محلل اقتصادي : العولمة هي أزمة صحية أخطر بكثير من كورونا

محلل اقتصادي : العولمة هي أزمة صحية أخطر بكثير من كورونا

 ترجمة : عدوية الهلالي

في جميع أنحاء العالم ، بدأت الدول للتو بتقييم الآثار الفادحة لكوفيد 19 ، وفي مقابلة مع الفيلسوف والمحلل الاقتصادي الكندي آلان دينولت دعا الى العودة الى الموازين التي يتم التحكم بها بشكل أفضل ،

فبعد أن بدأ الكوكب يتعافى للتو من أزمة اعتبرت واحدة من أخطر الأزمات في السنوات الثلاثين الماضية ، تساءل دينولت إنْ كانت ستنتهي قريباً حقاً ؟ ثم أجاب بأن هذا لن يكون أكيداً جداً ، لأن فايروس كورونا سيكون أزمة صحية أقل تأثيراً من أزمة العولمة التي لاتزال بعيدة عن قول كلمتها الأخيرة، مؤكداً على أن الأزمة الصحية الحقيقية هي أزمة العولمة ..

ففي الغرب ، قادت هذه الفترة غير المتوقعة الدول الى " اختبار طاعة مواطنيها " ويقول عن ذلك :" أول مالفت نظري خلال هذه الأزمة هو قدرة أجهزة الدولة على مواكبة المجتمعات بسرعة وفعالية ، فهو أمر لايصدق وأقوله بغض النظر عن الجدل حول ماذا كانت الأجراءات مبررة أم لا ..

ويقول الفيلسوف والاقتصادي الشهير : " إنه لأمر مدهش أن نرى كيف تمكنت الدول من تغيير السلوك الاجتماعي في مثل هذا الوقت القصير "...وبالنسبة لآلان دينولت ، الذي نشر في عام 2019 سلسلة من الكتب عن الاقتصاد ، فهو يرى أن الحكومات اتخذت إجراءات لمكافحة الفايروس بسرعة لأنه هاجم مصالح الطبقة الحاكمة !!

ويضيف قائلاً بأنه من المثير للسخرية تقريباً أن نرى رؤساء الدول يحاولون استعادة صلاحياتهم من أيدي أولئك الذين سلبوها منهم كسلطتهم على الأسواق ورؤوس الأموال الكبيرة والتمويل العالي ..

ويستغرب دينولت سبب إيقاف عمل عدد كبير من الشركات لمنع انتشار هذا الفايروس ، بينما يرى بأن التهديدات الأكثر خطورة هي التي تخيم على البشرية ، فهذا الفايروس إعلامي في الأساس ، ومن الغريب والمثير للسخرية في نظره أن نرى قادتنا يعيرون هذا الفايروس أهمية قصوى 

بينما تواجه مجتمعاتنا بالفعل مشاكل هائلة في مجال البيئة والصحة العامة ..فنحن نعمل على تغيير أسلوب حياة المجتمعات بطريقة خارقة ولم يسبق لها مثيل في التاريخ – كما يقول دينولت - ولهذا فنحن لانفعل أي شيء !!

في حين يخشى بعض المراقبين أن تؤدي إدارة الوباء الى انهيار اقتصادي كبير ، بينما يخشى دينولت بالمقابل من استمرار النظام الاقتصادي الحالي ، وبعبارة أخرى ، فأن هؤلاء الخبراء يخلطون بين الحل والمشكلة – كما يعتقد - .ويواصل قائلاً إن النظام الرأسمالي المعاصر هو عملاق مصاب بالسرطان ، إذ تنتج الرأسمالية مايضر بظروف بقائها ، ولاأظن أن هنالك مايمثل تهديدا للرأسمالية اليوم أكثر من الرأسمالية ذاتها ، من خلال تدمير الطبيعة فهي تدمر ماتحتاجه لتطوير النماء ..، ولكن ،ماهو الحل لهذا الاقتصاد الذي لايعتبر مدعوماً ؟ قبل كل شيء ، ومن خلال إنشاء إطار إقليمي قوي جداً ، يمكن للبشرية أن تنجح في تطوير نموذج بديل للعولمة ، وهكذا ، يعتقد دينولت بأنه يجب علينا العودة الى المعنى الأساس لكلمة اقتصاد ، والتي لاتشير فقط الى المال والتنمية ، بل الى الرفاهية العامة للمجتمعات ..

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top