TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عيد حب العراق

العمود الثامن: عيد حب العراق

نشر في: 13 فبراير, 2024: 10:53 م

 علي حسين

سأظلّ أكرّر القول ، اليوم وغداً وبعد غد، بأنّ المحبة وحدها هي طريق للخلاص من كل هذا الخراب ، الكراهية موت ودمار ، ونتائجها دائماً خراب للإنسان والبلدان ، وأعتقد أن هذه البلاد " شبعت " من الموت المجاني ، ولم يتبقّ في روزنامتها يوم لاستذكار ضحايا جدد ،

وأيضا سأظلّ أكرّر في هذه الزاوية الحديث عن بلدان مثل اليابان وسنغافورة والإمارات ، وكيف نهضت هذه الشعوب بعد أن طوت صفحة الكراهية والبغضاء ، كلما أقرأ تقريراً دولياً عن حجم الخراب الذي نعانيه أتذكر صورة الراحل لي كوان الذي قاد سنغافورة نحو تحول كبير من دون خطابات ولا شعارات، وإنما بصدق الأفعال والنوايا، وعندما غادر عالمنا كان قد اطمأن على أن بلاده تحولت إلى واحد من أكبر بلدان المستقبل ، لا مكان فيها لخطب نواب يحرضون ضد من يختلفون معهم ولا لسياسيين يعتقدون أن هذا الشعب عليه أن يعيش زمن الطاعة العمياء .

منذ أيام ونحن نعيش معركة " تفكيكية " داخل مجلس النواب ، مع الاعتذار للمرحوم جاك دريدا الذي ما أن يلفظ أحد اسمه في بلادنا التي تتباهى بعبقرية إبراهيم الجعفري ، فإن الجميع يسخر أو يبدو عليه الاشمئزاز من الفيلسوف الفرنسي الذي عاش 74 عاماً من أجل مراجعة الأفكار القديمة وتشذيبها وتفكيكها ..

في كتاب "ماذا عن الغد" يقول دريدا "إن الخصم الرئيس للبشرية هم صنّاع الخراب الذين يأخذوننا معهم كل يوم إلى الهاوية . "

لم يكن دريدا قد اطلع على أحوال العراقيين بعد ظهور عالية نصيف ، فالرجل غادرنا ونحن نعيش سنة أولى ديمقراطية عام 2004 .

هل تريدون مزيداً من دروس التفكيكية؟، هاكم ماجاء في ما يصدره المعهد الدولي لأنظمة الطاقة، حيث غابت بغداد عن قائمة أذكى المدن في العالم، ويصنف المقياس المدن على أساس مجموعة من المعايير المرتبطة بحيوية اقتصاداتها ونوعية الحياة لسكانها. وجاءت لندن في المملكة المتحدة، بالمرتبة الأولى عالمياً، أما عربياً جاءت أبو ظبي عاصمة الإمارات في المرتبة الأولى.

وأتمنى عليكم أيضا أن تمسحوا من ذاكرتكم كل الخطب والبيانات التي بشرنا أصحابها بأننا سنكون خلال عام 2005 ، عفواً أقصد 2009 أعتذر ثانية 2011 ، لقد خانتني الذاكرة أقصد سنة 2017 ، سنصبح البلد الأول في التنمية ونسبة الرفاهية ، لا تنسوا أن همام حمودي قال لنا قبل أشهر: "لقد حققنا الحرية لكم ، لا دولة مثلكم وعليكم أن تكونوا أهلاً لهذه النعمة " .

ايها السادة اتمنى أن نخرج جميعاً لنحتفل تحت نصب جواد سليم بعيد حبّ العراق ، ، فنحن بدون الحب سنعيش حتماً في عتمة وظلام .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram