TOP

جريدة المدى > عام > جون أبديك .. الكاتب في الخريف .. الكتابة عن الشيخوخة

جون أبديك .. الكاتب في الخريف .. الكتابة عن الشيخوخة

نشر في: 2 ديسمبر, 2012: 08:00 م

جون أبديك ،، كاتب أمريكي شهير ، بدأ بالكتابة عن الشيخوخة ، وانتهى بالكتابة  عنها .

يعبّر جون أبديك في مقاله ( الكاتب في الخريف ) ضمن كتاب ( فتنة الحكاية - ترجمة غادة حلواني ، ضمن منشورات الدوحة 2012 ) ، انه بدأ حياته كاتبا عن الشيخوخة والعجائز ، كما في قصصه التي كان  يصف بها جدته أثناء موتها السريري ، وقد أرسل قصصه الأولى إلى مجلة ( نيويوركر ، التي عمل بها فيما بعد  محررا ) غير ان المجلة أعادت له قصته الأولى مع ملصق عليها برفض نشرها ، استمر جون أبديك الكتابة عن الشيخوخة وكان يعيد إرسالها إلى المجلة ، والمجلة تكرر رفضها للنشر، وأخيرا كتبت له المجلة الآتي ( اسمع .. لا ننشر قصصا عن الشيخوخة ، لكن ابعث مرة أخرى ) .

ويتساءل الكاتب  في نهاية حياته ، انه ما عاد يكتب إلا عن شيخوخته ، مما أعاد إلى ذهنه رفض الآخرين لقراءة ما يكتب وما ينشر ، يقول (( الآن قصص الشيخوخة على وشك أن تصبح القصص الوحيدة التي سأحكيها ، فخبرتي الوحيدة عن التقدم في العمر )) ، انه تساؤل منطقي ، إذ انه بدأ حياته في الكتابة عن الشيخوخة وانتهى بالكتابة عليها في روايته الأخيرة ( المتقاعد ) ، نشرت عام 1990 ،  وفي كلا الحالتين  فان المتلقي لا يفضّل القراءة عن الشيخوخة ، وقد ذكر ذلك  بالحديث مع نفسه (( كاتب متقدم في العمر يشعر برضا غير ضئيل عن رف من الكتب خلفه ، تنتظر قراءها المثاليين لاكتشافها ، سوف تصمد أكثر منه قليلا ، فبالنسبة له ، متعة صنع الكتب ، أي الومضة الأولى من الإلهام ، شهور الصبر من البحث وصنع الحبكة ، ونسخة الطبع الأخيرة ، واستكشاف الغلاف ، والتجارب الطباعية ، وأخيرا الصناديق من الناشر تحوي الكتاب بثقلها الحلو ، ورائحة صمغ تجليد الكتاب ، هذه المتعة تظل نعيم الإبداع المدوخ ، وسط الخلايا العصيبة المتناهية الصغر ينسل بينها الأمل غير العقلاني بأن آخر كتاب قد يكون الأفضل )) .

كتابته عن الشيخوخة في سن مبكر ، انعكس بطبيعة الحال على حياته فيما بعد ، في البداية كانت سيرة ذاتية عن الآخرين ، لكنه فيما بعد كتب سيرة ذاتية عن نفسه وهو مسن ، غير ان حجم وقيمة الكتاب لا تتناسب ونسبة القرّاء ..

وعلى كل ّ حال يبقى جون أبديك ، كاتبا له الشأن في كتابة أحداث مجتمعه و العالم ، من حرب وسلام ، و عن فرح وحزن ، وما شابه ، ويظلّ ارثه الروائي والأدبي إرثا ينضم للائحة الكتّاب الكبار من أساتذته الذين يفضلهم ، أمثال هيمنجواي وفوكنر وفرست واليوت وغيرهم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

بروتريه: فيصل السامر.. قامة شامخة علماً ووطنيةً

موسيقى الاحد: 250 عاماً على ولادة كروسيل

الحكّاء والسَّارد بين "مرآة العالم" و"حديث عيسى بن هشام"

في مجموعة (بُدْراب) القصصية.. سرد يعيد الاعتبار للإنسان ودهشة التفاصيل الصغيرة

شخصيات اغنت عصرنا.. الملاكم محمد علي كلاي

مقالات ذات صلة

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة
عام

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة

أدارت الحوار: ألكس كلارك* ترجمة: لطفية الدليمي يروى كتابُ مذكرات لي ييبي Lea Ypi ، الحائز على جائزة، والمعنون "حُرّة Free" تجربة نشأتها في ألبانيا قبل وبعد الحكم الشيوعي. أما كتابُها الجديد "الإهانة indignity"...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram