TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت ( المدى ) يحتفي بالناقد الأكاديمي د. شجاع العاني

بيت ( المدى ) يحتفي بالناقد الأكاديمي د. شجاع العاني

نشر في: 29 سبتمبر, 2018: 09:19 م

  بغداد/ زينب المشاط
 عدسة/ محمود رؤوف

النقد الأكاديمي، صفة نادرة وصعبة الوجود في واقعنا الثقافي ذلك لوجود فجوة دائمة بين النقد الأدبي والمثقف الأدبي وبين الأكاديمي، إلا أنه يعدّ من أهم الذين ضيّقوا تلك الفجوة أو تجاوزوها من خلال ما قدمه من طروحات نقدية أكاديمية إلا أنها إبداعية أدبية، الناقد الأكاديمي د. شجاع العاني حلّ ضيفاً على بيت المدى في شارع المتبني خلال جلسة خاصة للحديث عن سيرته والاحتفاء بمنجزه الكبير وذلك صباح يوم الجمعة الفائت بحضور شخصيات ثقافية وأكاديمية:

عمل بحلم مبدع
لو أردنا الحديث عن ممارسات التجربة النقدية سيكون هو ممن حفروا بعمق النص نقدياً، الناقد علي حسن الفواز يقدم الجلسة ويتحدث عن العاني قائلاً " إن قيمة الناقد تكمن في ما يكتشفه من العلائق الداخلية ليعرف أن النقد هو فن مجاور للإبداع، وأن للنقد سياقاته وظروفه في تحولات النص وكيفية التعامل مع النص بوصفه حياة ومادة فيها امتدادات وتشكلات وتمثلات."
إنّ من الوفاء أن نتحدث عن شجاع العاني بوصفه واحداً من النقاد المناضلين .يؤكد الفواز أن"العاني عمل في المؤسسة الأكاديمية بحلم من يؤسس، وعمل في المؤسسة الإبداعية بحلم من يريد أن يجعل الخطاب الثقافي خطاباً فاعلاً."

فجوة النقد
ظهر عدد من النُقاد الأكاديميين الذين ردموا الفجوة بين النقد الأكاديمي والإبداعي، يذكر الناقد فاضل ثامر أن الناقد شجاع العاني كان واحداً من هؤلاء النقاد، ذاكرا " بعد أن كنا ننظر للنقد الاكاديمي بوصفه بنية محنطة لا يمكن تخيلها ظهر العاني مع عدد من الاكاديميين ليضخ لهم الإبداع الادبي، خاصة بعد أن قدم عدداً من البحوث خاصة بحثه في الماجستير عن المرأة في القصة العراقية، إضافة الى أطروحته في الدكتوراه عن النقد العراقي." برز دور العاني في السبعينيات من القرن المنصرم، ويذكر ثامر أنه "كان واحداً من فرسان وأساتذة النقد الذين قدموا إضافات مهمة في هذا المجال تحت رعاية علي جواد الطاهر، وكان ايضا من بينهم علي عباس علوان، وعبد الإله أحمد، ومالك المطلبي، و شجاع العاني، وتميز العاني بالوضوح والمزاوجة بين المنهج البنيوي في التحليل السردي وما قدمه من قراءة في البحث الاكاديمي بشكل متكامل وقد سبق عبد الله ابراهيم في ذلك."
عُدّ العاني من الشخصيات الوطنية، وهو بعيد عن كل ما يلاقيه سواء أكان سراً أو علانية، وفي سنوات صعبة في ظل الدكتاتورية غامر العاني بتهريب بعض الأسماء السياسية والثقافية المعروفة مستغلاً تواجده في منطقة حصيبة التي كانت مسقط رأسه فكان بذلك صاحب مساهمة وطنية بهذا الأمر.

باقة ورد
باسم الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، قدم الأمين العام للاتحاد العام للأدباء إبراهيم الخياط باقة ورد للعاني .وقال الخياط ، بهذه المناسبة " ان العاني من الاسماء العراقية الكبيرة، وهذا ما يشهد به نقاد كبار وتشهد ايضا كتب العاني على هذا القول، وقد تصدى العاني بشكل شجاع لموضوعة المرأة في القصة العراقية من خلال نقده الاكاديمي، كما انه دكتور وأكاديمي كبير تشهد له الأطاريح التي ناقشها، كذلك أسهم في اختيار العناوين وتوجيهها، وهو إنسان كبير يتوجب أن نحتفي به يومياً، وأذكر انه على نفقته الخاصة طبع أطروحة سعد عبد المجيد عن التناص في النقد العربي ."

المرأة في القصة العراقية
مارس العاني النقد علماً، وهذا ما جعله يتميز بخط نقدي خاص يمكن أن يقال عنه إنه مدرسة ، تذكر الناقدة الأكاديمية د.نادية هناوي "لأن العاني أسس ثم بنى وشيّد. وكان منجزه قيمة للدارسين والباحثين فكان بمثابة مدرسة نقدية."
ويعدّ العاني علامة فارقة في النقد العراقي ، لأنه يمثّل رقماً واحداً في الاكاديمية النقدية، تذكر هناوي "أن سمة الاكاديمية مميزة وواضحة وتعطيه أسلوبه وستراتيجيته الخاصة المبينة على الكفاءة الادبية، فشجاع العاني في مقالاته نجد السمة الاكاديمية دائما حاضرة ويمكن وصف مقالاته بالاكاديمية لما فيها من الحرص على الدقة والكفاءة وهي ليست مثقلة ، بل هي أكاديمية تمنح القارئ مساحة واسعة من الكتابة وتنقل القارئ من مرحلة البحث الى النقد وذلك من خلال القدرة على توظيف الهامش." في كتابه "المرأة في القصة العراقية" تذكر هناوي أن العاني"وظّف ثيمة أساسية من خلال الحديث عن تحرّر المرأة وتعلمها وخروجها إلى العمل وطرح طروحات مهمة ليس اجتماعياً بل فنيّ وتعامل مع المرأة لا بوصفها بنية كتابية وإنما ارتفع بها الى مستوى الكينونة وهذا نؤكده حين تغلغل الى الكتب ، إذ كان يتمتع بوعي نسوي، وعي خاص، حيث نجد ناقداً يتعامل مع المرأة بسمة ترفعها من خلال منهج تصنيفي تخلى عن البعد التاريخي والطريقة التقليدية. وحين يتناول المرأة أخذها من قصص كتبها رجال وتحدث عن ثيمة المادة."

أمانته النقدية
العاني نشر قطرة من بحره الكبير لنا، يذكر الكاتب والناقد المسرحي الاكاديمي د. سعد عزيز عبد الصاحب أن "ما أصاب العاني من أذىً أصيب به جميع المثقفين الكبار في العراق، لدى العاني ما هو صعب لدى النقاد الآخرين من استخراجه واستنباطه، ذلك أن الادب أو نوع معين من الادب استطاع تغيير منهج الناقد وأسلوبه ، وذلك بسبب أمانته الادبية فهي التي دعته للإشارة الى أدب محمد خضير بوصفه بوصلة توجهت نحو آفاق أخرى وتوجه نحو التوجهات النقدية الحديثة التي اهتمت بالشكل وتفكيك النص." لم يتوقف العاني عند معطيات محددة .يذكر عبد الصاحب أن العاني "تطور باستمرار مع الكشوفات النقدية التي تحفل بها الحياة النقدية ولم ينبهر بالمناهج الحديثة على الرغم من الضغوط المنهجية للجامعة، ووجد مكان الرواية العربية ليضاهي بها الرواية الأوروبية وهذا يوضح المسار الذي اتخذته أطروحته النظرية الروائية عن البناء الفني للرواية العربية في العراق."

