اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > محليات > الهجرة والنزوح يهددان مستقبل وتراث وثقافة الصابئة المندائيينوسكان الأهوار في بلاد الرافدين

الهجرة والنزوح يهددان مستقبل وتراث وثقافة الصابئة المندائيينوسكان الأهوار في بلاد الرافدين

في اليوم الدولي للشعوب الأصلية

نشر في: 11 أغسطس, 2024: 12:03 ص

 ذي قار / حسين العامل

بمناسبة اليوم الدولي للشعوب الأصلية، كشف مختصون عن التهديدات التي تواجه مستقبل وثقافة وتراث السكان الأصليين في بلاد الرافدين، مشيرين إلى هجرة 70% من الصابئة المندائيين ونزوح الآلاف من سكان الأهوار الأصليين من مناطقهم.
أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 كانون الأول 1994 اليوم الدولي للشعوب الأصلية في 9 آب/أغسطس من كل عام، وهو تاريخ انعقاد أول اجتماع للفريق العامل المعني بالسكان الأصليين التابع للجنة الفرعية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان. وفيما يتعلق بوضع السكان الأصليين في العراق، الذي يشكل سكان الأهوار والصابئة المندائيين جزءاً أساسياً منه، قال ممثل طائفة الصابئة المندائيين في ذي قار، الدكتور سامر نعيم، للمدى إن التحديات التي واجهتها البلاد في الأعوام الماضية دفعت نحو 70% من المندائيين إلى الهجرة خارج البلاد، مما ينعكس سلباً على وجود الطائفة المندائية وعاداتها وتقاليدها وثقلها الاجتماعي، ويحرمان البلاد من كفاءات مندائية بارزة في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والإدارية. وأضاف: "كلما قل عدد المندائيين، قل تأثيرهم في المجتمع". وأعرب عن قلقه من تزايد هجرة المندائيين، متوقعاً هجرة المزيد منهم في المستقبل، قائلاً: "نحن كسكان أصليين لبلاد الرافدين نجد هذا أمراً مقلقاً جداً". وبخصوص التهديدات التي تواجه التراث والثقافة المندائية، قال نعيم: "ليس هناك ما يهدد ثقافة المندائيين بشكل مباشر، ولكن ثقافة المجتمع بشكل عام بدأت تتغير باتجاهات لم تكن بالحسبان، مثل التطرف الديني وبعض السلوكيات الشاذة، وهذا يهدد الجميع وليس المندائيين وحدهم". وأوضح: "يمكن القول إن هناك تهديداً مباشراً للثقافة المندائية كون خصوصيتها تتعلق بدينها فقط، وديانتنا غير تبشيرية ولا تحمل أي تهديد أو منافسة للثقافات والأديان الأخرى".
وتُعد الديانة المندائية من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحدة في تاريخ البشرية. وفقاً لمصادر تاريخية مختلفة، نشأت في جنوبي العراق، ولا يزال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى إقليم الأحواز في إيران، فضلاً عن الآلاف منهم في الولايات المتحدة ودول أوروبية مثل النرويج وأستراليا والسويد وهولندا، حيث هاجروا إليها واستقروا فيها خلال العقدين الماضيين.
من جانبه، يرى الناشط المدني في مجال الدفاع عن الأهوار، المهندس جاسم الأسدي، أن "سكان الأهوار من أهم المجتمعات الأصلية لبلاد الرافدين"، ويوضح في حديث للمدى أن "جذورهم الثقافية والمعرفية وحتى الجينية تمتد إلى الأجداد الذين بنوا الزقورات والقوس الأول والقانون الأول (قانون أور نمو) الذي سبق قانون حمورابي والعجلة الأولى في العالم. إنهم ورثة السومريين والأكديين وثراء بصماتهم الحضارية".
