قالت الصحيفة إن ظهور السخط داخل الأقلية العلوية في سوريا تمثل تحديا جديدا لجهود الرئيس السوري بشار الأسد للتمسك بالسلطة في وجه تمرد مسلح كبير، على حد وصفها، الأمر الذي يشكك في ولاءات حتى الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس في الصراع الذي يجتاح البلاد.
وكان الأسد يعتمد بشكل متزايد على الطائفة العلوية القوية التي تقدَّر بـ 2.5 مليون نسمة فى البلاد لدعمه، مع تدفق الأغلبية السنية للانضمام إلى التمرد، مما أدى إلى زيادة حدة الأبعاد الطائفية للانتفاضة التى بدأت عفوية إلى حد كبير للمطالبة بمزيد من الحريات المستوحاة من الثورات التى تجتاح الربيع العربي. والعلويون في المقابل، تتابع الصحيفة، احتشدوا خلف قيادة الأسد، مدعومين بالخوف على مستقبلهم في سوريا لو لم يعودوا يحكمونها، والتي سيلعب فيها الإسلاميون السنة دورا كبيرا لو فازت المعارضة.
لكن الآن، فإنه من معقل العلويين في المنطقة الساحلية الشمالية في سوريا، تأتي همسات عن توترات وخلافات داخل عشيرة الأسد نفسها، فإطلاق النيران بين أعضاء عائلة الأسد الممتدة في بلدة قرداحة الشهر الماضى، واعتقال ناشط علوي بارز من قبل النظام يقدم لمحات عن التوتر داخل الطائفة التي أصبح دعمها للأسد محل شكوك. وبرغم ذلك، تشير واشنطن بوست إلى عدم وجود مؤشر على أن العلويين على وشك التحول للإنضمام إلى المعارضة المقسمة التي تفتقر إلى القيادة والتي لم تبذل جهدا للترحيب بهم، بل إن العلويين الذين رحبوا في البداية بمطالب الإصلاح السياسي صمتوا منذ فترة طويلة أو احتشوا داخل نظام الأسد منذ تسلح الثوار وبداية دور المتشددين السنة، حسبما يقول النشطاء العلويون.