محمد حسن الساعدي
لم ينجح التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية في القضاء على عصابات داعش وإنهاء وجودها في العراق،بل احتواه فقط أذ لايزال هناك اكثر من 40 الف مقاتل من قدامى مقاتلي التنظيم وأسرهم تشوبهم الغموض في مخيم الهول فلم يحصل أطفال داعش في المخيم على جنسية لحد الان وسط عدم اهتمام من قبل المجتمع الدولي،فقد اعاقت منظمات حقوق الانسان إنهاء المخيم من قبل الحكومة العراقية بسبب تخوفها من تنفيذ احكام بالإعدام على الأشخاص الذين ثبت انتمائهم لداعش، والذين شاركوا بعمليات أبادة جماعية للايزيدين والمسيح والشيعة.
أن مستقبل مخيم الهول في حالة من عدم الوضوح والخطر الذي يداهمه،خصوصاً مع الاوضاع الامنية المتردية أثر سيطرة هياة تحرير الشام على الحكم في سوريا،والهجوم التركي على مناطق الادارة الكردية التي يتم استهداف الحراس الذين يتولون حماية السجن،حيث تحاول تركيا ان تتحكم بنظام السجن وتسعى ان تتولى هيئة تحرير الشام التابعة لها مهمة حماية السجن، وهذا بحد ذاته يمثل خطراً كبيراً يهدد العراق والمنطقة عموماً، خصوصاً وظان السجن يحوي على اكثر من 11 الف من الارهابيين الدواعش.
أن احتمال هروب هؤلاء السجناء امر وارد جداً،وانهم سوف يتحركون في اتجاهين فمنهم من سيبقى بسوريا أو ينتشر في جميع انحاء الشرق الاوسط،حيث سيسعى البعض منهم الى الانتقام من الاكراد ومن المرجح أن تتسامح هيئة تحرير الشام مع الآخرين من أجل تهدئة المتشددين تحت مظلتها أو حتى لعب دور الشرطي الصالح من خلال تعزيز أجندتها،والباقي سيتوجه الى السعودية والاردن ومصر من أجل إحياء بعض الخلايا النائمة خصوصاً وان هذه الدول تعد من اهم الحواضن لهذه التنظيمات، وبالتالي العمل على زعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة الاميركية والبعض الآخر سيختار الهرب الى تركيا ومن ثم الى اوربا وذلك من أجل أبتزاز الاوربيين وتهديد استقرارهم.
مع التصاعد بالتهديدات في المنطقة من الضروري على الغرب البدء بتسليح الاكراد في سوريا بالسلاح اللازم لحمياتهم من أي تهديد لهم أو للسجن، وفرض عقوبات اقتصادية على تركيا لتجنب هروب داعش من المخيم والسعي لحماية المخيم من قبل المجتمع الدولي،أو إعادتهم كلُ الى بلده ومحاكمتهم وفق القانون.
العراق يعد البلد الوحيد الذي سيبقى محصناً من أي تهديد،خصوصاً مع الاجراءات السياسية والامنية التي تقوم بها الحكومة العراقية والتي تأتي بالاتساق مع حماية امن الحدود مع سوريا،لذلك فان أي ظهور مفاجئ لداعش في العراق سيجابه بموقف صارم من قبل العشائر وان المجتمع سيكون هو المبادر لاقتلاعه من جذوره، ولكن ستبقى دول مجاورة للعراق بعيدة عن تهديد داعش مؤقتاً مثل الاردن والذي يعد معقلاً مهماً من معاقل السلفية والاخوان المسلمين.
المجتمع الدولي مطالب بصورة أستثنائية من الوقوف بوجه هذا التحرك وهذا يأتي من خلال تظافر الجهود مع تركيا باعتبارها حليف مهم، من أجل السيطرة على الموقف ومنع انهيار الاوضاع وخلق برميل بارود يمكن ان يشعله هروب جماعي من مخيم الهول في سوريا.