ويواصل الأسدي، الذي يعمل مديراً للمكتب الإقليمي لمنظمة طبيعة العراق، قائلاً: "اللغة المحكية لسكان الأهوار ومروياتهم من الحكايات والأساطير لا تزال تحمل الكثير من المفردات السومرية والأكدية والآرامية، ناهيك عن أدوات عملهم مثل الفالة والمشحوف وطرق عيشهم ومساكنهم (بيت القصب)، وهي سومرية بامتياز". وأوضح أن "واحدة من شروط زواج عشتار من ديموزي السومري كانت أن يكون في بيت من القصب". وأشار الأسدي إلى أن "جميع السكان الأصليين في دول العالم المتحضر يُولَون اهتماماً خاصاً للحفاظ على ثقافاتهم وتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم، ويُقدم لهم دعم مالي سخي للمحافظة على تراثهم الحضاري". واستدرك قائلاً: "لكن السكان الأصليين في العراق (سكان الأهوار) نرى أن صانع القرار في البلاد يضعهم في آخر أولوياته وخارج اهتماماته لأنهم لا يشكلون قوة انتخابية". وأضاف: "هذا وغيره من الأسباب جعل السكان الأصليين في الأهوار يعانون من الحرمان ومخاطر الجفاف، مما اضطر الآلاف منهم إلى النزوح والهجرة إلى مدن أخرى".
ويجد الأسدي أن "سكان الأهوار، الذين واجهوا فترات مختلفة من تجفيف وجفاف الأهوار، يواجهون منذ عام 2021 جفافاً مقلقاً في مناطقهم دون أن نلمس حلولاً أو معالجات حقيقية لأزمة توفير المياه المطلوبة لتوطين سكان الأهوار والحفاظ على استقرارهم المجتمعي". مشدداً على أهمية اعتماد خطة حكومية فعالة لتخفيف آثار الجفاف واتخاذ التدابير المطلوبة لجعل السكان المحليين يتكيفون مع المتغيرات المناخية، بما في ذلك الجفاف، لافتاً إلى أن "مثل هذه الخطوات ضرورية لمساعدة سكان الأهوار على البقاء في بيئتهم حتى تحسن الوضع المائي والبيئي دون اضطرارهم للرحيل من مناطقهم الأصلية".
وحذر مدير مكتب منظمة طبيعة العراق من مخاطر النزوح على ثقافة وتراث السكان الأصليين للأهوار، مبيناً أن "نزوح السكان الأصليين إلى مراكز المدن ومناطق أخرى مغايرة لبيئتهم يشكل ضياعاً للثقافات والتراث والإرث السومري الذي حافظ عليه سكان الأهوار طيلة العهود السابقة". مشيراً إلى أن "النازحين من سكان الأهوار غالباً ما يلجؤون إلى السكن في مناطق العشوائيات في مراكز المدن، حيث يكتنفهم الفقر والعوز، مما يؤدي إلى تسرب الأبناء من المدارس وقد يجعل بعضهم ضحايا للجريمة المنظمة والمخدرات وأمراض المجتمع".
وخلص الأسدي إلى القول: "أن الأهوار العراقية وسكانها قد تركوا بصمة ثقافية ومعرفية كبيرة في الثقافة الرافدينية، ومن الغريب أن لا يهتم صانع القرار بهؤلاء السكان الأصليين وأن يجعل مستقبلهم في مهب الريح".
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها 49/214 المؤرخ بتاريخ 23 كانون الأول/ديسمبر 1994 اليوم الدولي للشعوب الأصلية في 9 آب/أغسطس من كل عام. وهو تاريخ انعقاد أول اجتماع للفريق العامل المعني بالسكان الأصليين التابع للجنة الفرعية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الديوانية تعطل الدوام الرسمي ثلاثة أيام

القضاء يؤجل محاكمة المتهم الرئيسي بسرقة القرن نور زهير إلى 27 آب

الإطاحة بـ 3 متهمين ارتكبوا "مجزرة" بحق عائلة في نينوى

زلزال بقوة 4 درجات يضرب جنوبي ايران

الأنواء الجوية: استقرار درجات الحرارة في عموم البلاد

ملحق منارات

مقالات ذات صلة

خبراء: النفايات ثروة مهدورة تهدد البيئة في العراق وتحتاج إلى استثمار فعال
محليات

خبراء: النفايات ثروة مهدورة تهدد البيئة في العراق وتحتاج إلى استثمار فعال

بغداد/ خاصكشف مختصون في الشأن البيئي والاقتصادي عن طرق فعالة لاستثمار النفايات في العراق، مؤكدين أن عدم معالجة ملف إعادة تدوير النفايات قد يؤدي إلى كارثة بيئية تهدد صحة المواطنين.ويدفع العراق ثمناً باهظاً على...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram