TOP

جريدة المدى > عام > جماليات البطء.. عن البساطة التي يفهمها كل متلق

جماليات البطء.. عن البساطة التي يفهمها كل متلق

نشر في: 16 ديسمبر, 2024: 12:01 ص

علاء المفرجي
عن مجموعة كلمات صدر كتاب (جماليات البطء) للباحثة الألمانية نادين ماي، وترجمة أمين صالح، يتناول في مجموعة مقالات نشرتها الباحثة في مدونتها الخاصة. يقول أمين صالح في مدخل الكتاب عن ذلك:
حدث الأمر بعد مشاهدتي لفيلم "وداعاً نُزل التنين" Goodbye Dragon Inn للمخرج التايواني كاي مينغ ليانغ. هذا الفيلم الفاتن والآسر، الغريب والمختلف، جعلني أهتم وأحرص على مشاهدة أفلام كاي الأخرى. عندئذ أدركت أنني أمام مبدع سينمائي فذ، له رؤيته الخاصة وجمالياته الفريدة. أردت أن أعرف، من خلال القراءة، مزيدًا عن شخصه وعوالمه، عن أعماله وأفكاره، والتي سوف تثري معرفتي به. من خلال بحثي في الإنترنت صادفت موقع أو مدونة The Arts of Slow Cinema التي تشرف عليها وتحرّرها الباحثة الألمانية نادين ماي Nadin Mai (مواليد 1988)، وفي هذا الموقع وجدت مادة غنية، ومفيدة جداً، ليس عن كاي مينغ ليانغ فحسب، بل أيضاً عن السينما البطيئة ومخرجيها. لقد تعرفت من خلال هذا الموقع على الكثير من المعلومات والأفكار والمفاهيم، الجديدة والجادة، في ما يتعلق بالأفلام البطيئة. وقد رأيت أن أنقل، عبر الترجمة، هذه المعرفة إلى القارئ العربي، المهتم بالسينما، ليتعرّف مثلي على جوانب أخرى، مهمة ومضيئة ومؤثرة، من الفعل السينمائي. ومن أجل هذه الغاية، قمت بانتقاء مقالات معينة، ولقاءات مع مخرجين، أعتقد أنها تضيء وتوضح جوانب أساسية من هذا الاتجاه (الفيلم البطيء) الذي يستحق الدراسة والتأمل.
في المقدمة تقول المؤلفة نادين ماي: ما هي السينما؟ احتاج ان اطرح السؤال الذي طرحه اندريه بازان من قبل: ما هي السينما؟ في احوال كثيرة هي توصف بلغة الحركة هذا ربما الشيء الوحيد الذي يظهر اختلاف السينما عن التصوير الفوتوغرافي، يقال السينما حركة، انها صور متحركة. لكن ما هو المسرح؟ ما هي المسرحية؟ انا متاكدة ان هناك استثناءات لكنني مقتنعة ان المسرح حركة ايضا، المشاهد تتغير. الممثلون قد يبدلون ازيائهم وهناك حوار واجساد تتحرك وجمهور يتحرك. خصوصاً في الوقت الحاضر التخم بين السينما والمسرح يكون مائعاً حين تذيع صالات السينما، المسرحيات والذي يعني ان هناك على الاقل كاميرا واحدة حاضرة اثناء العرض
حتى مصطلح السينما قد لا يكون ملائماً خطرت لي هذه الفكرة بعد ان قرات مقالة مثيرة للاهتمام كتبها فيليب دود 1996 قال فيها: "قد تكون السينما شعبية، لكن الفيلم ليس كذلك" مثل هذا التصريح سهل، لكن هل سألت نفسك كم مرة استخدمنا مصطلحات "سينما" و "فيلم" من التفكير ملياً في ما اذا كان هناك اختلاف بينهما؟ لاحظ اننا نقول: سينما الاتجاه السائد، سينما الترفيه، في حين نقول: فيلم فني، فيلم تجريبي.
كذلك مصطلح "السينما البطيئة" الذي هو ذاتي، نسبي ولا ينصف الافلام على الرغم من البساطة التي سوف يفهمها كل شخص، بصرف النظر عما اذا كان مثقفاً سينمائياً ام لا. الافلام تبدو بطيئة، لكن هذا لا يعني انها بطيئة وكما يشير هاري توتل فأن "السينما البطيئة لا تعدل الزمن، انما تحيي فينا الادراك الحسي للزمن". وتقول جيسيكا مورغان: "هذا لا يعني ان الفنانيين يصورون زمناً حقيقياً، انما يجعلوننا نراقب الزمن الحقيقي في الزمن"..
لا يمكن ان تكون هناك بداية افضل لفيلم ما من هذا المقتطف المأخوذ من "الحكمة الماسية" اكثر الحكم اهمية في البوذية. انها تقول الكثير عن اسباب معاناتنا. الم نحاول دائماً قذف انفسنا نحو المستقبل؟ الم تنتابنا باستمار افكار الماضي؟ وماذا عن تلك اللحظات الحاضرة الرائعة، التي نرغب في احتجازها؟ ثمة توتر متواصل بسبب محاولتنا التحكم في ما هو وراء نطاق قدرتنا على التحكم. مع ذلك فهذا المقتطف من الحكمة الماسية ليس موجوداً هناك فقط ليجعلنا مدركين لهذه الحالة الغريبة من المعاناة الازلية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

جائزة نوبل وجنون العظمة

الوهم كإلهام أدبي

موسيقى الاحد: حصاد العام 2024

من مسالك الإبهار والمخاتلة السردية

سامانثا هارفي, بلاغة الجماد

مقالات ذات صلة

التشكيلي العراقي عبد العزيز الدهر..هل هي عودة لمعارض الألوان المائية المنحسرة؟
عام

التشكيلي العراقي عبد العزيز الدهر..هل هي عودة لمعارض الألوان المائية المنحسرة؟

خنساء العيدانياقام كاليري حامد سعيد معرضا شخصيا للألوان المائية للفنان التشكيلي العراقي عبد العزيز الدهر، وقد تضمن المعرض 35 لوحة مائية بقياسات متعددة، فكانت للطريق الثقافي جولة في المعرض التقينا فيها مع عدد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram