خليجي 23.. حذار من التزوير!

رعد العراقي 2018/01/02 09:01:00 م

خليجي 23.. حذار من التزوير!

دأبت وسائل الإعلام عبر كل دورات الخليج على انتهاج سياسة متقلّبة في ايصال رسالتها عبر عدة مراحل قبل أن تستقر على مسلك واحد تختتم بها تصوّرها الذي يُراد به أن يظل عالقاً في أذهان الجماهير ومن ثم يصبح تأريخاً تردده الأجيال.
خليجي 23 لم يتمكن من الخروج عن هذا النهج حين روّجت وسائل الإعلام الى قوة واستعداد جميع الفرق للمشاركة والتنافس، بل والحصول على اللقب هناك مَن تحدّى عبر تشكيلة الخط الثاني لمنتخبه بعد أن صرّح أنه لا يقل شأناً عن الخط الأول، وهناك من جاء وهو يحتمي بفكر تدريبي أجنبي له القدرة على قيادة فريقه نحو منصّات التتويج.
وعند انتهاء الجولة الأولى حدث تغيير طفيف في اللهجة والأسلوب من حقق النتائج الجيدة زاد من نبرة تحديه ومن فشل في الاختبار الأول بدأ بالتبرير، وهنا فإن قوة وتأثير الرسالة الإعلامية لكل بلد مرهونة بقدرتها الفنية والإدارية وأسلوب ايصالها للمتلقي، ثم تغيّرت تلك الصورة مرة أخرى، وبدأ الحديث عن قلّة التحضير والتلميح الى أن كل الفرق المشاركة جاءت بعناصر شابة لا تمتلك الخبرة الكافية باستثناء المنتخب العراقي !
وهنا يبرز التساؤل المهم، لماذا تحاول وسائل الإعلام الايحاء بأن المنتخب العراقي أكثر جاهزية ويمتلك الخبرة والممارسة دون المنتخبات الأخرى بعد أن قدّم أداءً عالياً وحصد أكثر معدّل من النقاط للمجموعتين؟
الجواب ربما يكون أكثر منطقاً وإقناعاً برغم أن كتابة سطور هذا المقال قبل لقاء العراق والإمارات بالدور نصف النهائي لأسباب تتعلّق بوقت النشر قبل ساعات من بداية اللقاء، وبغض النظر عن تأهل منتخبنا من عدمه للمباراة النهائية، فإن ما تم التركيز عليه بهذا الجانب لم يأت من فراغ، بل لتفريغ الدورة من قوتها وإعطاء التبرير لجماهير الدول التي لم تتأهل الى المربع الذهبي، وكذلك هي مقدّمات لمن لا يتأهل الى المباراة النهائية بعد أن أدركوا هناك إشارات باحتمالية بأن يكون اللقب عراقياً، وبعكسه فإن ذلك يحسب لهم لأنهم استطاعوا الفوز على المرشح الأكثر خبرة وجاهزية.
إن عدم انتباه إعلامنا الى تلك النقطة الحيوية، وضعف التغطية المؤثرة وطبيعة السلوك المهني التي لا يَعرف أساليب التمويه والمخادعة، جعلت الجميع يذهب الى ترديد ماروّجته تلك الوسائل تحت تأثير الاعتزاز والفخر بقوة منتخبنا وأدائه الكبير.
الحقيقة، إن منتخبنا دخل الدورة وهو متسلّح بعناصر شابة أيضاً، بل أن هناك بعض الفرق المشاركة تمتلك من الخبرة والمشاركات الدولية والاستعداد ما يفوقنا حسابياً، كما إن الإعداد كان بمستوى قليل من المباريات أو التجمّع من أجل التجانس بين اللاعبين، إلا أن ذلك لا يمنع من التأكيد إن لاعبينا محليون ويمتلكون ذات الإرادة والمهارة الفنية في إثبات علوّ كعبهم وتخطّي كل الظروف لإحداث الفارق.
باختصار .. لقب دورة خليجي 23 سيذهب الى منتخب واحد من بين ثمانية منتخبات تشابهت ظروف إعدادها وتقاربت غالبية أعمار لاعبيها، فلا تنالوا من سمعة الدورة وتسلبوا فرحة الانتصار للبطل، وتزوّروا التاريخ من أجل ألا تقول الجماهير إنكم فشلتم!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top