TOP

جريدة المدى > محليات > واسط ترفع سيطرة البوابة وسعي لتوسعة المدينة

واسط ترفع سيطرة البوابة وسعي لتوسعة المدينة

نشر في: 26 سبتمبر, 2024: 12:01 ص

 واسط / جبار بچاي

قررت اللجنة الأمنية العليا في محافظة واسط رفع سيطرة مدخل الكوت الشمالي، المعروفة بـ «سيطرة البوابة»، بشكل نهائي وفتح مدخل المدينة ليصبح الدخول إليها مباشرة دون انتظار أو تفتيش.
وقد أثنى مختصون في تخطيط المدن والتراث والفن على هذا القرار، مشيرين إلى تأثير السيطرات السلبي على الأحياء السكنية المحاذية لها، مطالبين بإزالة المشيدات المتناثرة والإبقاء فقط على البوابة التي تمثل رمزية تاريخية وحضارية لمدينة واسط.
وعزى رئيس اللجنة الأمنية العليا، المحافظ محمد جميل المياحي، هذا القرار إلى «التوسع الكبير الذي شهدته المدينة في جميع الاتجاهات، وخاصة نحو الشمال، من خلال إضافة مناطق ومقاطعات جديدة ضمن التصميم الأساسي للمدينة، إضافة إلى الاستقرار الأمني الكبير الذي تشهده المحافظة».
وأكد المياحي، خلال الشروع بفتح السيطرة أمام المركبات، أن «وجودها أصبح يشكل عائقًا كبيرًا أمام المواطنين، خاصةً ممن يسكنون المناطق الجديدة التي أصبحت ضمن التصميم الأساسي لمدينة الكوت، وبالتالي أصبحت سلبياتها أكثر من الإيجابيات».
وأشار إلى أن «المحافظة أعدت تصاميم نموذجية لبوابة مدخل الكوت الشمالي في منطقة البتار، وستكون بوابة مميزة عمرانياً وخدمياً وأمنياً»، مؤكداً «رفع جميع السيطرات الداخلية، والإبقاء فقط على السيطرات الخارجية التي تقع عند الحدود الإدارية للمحافظة مع المحافظات المجاورة».
من جانبه، قال الدكتور باسم كاظم الشمري، التدريسي في جامعة واسط واختصاصي في جغرافية تخطيط وتنظيم المدن، إن «التوجه العمراني لمدينة الكوت يأخذ حاليًا مديات نحو الشمال، وذلك من خلال ضم مناطق جديدة للتصميم الأساسي للمدينة وتوزيع آلاف القطع السكنية فيها، إضافة إلى بناء عدة مجمعات سكنية عن طريق الاستثمار».
وأضاف الشمري في حديثه لـ (المدى): «لو استمر وجود سيطرة البوابة فإن سلبياتها ستكون أكثر من إيجابياتها، وقد أصبحت مصدر إزعاج للمواطنين سواء المارين عبرها بمركباتهم أو سكان الأحياء المحاذية الذين أصبحوا مرغمين على المرور عبرها».
وأكد أن «معيار توسعة المدن يأخذ بالحسبان النمو السكاني المتوقع للـ 30 إلى 50 سنة المقبلة، وهذا ما عملت به المحافظة عند اختيارها لموقع البوابة الجديد في منطقة البتار، الذي يبعد نحو 12 كيلومترًا عن المدينة، مما يجعل مناطق مثل أم هليل من 1 إلى 8، والبتار، والمعامل، والسلام، والعلكاية، والأحرار، وتفرعاتها في بوابة واحدة».
وأشار الشمري إلى أن «سيطرة البوابة كانت تؤثر سلباً في الحركة المرورية وتزيد من الاختناقات عند مدخل الكوت، حيث كان على بعض سكان الأحياء الجديدة العودة للخلف للدخول عبر السيطرة، ولم يكن يُسمح لهم أحيانًا باستخدام الطرق البديلة والمختصرة».
