الهجرة غير الشرعية تبتلع عشرات العراقيين بعد محاصرتهم بين  البحر والبرد

الهجرة غير الشرعية تبتلع عشرات العراقيين بعد محاصرتهم بين البحر والبرد

خاص/ المدى

شهدت الأيام الأخيرة تزايداً في أعداد المهاجرين من العراق باتجاه أوربا، وتعد موجة الهجرة هذه نتيجة لموجة صراع إقليمي بين بلدان المنطقة، بينما يجري استخدام اللاجئين كورقة مساومة سياسية، ويقع المهاجر ضحية هذه الصراعات بحثاً عن ملاذٍ آمن.

حمل تطبيق (المدى) على هاتفك.

ومؤخراً أعلن عن غرق أحد القوارب في بحر إيجه عند توجهه من تركيا نحو إيطاليا من إتجاه البحر، أما براً فقد منعت السلطات في ليتوانيا وبولندا مئات العراقيين القادمين من بيلاروسيا من دخول أراضيها، بوصفهم "مهاجرين غير نظاميين"، وهو ما دفع السلطات البيلاروسية لتشديد حدودها لمنع إعادة هؤلاء المهاجرين إليها، مما أدى إلى بقائهم عالقين بين حدود البلدين في ظروف قاسية.

 

بحر "ايجة"

الهجرة من العراق إلى دول الاتحاد الأوروبي، خلّفت عشرات الوفيات غرقاً في بحر إيجة التركي، بسبب تلاطم الأمواج والعواصف البحرية التي يشهدها، مما تسبب بغرق العديد من المهاجرين بعد تحطم قواربهم، وبحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين، فإن أكثر من 2500 شخص عبروا من تركيا إلى بحر ايجه باتجاه ألمانيا منذ مطلع 2021، مقابل 9700 شخص عام 2020، ووثّقت فيه المفوضية مقتل أو فقدان أكثر من مئة شخص.

وأخيراً أعلنت السلطات التركية حظر سفر مواطني سوريا والعراق واليمن عبر مطاراتها إلى بيلاروسيا، في القرار جاء أعقاب جولة اتصالات دبلوماسية عاجلة قام بها مسؤولون بولنديون وأتراك وأوروبيون، بهدف إيقاف المهاجرين من التسلل نحو دول الاتحاد الأوروبي عبر حدوده الشرقية.

 

الحدود البيلاروسية

وكشفت جمعية اللاجئين في إقليم كردستان في وقتٍ سابق عن مغادرة نحو 28 ألف مهاجر من الإقليم إلى دول أوروبية منذ مطلع عام 2021، وإنّ آخر الإحصائيات المتوفرة لديها تشير إلى أن 4 آلاف شخص قصدوا الدول الأوروبية عبر الحدود البيلاروسية، وأعيد نحو 803 منهم إلى العراق، مؤكدةً إن أوضاعهم سيئة للغاية ويعانون من سوء المعاملة مع البرد القارص الذي تشهده تلك المناطق، وإن 33 مهاجرا فارقوا الحياة.

ومن جهة اخرى قال عضو مفوضية حقوق الانسان في العراق سابقاً "علي البياتي" في حديث لـ(المدى)، إن "ما يقارب ٣٠٠٠ مواطن عراقي عالقين الآن على الحدود البيلاروسية البولندية بينهم نساء وأطفال"، مؤكدا ان "عدد الوفيات على الحدود البيلاروسية البولندية منذ بداية الأزمة هم أكثر من ٩ أشخاص بشكلٍ عام، ولا توجد احصائية دقيقة لعدد العراقيين المتوفين هناك".

وحمل البياتي الحكومة العراقية "مسؤولية هجرة الكثير من المواطنين العراقيين، بسبب الظروف التي دفعتهم للهجرة و عدم جديتها في متابعة الملف الذي بدأ منذ أشهر، و غياب الإجراءات الرسمية القانونية الحقيقية تجاه تجار الاتجار بالبشر التي تتحرك بعنوان شركات سياحية".

 

دور الحكومة

بدوره، قال المتحدث بإسم وزارة الهجرة العراقية "علي جهانكير"، إنه "لا توجد إحصائية دقيقة عن أعداد المهاجرين العراقيين، لأن هجرتهم تمت بطرق غير شرعية، عبر الغابات والمناطق الوعرة مما يصعّب على أي جهة إحصاء أعدادهم مهما كانت الظروف بحسبه".

وأضاف جهانكير في حديثه لـ(المدى)، أن "وزارة الهجرة طالبت سفراء الدول المعنية بهذا الملف بأهمية التعامل اللاجئين بالطرق الانسانية وعدم التجاوز عليهم بطرق تتنافى مع حقوق الإنسان والمواثيق الدولية"، مضيفاً أن "وزارة الهجرة مستعدة للتدخل وإجلاء العائلات في وقت، إلا أن المهاجرين العراقيين ورغم سوء الأوضاع والظروف التي يعيشونها يرفضون العودة إلى البلاد".

وسحبت وزارة الخارجية العراقية مؤقتا رخصة عمل القنصل البيلاروسي الفخري في بغداد في وقتٍ سابق بسبب أزمة اللاجئين على حدودها.

 وقال الناطق بإسم الوزارة أحمد الصحاف في تصريح صحفي، إن "هذه الخطوة تأتي لحماية المواطنين العراقيين من شبكات تهريب البشر عبر بيلاروسيا وبولندا، وأن سفارتي العراق في موسكو ووارسو تنسقان الجهود لعودة طوعية للعالقين على حدود بيلاروسيا - بولندا، مشيرا إلى أن العراق أوقف رحلات الطيران المباشر بين العراق وروسيا البيضاء".

أما في أقليم كوردستان فقد عبر رئيس حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني في وقتٍ سابق من خلال تغريده له على موقع "تويتر" تابعتها (المدى)، عن "قلقه بشأن أوضاع اللاجئين الكرد على الحدود البيلاروسية البولندية، وأن تحسين اوضاعهم مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع"، موضحا أنهم "خدعوا من قبل المهربين وتجار البشر وعدد من الشبكات الاجنبية".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top