتخوينهم.

لعل أحد الأسباب الرئيسية لأزمة العراق في السنوات الماضية أن طرفاً رئيسياً لا يريد ولا يؤمن بأن يشاركه أحد في إدارة الدولة.. وأن البعض للأسف يعتقد أن الآخرين ليسوا شركاء في هذا الوطن.. وأن عليهم أن يتلاشوا من المشهد السياسي. للأسف يريد البعض من نواب الإطار أن يوحي بأن معظم القوى السياسية الأخرى لا تأثير لها، وأن الأيام كفيلة بإزالتها من الخارطة.. وتمتلئ المواقع الإلكترونية والصحف بتصريحات للتحريض ضد الكرد فيما البعض لا يزال يتحدث عن الآخرين بطريقة أشد سوءاً من حديثهم عن الإرهابيين. ووجدنا الكثير من المواقع الإلكترونية تنظر إلى الآخرين باعتبارهم كائنات غريبة على البلاد.. ولهذا فلا مكان لها على هذه الأرض.. وإذا أصرت على البقاء فعليها أن تقبل بما يمليه عليها الإطار من شروط.

ربما لا يريد البعض أن يدرك أن ما يحدث من صراع بين القوى السياسية إنما هو بروفة للاستحواذ على كل شيء.. وأنها مع الفشل المتواصل في إدارة البرلمان، أو تقديم مشاريع سياسية حقيقية، أو التعامل بجدية مع مشكلات المجتمع والناس، إنما تدفع بالبلاد إلى التناحر الطائفي.

هناك من يريد أن ننزلق بسرعة شديدة إلى منحدر يبدو بلا قرار، لأنهم يعتقدون أن الاختلاف هو الطريق السهل للابتزاز وممارسة الضغوط وتحقيق المطالب، ليغيب صوت العقل والمنطق، لأن البعض أغلق آذانه عن سماع الأصوات التي لا تعجبه.

علينا أن ندرك أن مستقبل العراق وهو ملك للجميع، ويجب أن يتشارك الجميع في رسم ملامحه والاطمئنان على صورته، حوار لا يكون الهدف منه، تمرير صفقات سياسية تخدم أغراضاً شخصية.

ليس أمام الجميع سوى أن يسموا بثقافة الحوار وأن يعيدوا ترسيخ سياسة احترام الرأي والرأي الآخر، كفانا ما نفعله بعضنا ببعض.

الحوار هو الحل، حوار العقل واحتواء الجميع، هذا هو الدواء الذي يشفي جميع الأمراض، خصوصاً داء تقسيم البلاد الذي يطل على البلاد من فترة لأخرى، فيؤرق أمنها واستقرارها.

علينا أن ندرك أن هذا الوطن مثل العربة التي تسير على عجلتين، ولا يصلح أن يكون معوجاً أو أعرج، أو تعاني فيه فئة من الشعور بالظلم، أياً كانت الأسباب، ودون أن نعود إلى شعارات الماضي، فالمستقبل ينذر بالخطر، ولن يكون هناك فريق بمنأى عن كارثة الاستحواذ ونبذ الآخر.. هذا وقت تحرك العقلاء قبل أن يجرفنا الطوفان جميعاً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram