الحزب الإسلامي يتصدّر قوائم شيعيّة والتركمان ينصهرون مع الحشد في صلاح الدين

الحزب الإسلامي يتصدّر قوائم شيعيّة والتركمان ينصهرون مع الحشد في صلاح الدين

 افتتاح مراكز اقتراع في مناطق مهجورة.. وترجيحات بصعوبة تصويت 50 % من الناخبين

 بغداد/ وائل نعمة

كشفت الدعاية الانتخابية في صلاح الدين عن مفاجآت كبيرة، مثل ترشح قيادات الحزب الإسلامي في المحافظة بقوائم شيعية وعلمانية، واختيار محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري المعروف بـ"أبو مازن"تسلسلا مثيراً للجدل في قائمته.
كذلك قرر ائتلاف المالكي الانسحاب من السباق الانتخابي في صلاح الدين بعدما شعر بالخسارة المبكرة، مقابل اتساع ائتلاف العبادي وضمه قيادات سُنّية بارزة، فيما غابت لأول مرة القوائم الكردية، وانصهر التركمان في قائمة تابعة للحشد الشعبي.
وتجري الانتخابات في صلاح الدين بأجواء غير مستقرة، حيث تصعب حركة المرشحين بسبب التهديدات الامنية، ووجود ضغوطات من جماعات مسلحة على بعض الناخبين، فيما تثار شكوك عن وجود مراكز انتخابية في مناطق خالية من السكان.
ويمكن لـ900 ألف شخص في المحافظة الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات من المقرر إجراؤها في 12 أيار المقبل، لكنّ نصف هذا العدد قد لا يستطيع الوصول الى صناديق الاقتراع لأسباب تتعلّق بالنزوح وعدم الحصول على بطاقات التصويت.
ويتنافس في صلاح الدين أكثر من 300 مرشح لشغل 12 مقعداً مخصصاً للمحافظة، يتوزعون على 19 قائمة موزعة على 7 أحزاب و 11 تحالفاً وكيان فرد واحد.

قفز المرشّحين
وأظهرت الدعاية الانتخابية في صلاح الدين، انتقالات نوعية للمرشحين بين القوائم المتعددة، فقد قرر، القيادي في الحزب الإسلامي عبد القهار السامرائي الترشح هذه المرة عن ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي.
وكان السامرائي، قد حصل في انتخابات 2014 على أكثر من 10 آلاف صوت، وحصل على مقعد في البرلمان عن كتلة متحدون للإصلاح.
كذلك احتل عمار يوسف، وهو قيادي آخر في الحزب الإسلامي في صلاح الدين، التسلسل الثاني في ائتلاف النصر التابع لرئيس الورزاء حيدر العبادي.
وفاز يوسف في انتخابات مجالس المحافظات 2013، عن كتلة متحدون، وشغل منصب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، قبل أن تصدر بحقه مذكرة اعتقال بتهمة الإرهاب.
وانقسم الحزب الإسلامي، الى 6 واجهات سياسية، بعد قراره في شباط الماضي عدم خوض الانتخابات، في"سيناريو"مشابه لما فعله حزب الدعوة، لإنهاء الخلاف بين المالكي والعبادي على زعامة القائمة التي تمثل الحزب.
ويرأس ائتلاف العبادي، النائب بدر الفحل عن الكتلة العربية برئاسة صالح المطلك، كما ضم القيادي السابق في ائتلاف جماهير التابع لمحافظ صلاح الدين أحمد الجبوري، ووكيل وزارة الهجرة جاسم العطية.

