الأربعاء، 16 إبريل 2025

℃ 14
الرئيسية > أعمدة واراء > أجهزة الشرطة ومفهوم الديمقراطية

أجهزة الشرطة ومفهوم الديمقراطية

نشر في: 21 أكتوبر, 2012: 04:50 م

إن أكثر المواضيع إلحاحاً في العمل الشرطي والأمني عموماً هو النزاهة والشفافية وتكريس الجهود لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وذلك لان أدب العمل الشرطي يشير إلى أن نمط الحياة الدارجة في مجتمعنا يعتمد بشكل كبير على رؤية قيادات الشرطة في التعامل مع المواطن للوصول إلى أحكام صائبة وديمقراطية.

لذلك يفسر الموقف السلبي لمعظم منتسبي الشرطة تجاه الأخذ بمبادئ الأخلاق المهنية في العمل الشرطي إلى عاملين رئيسين أولهما اجتماعي والثاني عملي والعامل الأول يتضمن ما يأتي:

1- يتم تعيين منتسبي الشرطة في سن مبكرة من العمر (بين الثامنة عشرة والثانية والعشرين ) دون أن تكون لديهم أدنى تجربة مع الديمقراطية وحقوق الإنسان.

2- معظم أفراد الشرطة منحدرون من طبقات عشائرية قريبة للبعض من ناحية القرابة والمصاهرة .

3- معظم المؤسسات التعليمية التي يتلقى فيها منتسبو الشرطة تعليمهم بالعمل الشرطي لا تولي أمر الديمقراطية والأخلاق اهتماما في مناهجها ، كما أنها لا تشجع على التفكير الحر والمناقشة الجادة وإذا حدث ذلك فانه يتم بأسلوب جاف وعقيم، كأن لا علاقة لها ببناء شخصية الطالب.

كما يتضمن الجانب العملي ما يأتي:

1- إن كليات الشرطة تنهج نهجا تعليميا اقرب إلى الاسلوب العسكري وعند تقديم مبادئ حقوق الإنسان والأخلاق في مناهجها ، فهي تقدم باقتضاب ودون تعاطف ، ثم أن هذه الكليات تميل إلى التركيز على معايير سطحية في اختيار الطلاب ، مثل السلوك العام والمظهر الخارجي أكثر من التركيز على أخلاق الطالب وثقافته وسلوكه الديمقراطي ، وبذلك فان معظم الطلاب يتم تدريبهم لتطبيق مبدأ (الحكم بالقانون) وليس حكم القانون، ولا شك في أن الأخير يتطلب سعة في التفكير، ويبدو احد الأهداف الرئيسة لكليات الشرطة هو تلقين الطلاب أسلوبا موحدا في التفكير وذلك لكي لا يعمل احد فكره بشكل فردي، ثم أن هناك مفهوما سائدا مفاده أن القوانين المسلكية العامة في الشرطة صائبة وملائمة بغض النظر عن رأي المواطنين فيها .

2- تطبع الثقافة الشرطية السائدة بخصائصها المشار إليها، العمل الشرطي بطابع البيروقراطية، فيصبح التركيز في هذا الحال على الانضباط والضبط العسكري.

3- تفتقر مديريات الشرطة  ومراكزها بأسلوب إدارتها التقليدي القائم على النموذج العسكري، الى الوعي بمكاسب الديمقراطية وتفتقد الاستعداد لتشجيع من يسعون لتحقيق ذلك.

وبناء على ما تقدم يتضح أن الديمقراطية وحقوق الإنسان هما مستوى فكري متقدم يمكن تكوينه بالتعلم والتجربة والعمل الدؤوب لتحقيق ذلك ، ولهذا فان فضائل العمل الديمقراطي ينبغي النظر إليها وفهمها كمنظومة مبادئ ، تميز عمل المجتمع الديمقراطي بشكل يمكن الناس بتنوعهم ونقاط ضعفهم ، من أن يعيشوا أحرارا وبما ان كل ما يمكن تعلمه يمكن تعليمه ، فليس من المعقول الاعتقاد بان أخلاقيات وقيم الديمقراطية  لا يمكن اكتسابها في فصول الدراسة بنفس الطريقة التي بها تكتسب العلوم الأخرى، ولكن مع هذا يبقى من المؤكد ان التركيز والحض على مبادئ وأخلاقيات الديمقراطية في كل المراحل التي يمر بها الضابط والمنتسب مثل التدريب قبل وأثناء الخدمة ، يمكن أن يطور بشكل حاسم الجانب الديمقراطي في شخصيته وسلوكه اليومي ، مثلما يطور التدريب إجراءات التحقيق والكشف والقدرات الفنية والقانونية الأخرى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تقارب طهران وواشنطن بوابة لحل أزمات العراق الاقتصادية

النساء يتحدن ضد تعديل الأحوال الشخصية والقضاء يتفاعل والمحكمة تحسم في أيار

عطلة رسمية للمسيحيين في 20 و21 نيسان

الأونروا: مخازننا فارغة والمجاعة تفتك بسكان غزة

كردستان تعطل الدوام غداً احتفالاً برأس السنة الإيزيدية

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

كلاكيت: "ندم" وعودة الفيلم الجماهيري

الحاكم بمنظور إمام سلطة الحق

العمود الثامن: اربيل تقرأ

مرور نصف عقد على رحيل رفعة الجادرجي 10 نيسان 2020

العدالة الدولية تحت المطرقة (الجزء- 2)

العمود الثامن: المتشائل

 علي حسين أعترف أنّ الكتابة اليومية تتطلب من صاحبها جهداً كبيراً، فصاحب النافذة اليومية مطلوب منه أن يُقدِّم شيئاً يتجاوز ما اطلعت عليه الناس في الأخبار، وشاهدته من خلال الفضائيات، فالعبور إلى جسر...
علي حسين

(50) عاماً على الحرب الأهلية اللبنانية حياةً بين قذيفتين

زهير الجزائري 2 بين القتال والهدنةً القصيرة تغيرت الحياة الاجتماعية. لقد قضى الناس أياماً طوالًا في الملاجئ. نساء ورجال حشروا في مكان ضيق. شبان لم يعرفوا السياسة و ما أرادوا أن يعرفوها انفصلوا عن...
زهير الجزائري

اشكالية السياسة والتعصب تحليل سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح المفهوم الشائع عند العراقيين بمن فيهم الكثير من المثقفين ، ان المتدينين يكونون متعصبين والمثقفين متحررين وغير متعصبين ، فهل هذا صحيح ام فيه رأي آخر ؟ لنبدأ بتحديد المفهوم...
د.قاسم حسين صالح

باليت المدى: كرسي مكسور الساق

 ستار كاووش عندَ لقائي ببعض الناس أفاجئ ببعض التفاصيل الصغيرة التي تُشير الى نوع من الكسل واللامبالاة وعدم إيجاد الحلول حتى وأن كانت صغيرة. فرغم إنغماس أحدهم بتعديلِ صُوَرِهِ ببرامج الفوتو شوب كي...
ستار كاووش
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram