ماذا سيحدث للأموال ، وخصوصا النقدية ، في هذا العصر الإلكتروني ؟ هل ستتحول إلى أموال رقمية في نهاية المطاف أم ماذا ؟
مكنت أجهزة الكومبيوتر من خزن الكم الهائل للمعلومات، ودخلت جميع مجالات العمل ،كالتجارة والصناعة والزراعة ، وكذالك تطوير أشكال جديدة من المال مثل المدفوعات عبر الإنترنت. الأموال الافتراضية هي التي تُحوّل وتُنقل إلى كل مكان وفي إي مكان في العالم وفي أي وقت كان ، وبصورة عامة شكلت كمية البيانات المستخدمة عالميا على شبكة الانترنت في عام ( 2011 ) ( تريليون كيكا بايت ) من مساحة التخزين الرقمية ، وبحلول العام (2013 ) يقدّر أن تصل إلى ( 5 مليارات كيكا بايت ) في كل ساعة ، وهذا تحدٍ جديد يواجه مصممي المواقع والشبكات الاجتماعية بين استيعاب الكم الهائل من البيانات و ازدياد أعداد المستخدمين للإنترنيت من خلال أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية واللوحية ، ففي نهاية العام الماضي كان هناك أكثر من (2 ) مليار مستخدم على الأقل ، منهم مليار شخص يعيشون فقط في آسيا لهذه الشبكة ، و يمكن أن يصل عدد مستخدمي الإنترنت إلى ( 3 ) مليارات نسمة بحلول العام ( 2016) ، وبالفعل لقد أصبح الإنترنت لا غنى عنه في الاقتصاد العالمي ، وقد أسفرت هذه التطورات معا إلى تكنولوجيا القرن الـ ( 21)، والتي جعلت ثورة المعلومات وثورة الاتصالات شكلا جديدا للحياة والتعاملات الاقتصادية ، كما حدث عندما غيرت وسائل الإعلام من التلفزيون والإذاعة والطباعة وجه المجتمع في القرن الماضي .
الأموال الافتراضية هي تطبيق فعلي للعملة المشفرة، وهي مصطلح يعرّف النقود على أنها أي شيء يقبل على أنه دفعة مقبولة ضمن مجتمع معين لشراء السلع أو تسديد الديون ، وهذه الأموال هي التي تتبنى هذه الفكرة باستخدام التشفير للتحكم بنفسها وتعمل من دون الاعتماد على أي مؤسسة أو سلطة مالية مركزية قائمة ، و إن هيكلها معقد للغاية , وهنالك العديد من الطرق التي تحتاج لأن يجري بيانها بشكل مستقل حتى نحصل على فهم شامل لآلية هذه النقود الافتراضية وعن آلية عملها، و يجري تنظيمها من خلال قوالب , وهذه القوالب هي (مولدات النقود الافتراضية التسلسلية ) ، وهي ( البنية التحتية الأساسية ) لهذا النموذج ، وهي معادلات معقدة رياضياً وتحتاج إلى أن يتم حلها ليتم الحصول على النقود الافتراضية ، و تبدو كوصلات سلسلة تتحكم في كيفية توليد كل واحد من هذه النقود الافتراضية ، حيث أن كل قالب يحتوي على معلومات عن المعاملات المالية المسبقة ، وهي عملة يمكن نقلها بسهولة ، وكذلك فليس هنالك أية تكاليف لنقل النقود ، و تكلف مبلغاً قليلاً فقط ، وهي مؤمنة من التقلبات الاقتصادية بسبب البنوك المركزية ، ولذلك فهي ذات قيمة حقيقية ، و باستطاعتنا الصرف على شراء السلع المختلفة التي يمكن تحويلها إلى عملات أخرى ، كالدولار مثلاً، وأيضا تخضع لقوانين العرض والطلب .
وهناك ما يعرف بـ ( التجارة الإلكترونية ) ، وهي واحد من الجوانب الحديثة التي أخذت بالدخول إلى حياتنا اليومية ، وتستخدم في العديد من الأنشطة اليومية , و هي ذات ارتباط بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الكبيرة ، و أن مصطلح ( التجارة الإلكترونية ) يمكن أن نقسمه إلى مقطعين ، المقطع الأول وهو ( التجارة ) فإنها تشير إلى نشاط اقتصادي يتم من خلال تداول السلع والخدمات بين الحكومات والمؤسسات والأفراد وتحكمه عدة قواعد وأنظمة ، ويمكن القول بأنها معترف بها دولياً ، أما المقطع الثاني ، وهو ( الإلكترونية ) فتشير إلى وصف لمجال أداء هذه التجارة ، ويقصد بها أداء النشاط التجاري باستخدام الوسائط والأساليب الإلكترونية مثل الإنترنت ، وإن من ميزاتها وسبب ازدهارها وتطورها في مختلف دول العالم هي أنها تعد منهجا حديثا في الأعمال ، يمتاز بسرعة الأداء ، ويتضمن استخدام شبكة الإنترنيت في البحث واسترجاع المعلومات من أجل الإسراع بأداء التبادل التجاري وإيجاد آلية لتبادل المعلومات داخل مؤسسة الأعمال وبين مؤسسات الأعمال ، وكذالك فهي تهدف إلى اختصار سلسلة الوسائط استجابةً لطلبات السوق وأداء الأعمال في الوقت المناسب .
إن أعلى نسبة لمستخدمي الإنترنت الذين يشترون بواسطة هذه الشبكة مباشرة كانت في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا خلال الفترة ما بين ( 2000-2001 ) ، إذ بلغت عمليات الشراء على الشبكة مباشرة حوالي ( 38% ) ، أما الآن فإن مستوى ونوع السلع كبير جدا ، ويأخذ بالازدياد بنسب كبيرة ،وهي التي ستغير شكل التجارة في الأعوام المقبلة , وهناك نوع من تبادل الأعمال ، حيث يتعامل أفراده بطريقة إلكترونية عوضاً عن استخدامهم وسائط مادية أخرى ، بما في ذلك الاتصال المباشر واستخدام تكنولوجيا المعلومات ، وكل ذالك لإيجاد روابط فعاله بين مؤسسات الأعمال في العمليات التجارية المختلفة .
و في هذه التجارة لا يوجد استخدام للوثائق الورقية المتبادلة والمستخدمة في إجراء وتنفيذ المعاملات التجارية ، كما أن عمليات التفاعل والتبادل بين المتعاملين تتم إلكترونياً ولا يتم استخدام أي نوع من الأوراق ، ولذلك تعتبر الرسالة الإلكترونية سنداً قانونياً معترفاً به من قبل الطرفين عند حدوث أي خلاف بين المتعاملين ، وهذا واحد من الأسباب المهمة التي أدت إلى تطورها ، وقد بلغ حجم التجارة الإلكترونية في العالم حوالي (4 تريليونات دولار ) في العام (2003 ) ، وذلك وفقا لتقديرات الأمم المتحدة ، وقد تضاعف الرقم ووصل إلى (7 تريليونات دولار ) في نهاية العام (2004 ) ، وإن نحو (80% ) من حجم هذه التجارة في العالم يتم في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ، و (20% ) في بقية دول العالم ، كما يشكل حجم هذه التجارة بين مؤسسات الأعمال حوالي (80% ) من حجم التجارة الإلكترونية في العالم .
وقد نمت هذه التجارة بشكل متسارع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من حوالي (120مليار دولار ) في العام (2002 ) إلى حوالي (300 مليار دولار ) في نهاية العام (2003 ) , وفي أمريكا اللاتينية بلغت قيمة الصفقات التجارية بين مؤسسات الأعمال على الشبكة مباشرة(6.5 مليار دولار ) في العام ( 2002) وارتفعت لتصل إلى (12.5مليار دولار ) في العام ( 2003 ) .
إن التطور الكبير في الصناعة ، وفي مختلف دول العالم ، يدفعنا للسؤال ، أين نحن من كل هذا ؟ وهل تستطيع الصناعة في بلدنا العزيز العراق من المواكبة واللحاق بكل هذا الكم الهائل من التطور في العالم ؟ أم اكتفينا باستيراد كل شيء ، حتى أصبح العراق دون إنتاج يذكر ؟
الأمــــــوال الافتراضـــــية وأداء النشــــاط التـــجاري باستخـدام الأساليب الإلكترونية
[post-views]
نشر في: 8 ديسمبر, 2012: 08:00 م