الشهق
أي لغة ينبغي لك وعليك أن تترسمها وأنت في حضرة الشاهق النبيل شجاع العاني هكذا بدأ الناقد والباحث شكيب كاظم حديثه عن د.شجاع العاني قائلا "الكبار يجب أن يخاطبوا بلغة سامية وعالية توازي سموهم .لا أملك سوى الكلمات أملأ بها سلالي وأنفضها في حضرة العاني النبيل."
ظهر العاني الى جانب كوكبة من النقاد الذين تسجل ريادتهم الى استاذ علي جواد الطاهر، ويقول كاظم " من الضرورة ان تكون لكل ناقد نظريته النقدية الخاصة به، والعاني طبق ونظر في الوقت الذي انهمك الكثير من النقاد بالتنظير النقدي تاركين التطبيق النقدي، ليدلوهو بدلوه فنلمس ذلك في كتابه عن المرأة في القصة العراقية وهو بحثه الذي نال عنه درجة الماجستير، فضلا عن كتابه الرواية العراقية والحضارة الاوروبية ."

المرحلة الأولى
بدوره أشار الدكتور داود العنبكي في مداخلته الى عدة مسائل من أهمها إن ما يتحدث به البعض من الحاضرين عن كتاب العاني عن "المرأة في القصة العراقية" بهذا الانبهار فأما هو بدافع مجاملة العاني، أو لأنهم لم يقرأوا الكتاب ،لأن البعض يغالي في تقدير قيمة الكتاب رغم أن العااني يعترف بلسانه أن هذا الكتاب يمثل مرحلة أولى من الكتابة."

عن ذاته
شكر العاني الحضور في ختام الجلسة وتحدث قائلا " إن هنالك أشياء صغيرة قد تفوت البعض ، مثلا حين أشار الناقد فاضل ثامرإلى أنني برزت في السبعينيات من القرن الماضي أود أن أشير إلى أن أول مقال نشر لي في جريدة الثورة وهو مقال نقدي عام 1964، ثم تواليت النشر بعدها ولكن الظرف السياسي يقف حائلاً دون ذلك أحيانا."
وأشار العاني الى أنه كتب العديد من المقالات عن الكثير من الروايات التي قرأها لكبار الكتّاب والروائيين الذين يكون هو أول من يكتب عنهم، وذكر العاني أمثلة لذلك منها ان العاني أول من كتب عن كثر من الروائيين من بينهم رواية النخلة والجيران للكاتب غائب طعمة فرمان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

سقوط 3 شهداء في انفجارات لبنان

انفجارات جديدة بأجهزة اتصال لاسلكية لعناصر حزب الله في لبنان

البرلمان يؤجل انعقاد جلسته

السفيرة الأميركية: العراق قادر على خلق نموذج اقتصادي يحتذى به

تصاعد أزمة السكن في العراق.. نقص الوحدات السكنية يهدد مستقبل ملايين المواطنين!

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أدباء ومثقفو ذي قار يحتفون بتوقيع رواية (الزعيم) للروائي الكبير علي بدر

بعد طحنها في الخلاط.. رأس ملكة جمال سويسرا في كيس قمامة

علي بدر أول روائي غير موصلي يوقع روايته داخل أم الربيعين

سروج الخيل صناعة تعود إلى الواجهة مجدداً

جودي فوستر تفوز بأول جائزة إيمي لها في مشوارها الفني الطويل

مقالات ذات صلة

سروج الخيل صناعة تعود إلى الواجهة مجدداً

سروج الخيل صناعة تعود إلى الواجهة مجدداً

 واسط / جبار بچاي يحتفظ قضاء الحي في محافظة واسط بالعديد من المهن التراثية، ومنها صناعة سروج الخيل التي يعود تاريخها إلى أكثر من 150 عاماً. تحتفظ السروج بهويتها بفضل الشغّالين في هذه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram