اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: العميل "كوديا"

نشر في: 11 يوليو, 2024: 01:26 ص

 علي حسين

أتابع مثل جميع سكان بلاد الرافدين .. الصولات التي يقوم بها البعض ضد تاريخ هذه البلاد .. فبعد أن طالب البعض بطرد أبو جعفر المنصور من بغداد ، فيما اقترح عدد من الجهابذة أن يستبدل اسم شارع الرشيد الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى خرائب ، حيث يرى البعض أن الحل الأسهل، لمشكلة الكهرباء وغياب الخدمات وارتفاع نسبة الفقر ومعها البطالة ، هو إشغال الناس بمشاهد مأساوية تثبت للعالم مستوى الجهل الذي حط رحاله في ربوعنا .وكان آخر المشاهد القرار الذي اصدرته إحدى البلديات في محافظة ذي قار برفع تمثال للملك السومري كوديا من إحدى الساحات بحجة أنه " صنم" ، وفي بلاد " المؤمنين " لا يجوز وضع تمثال لصنم .. الخبر الذي أثار ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي وعبر مواطنون عراقيون عن مشاعر الأسى وهم يشاهدون رافعة تزيل النصب من مكانه ، لم يلق اهتماماً من الجهات الرسمية ، فماذا يعني رفع تمثال لرجل عاش قبل أكثر من ألفي عام؟ .. لكننا ياسادة يمكن أن نرفع السيوف في وجه البعض ونشعل الحرائق الطائفية من أجل أحداث مرت عليها مئات السنين .
وأنا أنظر إلى الهجمة التي قادها أعضاء المجلس البلدي ضد المرحوم كوديا تذكرت ما جرى في مصر بزمن الأخوان المسلمين حيث طالب البعض بهدم الأهرامات لأنها حرام.. وكيف انهالت فأس أخواني لتقطع رأس طه حسين، وهي نفس الفأس التي رفعتها عصابات داعش في الموصل ضد كل ما يمت للحضارة بصلة.
ذات يوم كان العراق يزهو بأعمال محمد مكية ورفعت الجادرجي ومعهما الجيل العملاق قحطان المدفعي وإحسان شيرزاد، ومعاذ الآلوسي وإحسان فتحي ومحب الدين الطائي ونوري محمد رضا وهشام المدفعي، ونزار علي جودة وقحطان عوني وسعيد علي مظلوم، وعبد الله إحسان كامل، ومعهم العشرات يملؤون مدن هذه البلاد ، بحضورهم وصخبهم، لم يبق اسم "لامع" إلا وأراد أن يضمّ إلى سيرته، منجزاً يقدمه إلى بغداد، وتحول العراق إلى منارة، تتلاقى فيه الحضارات وتتنافس عليها الأحلام والآمال.. ذلك عصر كان منظروه يريدون لهذه البلاد أن تكون بلاداً متعايشة، متسامحة، والأهم تعبق بألوان لوحات فائق حسن وعطا صبري وفرج عبو، وشهرزاد محمد غني حكمت ، وأيقونة جواد سليم نصب التحرير ، ولم يكن يدور بخلد هؤلاء أن تتحول مدن العراق إلى خرائب، يريد القائمون عليها أن يجعلوا منها داراً للآخرة بعد أن كانت حاضرة للدنيا.
للأسف لو كان لدينا برلمان فعلي، لو كان لدينا رأي عام مؤثر وفاعل، ، لو كان هناك من يحاسب الفاسد وسارق المال العام والمرتشي، لما تعرض المرحوم "كوديا" لهذه الهجمة "الايمانية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الديوانية تعطل الدوام الرسمي ثلاثة أيام

القضاء يؤجل محاكمة المتهم الرئيسي بسرقة القرن نور زهير إلى 27 آب

الإطاحة بـ 3 متهمين ارتكبوا "مجزرة" بحق عائلة في نينوى

زلزال بقوة 4 درجات يضرب جنوبي ايران

الأنواء الجوية: استقرار درجات الحرارة في عموم البلاد

ملحق منارات

الأكثر قراءة

قناطر: في قراءة قانون الأحوال الشخصية

العمودالثامن: لماذا يطاردون النساء ؟

العمودالثامن: نحن واليابان

قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959

العمودالثامن: ممنوع الاقتراب!!

العمودالثامن: ماذا حدث للمثقفين؟

 علي حسين يخبرنا القاموس الفرنس الشهير "لاروس" بأن كلمة نخبة استخدمت للمرة الأولى في فرنسا عندما احتجت مجموعة من الكتّاب، على رأسها إميل زولا على سجن ومحاكمة ضابط فرنسي اسمه درايفوس العام 1898...
علي حسين

قناطر: همسةُ متعلّم في أذن خطيب

طالب عبد العزيز مساءَ أمس، في مجلس بالقرية دعيتُ له، مع عدد من الاهل والأصدقاء، أقامه أحدُ أقربائي، بمناسبة دينية خاصة، فوجئت بأنَّ معظم الجالسين، في الغرفة الضيقة كانوا يرتدون ثياباً سودا. في مشهد...
طالب عبد العزيز

ما يُراد تطبيقه في الأحوال الشّخصيّة العِراقيّة

رشيد الخيّون ما كنا نطرح ونجادل الفقهاء، ونشجب ما يريدون تطبيقه من أحكامهم، لولا وضعوا أنفسهم، أو وضعتهم الأحزاب الدّينيّة، في مثل هذه المواقف المحرجة حقاً لهم، فبسببها أخذنا نلتفت إلى محتويات رسائلهم، وما...
رشيد الخيون

استعدادات أمريكية وروسية للتدخل في المواجهة الإيرانية / الإسرائيلية

د. فالح الحمراني يجمع غالبية المراقبين العسكريين على أن الولايات المتحدة ستدخل بشكل مباشرة في المواجهة الإيرانية ـ الإسرائيلية وإنها ستقدم كافة أشكال الدعم لحليفها الإستراتيجي في الشرق الأوسط، لحد المواجهة الساخنة مع إيران...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram