القاهرة/ متابعة إخبارية دوام الحال من المحال ، كلمات اثبت التونسيون ومن بعدهم المصريون انها يمكن ان تتحول الى فعل يغير كل شيء على ارض الواقع، انها الشعوب ان قالت كلمتها فلا احد يملك القدرة ان يقف في طريقها وان غلت التضحيات وكبرت .. حقيقة فرضت نفسها على المشهد العربي بقوة وباتت كابوسا مرعبا يهز اركان الانظمة التي تشعر انها في واد وشعوبها في واد آخر .
ومن فتح الحوار مع المعارضة والوعود بعدم الاستمرار في الحكم، الى الابقاء على الدعم المقدم للمواد الغذائية، ضاعفت العديد من الانظمة الحاكمة في العالم العربي المبادرات على امل منع انتقال عدوى الانتفاضتين التونسية والمصرية.ومنذ سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في الرابع عشر من كانون الثاني الماضي، والسؤال الاكثر تداولا في اوساط المحللين والحكومات والافراد العاديين هو "على من الدور؟". ولم يتأخر الجواب. انها مصر التي تعصف بها حركة احتجاجية منذ اسبوعين تطالب بتنحي الرئيس حسني مبارك. وأمام غضب الشارع سارع الرئيس المصري الى التأكيد انه لن يترشح لولاية ثانية ولن يكون ابنه جمال مرشحا، وباشر نائبه عمر سليمان حوارا مع قوى كانت لا تلقى من السلطات حتى الان سوى القمع والسجن ، والدليل على ذلك ان جماعة الاخوان المسلمين دخلت في هذا الحوار مع انها تعتبر العدو اللدود للنظام في الداخل.وعلى غرار الرئيس مبارك، بادر عدد اخر من القادة العرب الى طرح مبادرات انفتاح او التاكيد بان البقاء على الكرسي ليس ابديا بالنسبة اليهم ، ففي اليمن اعلن الرئيس علي عبدالله صالح الحاكم منذ 33 عاما الاربعاء الماضي بعد سلسلة تظاهرات مناهضة له انه لن يترشح لولاية اضافية ودعا المعارضة الى استئناف الحوار لتشكيل حكومة اتحاد وطني. ولتهدئة الشارع في بلاده اقال العاهل الاردني رئيس الحكومة سمير الرفاعي وعين مكانه معروف البخيت الذي سارع الى فتح حوار وطني بمشاركة جبهة العمل الاسلامي القوية. الا ان هذه الجبهة رفضت حتى الان المشاركة في الحكومة.والحوار الوطني يبقى موضوعا ساخنا ايضا في السودان الذي يلاحق رئيسه امام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية واعمال ابادة في دارفور.فقد تضافرت عدة عوامل ساعدت وقد تساعد اكثر في تحريك الشارع السوداني ومنها ارتفاع كبير في نسبة التضخم، والانفصال القريب للجنوب عن السودان، والتجربة الناجحة للثورة التونسية.واقترح البشير على المعارضة المشاركة في السلطة في حين انها تريد "حكومة اتحاد وطني" والا فانها تهدد بالنزول الى الشارع.
أنظمة الحكم العربية "تقاتل" لمنع العدوى التونسية والمصرية من الوصول إليها!

نشر في: 8 فبراير, 2011: 05:28 م