خسارة المالكي
إلى ذلك قرر ائتلاف المالكي الانسحاب من التنافس الانتخابي في صلاح الدين، بعد أن قدّم 4 مرشحين عن قائمته في المحافظة.
وقال ذو الفقار جاسم، رئيس ائتلاف دولة القانون في صلاح الدين في تصريحات صحفية، إن الانسحاب جاء بتوجيه من رئيس الائتلاف نوري المالكي.
وعزا الاخير أسباب الانسحاب الى"كثرة المرشحين المتقدمين للانتخابات، ما قد يؤدي إلى إضعاف حظوظ جميع المرشحين بالفوز بمقعد برلماني".
وتتنافس هذه المرة في انتخابات صلاح الدين الى جانب ائتلاف العبادي، قائمتا الفتح التي تضم عدداً من قوى الحشد الشعبي وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم.
وكانت القوى الشيعية قد حصلت في الانتخابات السابقة على مقعدين اثنين في المحافظة، واحد لكل من تحالف صلاح الدين الوطني، وائتلاف صلاح الدين الوطني.
ويضم تحالف الحشد يزن الجبوري، نجل النائب المثير للجدل مشعان ركاض الجبوري، والنائب التركماني عن دولة القانون نيازي أوغلو، بالاضافة الى النائب عن حزب الدعوة جاسم محمد جعفر، مرشحاً عن المجلس الأعلى وهو أحد مكونات تحالف الفتح.
وانضم أكثر المرشحين التركمان الى قائمة الفتح وآخرين الى تحالف القرار بزعامة أسامة النجيفي، فيما لم تشارك أي قائمة كردية في الانتخابات لأول مرة في المحافظة.
وقرر أغلب المرشحين الكرد الدخول ضمن كتلة"تضامن"التي يرأسها وضاح الصديد، و"الجماهير"التابعة للمحافظ أحمد الجبوري.
وفاجأ"أبو مازن"الجميع، بوضع النائب ووزير البيئة السابق قتيبة الجبوري على رأس قائمته في صلاح الدين، بينما هو اختار التسلسل الأخير!
ورجح مراقبون أن السر وراء ذلك، يعود الى ان"أبو مازن"قرر خوض الانتخابات في اللحظات الاخيرة.
واستمراراً لمسلسل الانتقالات، ترأس النائب شعلان الكريّم، ائتلاف صلاح الدين هويتنا التابع لحزب الحل. وكان الشعلان قد فاز في الانتخابات الماضية عن كتلة علاوي بعدما حصل على نحو 16 ألف صوت.
كما عاد الى مضمار الانتخابات ناجح الميزان، ليظهر في التسلسل رقم 2 في قائمة جديدة تحت اسم"حزب الفيدرالية الوطنية". وكانت قد ألغيت عضوية الميزان في برلمان 2014، بعدما فاز عن قائمة كرامة التابعة لخميس الخنجر الذي قرر مؤخراً الخروج من السباق الانتخابي.
وحل ضياء الدوري بدلا من الميزان الذي حصل على نحو 5 آلاف صوت، فيما تسربت أنباء وقتذاك عن أن إلغاء عضوية النائب الاول كان بسبب إطلاقه"تصريحات طائفية"، ووجود مذكرة اعتقال سابقة بحقه.

حرمان الناخبين
إلى ذلك كشف سبهان ملا جياد، المرشح عن صلاح الدين في اتصال مع (المدى) امس، عن وجود تهديدات تلاحق بعض مرشحي المحافظة. وأشار الى أن الوضع هناك غير مريح"نخشى من وجود السلاح المنفلت".
وأكد ملاجياد صعوبة تنقل المرشحين في بعض المدن، وإقامة مهرجانات انتخابية خوفا من استهداف المجتمعين، خاصة أن هجمات مسلحة حدثت مؤخراً في المحافظة تسببت بمقتل وجرح نحو 40 شخصاً.
وتحدث المرشح، وهو عضو في مجلس المحافظة عن وجود"انباء غير مؤكدة عن مساومات تقوم بها جهات مسلحة لإعادة النازحين مقابل التصويت لشخصيات من خارج مناطقهم وعشائرهم". واضاف ان"50% من ناخبي المحافظة قد لا يستطيعون الوصول الى صناديق الاقتراع".
وحتى الآن لم يعد أيّ من سكان نواحي"الصينية، وسليمان بيك، والعوجة"، و70% من سكان ناحية يثرب الى مناطقهم، وهو عدد يصل الى نحو 40% من عدد الناخبين الكلي.
كذلك يقول ملاجياد ان"10% من العدد الكلي للناخبين منتشر في 50 مدينة ومنطقة خارج صلاح الدين، و5% خارج العراق"، فيما أكد وجود صعوبات تمنع عدداً كبيراً من الناخبين من الحصول على بطاقات التصويت الجديدة بعدما فقدوا بطاقاتهم السابقة في فترة احتلال داعش.
علاوة على ذلك حذر المرشح ملاجياد، من وجود 6 مراكز انتخابية فتحت في مناطق بالمحافظة"لايوجد فيها سكان"قد تستخدم لتزوير تصويت 24 ألف ناخب، مبيناً ان المركز الواحد مخصص لـ"4 آلاف ناخب".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top