طويريج (كربلاء) 964

كانت مدينة الهندية (طويريج) كبقية المدن العراقية تضم عوائل يهودية، ووفقاً للسجلات التاريخية فإن عددهم لم يتجاوز 60 شخصاً، وعرفوا بشدة تكاتفهم.

حتى عام 1813 م لم ترد أي إشارة تاريخية إلى وجود اليهود في الهندية، وما عرف عنهم أن بعضهم قد هاجر إلى الهند ثم عاد أبناؤهم إلى العراق بصفة وكلاء تجارة، حيث مارسوا التجارة والصيرفة بعد عام 1872 وامتلكوا أراض زراعية اشتروها من لجنة الإسكان المشكلة في الحلة.

فلاح البياتي – باحث تاريخي لشبكة 964:

لم يلقَ اليهود الأذى من الدولة العثمانية التي كانت تعدهم رعايا مخلصين للسلطان، ومنحهم الدستور العثماني حرية الفكر والمعتقد في إطار القانون والنظام.

غالبية منهم كانت تعاني من الفقر والتخلف، وكانوا لا يساهمون في الحياة العامة إلا بدور ضئيل، وشغلوا بعض الوظائف الحكومية، وأداروا تعليمهم وتجارتهم بأنفسهم، فهم متكاتفون ومتعاونون فيما بينهم.

كان لهم "كنيس" في طويريج والمعتمد فيه يدعى هارون، وكانت تقرأ فيه نصوص كتبهم المقدسة التوراة والتلمود، وتقام فيه المناسبات الدينية الخاصة بملتهم.

كانوا يدفنون موتاهم في الحلة قرب مشهد الشمس، ومن تقاليدهم إذا رزق أحدهم ببنت يخصص لها مبلغاً يومياً، ليدفع عند بلوغها كصداق للزوج الذي تختاره، وكذلك يذبحون شاة غير مصابة بمرض في عيدهم، ويقوم بالمهام القصاب (ناجي).

عندما تحولت الهندية إلى مركز تجاري نشط، عمل عدد كبير منهم في التجارة الداخلية وتصدير التمور وبيع الخمور في بيوتهم، ومن أشهرهم، رحمين بن مسعودة.

أما الصياغ فهم شلومو والياهو واسحاق موشي وداود موكى، ورحمين وسليم ويوسف ليه، وفي تجارة الحبوب نسيم ومراد جوري.

ترسخت قوتهم الاقتصادية يوما بعد آخر، وعملوا بالربا وكانوا يقرضون المال للمزارعين الغارقين بالديون لشراء الأسمدة والبذور، وعندما يعجزون عن التسديد يضطرون لتمليك المرابي اليهودي قسماً من أراضيهم الزراعية.