وأوضح فيما يتعلق بالجانب العمراني للمدخل الشمالي أن «إمكان إنشاء مدن حضرية جديدة وفق طرز وتصاميم حديثة في طليعة الأراضي المفتوحة التي تضمها البوابة الجديدة، وهذا ما يتم العمل عليه حاليًا من قبل البلدية والمحافظة التي تسعى لجعل الواجهة الشمالية لمدينة الكوت أفضل ما يمكن من حيث التوسعة العمرانية والتخطيطية».
من جانبه، قال السيد ضرغام سعد العايدي: «يأتي رفع سيطرة مدخل الكوت في سياق التوسعة العمرانية والتنموية التي تشهدها المدينة، وتحسين الخدمات وتقليل الازدحامات المرورية. إن رفعها لا يعني فقط تسهيل الحركة، بل هو جزء من استراتيجية أوسع لتوسيع المدينة وزيادة قدرتها على استيعاب النمو السكاني المتزايد، مما سيسهم في دعم التوسع العمراني وتحسين مستوى الخدمات والبنية التحتية».
وفي سياق متصل، تحدث الفنان التشكيلي عباس العمار، الذي صمم ونفذ بوابة الكوت الشمالية في تسعينيات القرن الماضي، قائلاً: «إن فكرة تصميم بوابة واسط مستوحاة من تاريخ المدينة وتراثها ورمزيتها في الوقت الحاضر، على اعتبار أنها محافظة زراعية».
وأضاف العمار أن «شكل البوابة يوحي إلى بوابة مدينة واسط التاريخية التي يطلق عليها محليًا المنارة، وهي في الواقع بقايا المدرسة الشرابية، وقد شيدت من الأسمنت المسلح بالحديد ومغلفة بالطابوق الفرشي. يبلغ عرضها 12 مترًا لكل ممر وارتفاعها 18 مترًا مع الأقواس والقبب التي تتخللها، وفيها رمز للسنبلة وقرص زهرة الشمس، كون واسط تتميز بزراعة القمح وزهرة الشمس، إضافة إلى المحاصيل الزراعية الأخرى».
ودعا العمار المعنيين إلى «المحافظة على شكل البوابة وإدامتها ومعالجة الأضرار والتشوهات البصرية التي حصلت فيها لتبقى معلمًا حضاريًا وعمرانيًا جميلًا».
في غضون ذلك، عبر عدد من السائقين الذين يمرون يوميًا عبر سيطرة مدخل الكوت الشمالي عن سعادتهم بسبب التأخير الذي كان يحصل فيها جراء التفتيش والإجراءات الأخرى.
يذكر أن سيطرة مدخل الكوت الشمالي، أو ما تعرف بـ «سيطرة البوابة»، تحمل اسم الشهيد الفريق الركن عبد الرحمن حنظل أبو رغيف، نائب قائد عمليات الأنبار، الذي استشهد خلال الحرب ضد تنظيم داعش.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

القضاء ينقذ البرلمان من "الحرج": تمديد مجلس المفوضين يجنّب العراق الدخول بأزمة سياسية

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

قلق في ذي قار من تصاعد جرائم الابتزاز الإلكتروني وانتحار الضحايا!

أهالي ذي قار: مياه الشرب بلون أخضر وذات رائحة كريهة

قائد حراك قضاء الصادق: نادم على الاجتماع مع الحكومة!

العراق يصدر 13 سلعة زراعية متنوعة

نينوى تقرع ناقوس الخطر بتراجع حاد في مناسيب الخزين الأول للمياه في العراق

مقالات ذات صلة

إحصائيات مرعبة لحوادث الطرق الخارجية في كردستان
محليات

إحصائيات مرعبة لحوادث الطرق الخارجية في كردستان

 السليمانية / سوزان طاهر مشهد متكرر لحوادث الطرق التي تحصد أرواح المواطنين على مختلف الطرق في العراق، ويبدو أن طرق إقليم كردستان الرابطة بين محافظات الإقليم، باتت تحمل نفس المعاناة، فحصد الأرواح يستمر،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram