خاص/المدى
أكد المختص في المجال البيئي، عمر فواز، اليوم الاثنين، أن مناطق الأهوار تواجه تحديات كبيرة جراء التغيرات المناخية، داعياً إلى "تدخلات عاجلة من الحكومة العراقية والمنظمات الدولية لإيجاد حلول مستدامة لمشكلة المياه".
وقال عمر فواز، خلال حديث لـ (المدى)، إن "الأهوار العراقية تواجه تحديات كبيرة جراء التغيرات المناخية، حيث تعاني من جفاف شديد وانخفاض كبير في مستويات المياه".
وأضاف، أن "الأشهر المقبلة من المتوقع أن تستمر الأهوار في مواجهة نفس الظروف الصعبة، بسبب التغير المناخي، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة، فضلاً عن قلة الواردات المائية".
وفيما يتعلق بنسبة تعرض الأهوار لأزمة الجفاف، بين المختص في المجال البيئي، أنها "مرتفعة جداً، ومستويات المياه في نهري دجلة والفرات قد انخفضت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، مما أثر إلى حد بعيد على مساحة الأهوار، التي تقلصت من نحو 20 ألف كيلومتر مربع في أوائل التسعينيات إلى نحو 4 آلاف كيلومتر مربع حالياً"، لافتاً إلى أن "مقدار الخسائر الناتجة عن هذه الأزمة ضخم للغاية".
وأكمل، أن "الجفاف والتغيرات المناخية تسببت في هجرة واسعة للسكان المحليين من الأهوار إلى مناطق أخرى، فضلاً عن خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية والزراعية، مربي الجاموس، على سبيل المثال، فقدوا نحو 20-33% من قطعانهم، مما أثر في الاقتصاد المحلي".
وتابع عمر فواز، أن "هذه الظروف البيئية الصعبة تتطلب تدخلات عاجلة من الحكومة العراقية والمنظمات الدولية لإيجاد حلول مستدامة لمشكلة المياه والتصحر في الأهوار، لضمان بقاء هذه المناطق الحيوية وسكانها".
ومن العوامل الخارجية التي أسهمت في تدهور الأهوار، بناء الكثير من السدود في كل من تركيا وسوريا، مما عرقل تدفق المياه عبر الأنهار والممرات المائية الحيوية لقوتها. بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص في هطول الأمطار وندرة المياه، بسبب زيادة الجفاف. ومن ناحية أخرى، أثرت العوامل الداخلية أيضاً في تدهور الأهوار، أبرزها عدم اهتمام الحكومات العراقية والوزارات المسؤولة عن حماية الأهوار من التعديات والانتهاكات البيئية. ويشمل ذلك استمرار تجفيف أجزاء من الأهوار بحجة إقامة مشاريع سياحية وتنموية، فضلا عن استمرار تصريف الملوثات والنفايات الصناعية مباشرة إلى الأنهار دون معالجة أولية أو ثانوية.