TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مواصفات رئيس البرلمان!!

العمود الثامن: مواصفات رئيس البرلمان!!

نشر في: 30 يناير, 2024: 11:01 م

 علي حسين

منذ أن بدأتُ بكتابة هذه الزاوية اليومية التي ستدخل عامها السادس عشر، وأنا لديّ مشكلة أساسية مع ما يقوله العاملون في "مزاد" السياسة، وتراني أضحك كلما أسمع أحدهم يجلس، يضع رجلاً على رجل، ويتوهم نفسه نيوتن عصره، وهو يصرخ "وجدتها"، ويطلق الزفرات والآهات على أحوال البلاد والعباد لأنهم تخلوا عنه.

 

بالأمس خرج علينا السيد عزت الشابندر ليحذرنا من اختيار رئيس للبرلمان يتبع كتلة تقدم، وأن الإطار التنسيقي لن يوافق على أي رئيس برلمان قريب من محمد الحلبوسي !! مطالباً الجماهير التي تهتف باسمه بأن تعرف أن الرجل، وأعني الشابندر، يذرف الدموع كل ليلة على حال العراق!!. لا أريد أن أذكّر القارئ بما قاله عزت الشابندر قبل أكثر من عامين من هذا التاريخ حين خرج علينا وهو يصرخ أن سبب دمار العراق هو أحزاب السلطة في العراق وكتب على صفحته في تويتر بتاريخ الأول من آب عام 2019 هذه التغريدة: "إن الفقر والمرض والجهل والفوضى والمخدرات ونهب المال العام وتدمير سيادة العراق ووحدته كل هذا لا يهزّ ضمير الدين لدى بعض قيادات أحزاب الإسلام السياسي".

ليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها عزت الشابندر أن يتلاعب بذاكرة المواطن العراقي، فقد فعلها قبل سنوات حين قرر أن ينتقل من صراعه مع حزب الدعوة، إلى معركة كسر العظم مع ماركس، ليقول لمقدم برنامج في إحدى الفضائيات: "لماذا نحظر حزب البعث ولا نحظر الحزب الشيوعي؟، فالأول أفكاره جميلة وراقية ووطنية، والثاني يمشي وراء ماركس الذي أفكاره كلها ظلامية وسوداوية وكفر وإلحاد ومادية وحتمية تاريخية".

لست في وارد الدخول في جدل مع الفيلسوف عزت، حول موضوعات تخصص بها المفكرون من أمثاله، فالرجل مصر على تحويل النكتة إلى أمر واقع، حين يقرر أن يكتب سيناريو تاريخ الديمقراطية العراقية، طبعاً وأنا أقرأ ما قاله الشابندر، كنت أتصور الأمر مجرد نكتة أو أن السيد عزت الشابندر يسعى في هذا الجو السياسي المأزوم إلى ترطيب الأجواء وكسر الملل، ولا أدري من هو رئيس البرلمان الذي جلس على كرسي المسؤولية منذ عام 2004 حتى هذه اللحظة ولم يكن متضامنا ومتعاقداً مع القوى السياسية الحاكمة، غير أنه بات من الواضح أن منطق الضحك على عقول البسطاء سيظل يحكمنا بفضل جهود كتيبة من السياسيين مهمتها إطلاق النكات .

للأسف نحن نعيش اليوم مع سياسيين يتوهمون أنهم أصحاب رسالة، ويعتقدون أن خلاص العراق يكمن في العودة إلى الوراء، سياسيون ومسؤولون يتركون تعهداتهم أمام الشعب ليمارسوا لعبة خلط الحق بالباطل، التي تدفع الناس للتساؤل: هل حقاً نعيش عصر التغيير والتطلع إلى المستقبل أم في عصر "الفهلوة"؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram