لكي لا يذهب الزمن هدراً
لكي نخفف من حجم النفاق السياسي
لكي نقنع الناس بوطنيتنا وعراقيتنا
لكي لا تتعارض شعاراتنا مع سلوكنا اليومي
لكي نخرج من الأزمة.
لكي نفعل كل ذلك وأكثر منه، علينا أن نرمي بسلة المحاصصة إلى المزبلة وأن نطلق الرصاص على مثلث "سنّي.. شيعي.. كردي ".إذا لم نفعل ذلك فإننا على ثقة أن ما تقوم به القوى السياسية من حوارات قائمة وأخرى قادمة، سواء على طاولة مستديرة أم مستطيلة، هي حوارات لإعادة إنتاج الأزمة برداء جديد!! وهو ما حصل فعلا في كل حوارات السنوات الماضية مما ولد واقعا سياسيا من الصعوبة تجاوزه والانطلاق إلى واقع آخر مغاير في الأهداف والمنطلقات.
إذا كان ساستنا راغبين في الخروج من مستنقع المحاصصة الذي ورطنا أنفسنا فيه منذ انطلاق عملية التغيير، فإن عليهم أن يتمتعوا بالجرأة والشجاعة الكافيتين ليعلنوا أن الطريق الذي سلكوه سابقا هو سلوك الأزمات والويلات وانعدام أفق المستقبل وان الطريق الصحيحة هي طريق معايير مثلث "المواطنة والكفاءة والنزاهة" وهو المثلث المضاد للمثلث الذي يتمسك به الساسة اليوم رغم الشعارات البراقة والجميلة والأحاديث عن مثلث الإنقاذ!
وعلى من يهمه الأمر بمن في ذلك رئيس الجمهورية راعي حوارات اليوم للخروج من الأزمة، أن يقولوا لنا بوضوح وصراحة من هو المتمسك بمثلث الموت الأول ومن هو المتمسك بمثلث الإنقاذ الثاني لكي يعرف المواطن من هو الجاد فعلا ومن هو الراكب للموجة والمعرقل لأي خطوة إلى الأمام.
ربما تكون هذه الفرصة الأخيرة للمكاشفة والأخيرة للإعلان عن حسن النوايا والأخيرة أيضا لإعلان الوطنية الحقة من خلال ليس الصفقات والترضيات وإعادة توزيع الحصص والكلمات الفضفاضة عن الأخوّة والتلاحم والعراق الواحد وإنما من خلال العمل الجاد انطلاقا من رؤية جديدة.. لم يعد الكلام نافعا ولا مجديا ولا عصا تحل مشاكل البلاد والعباد، المطلوب حجم عال من الجرأة والشجاعة للانتقال إلى طريق المستقبل رغم فداحة الثمن الذي سيدفع لهذه الانتقالة، لكنها تشبه آخر الدواء الكي، وهي فرصة لتطبيق مصداقية الشعارات المرفوعة، وعلينا أن لانخدع أنفسنا بالبحث عن ترقيعات وتسويات لأننا سنجد أنفسنا بعد حين قريب وقريب جدا نراوح في المستنقع ذاته ونلوك الكلام ذاته وتشوي نيران الأزمات المواطنين دون رحمة.. أ
أستطيع أن أقول دون تردد إن أي حل آخر هو خداع لنا وتأكيد لقناعات الناس من أن من يقودنا هم رجال أحزاب ومصالح وقادة ميليشيات وليس رجال دولة وإنهم غير جادين للانتقال إلى المثلث الحقيقي والممكن للإنقاذ،إنه مثلث المواطنة والكفاءة والنزاهة، ومفردات هذا المثلث يتغنى بها الجميع دون أن يلامسوها فيما هم يعيدون إنتاج مفردات الطائفية والمحاصصة والمكونات.
سياسة الترضيات والتوافقات واستحقاقات المكونات أفضت بنا إلى هذه المحطة التي صرنا نتحاور فيها مثل حوار الطرشان مما أدى إلى تخندقات عتيدة وتمسكات بمكاسب نتيجة ظروف طارئة واستحواذ حزبي مقيت على مفاصل الدولة وأصبح المسؤولون من الساسة يتصرفون مع الدولة باعتبارها ضيعة شخصية لهم أو لحزبهم أو لمكونهم يقابل هذا الوضع عجز تام عن تحقيق مصالح المواطنين المعنيين مباشرة بالتغيير ونتائجه.. ونقولها واضحة إن على المرجعية أن تلعب دورا من خلال موقف واضح ترفع فيه يدها وتغطيتها عن أي نشاط سياسي خارج كيانات الدولة أو داخلها، لتساعد بذلك حتى القوى الدينية المتنورة في محاربة منتجي الأزمات واستبدالهم بقوى قادرة على أن تكون ملاذا آمنا لهوية المواطنة والكفاءة والنزاهة!!
جميع التعليقات 1
المدقق
لاول مرة تكتب بانصاف