موقع إخباري: اكتشاف آثار جديدة في الموصل  يحولها إلى واجهة سياحية

موقع إخباري: اكتشاف آثار جديدة في الموصل يحولها إلى واجهة سياحية

 ترجمة / حامد أحمد

أشار تقرير لموقع، ذي ناشنال الاخباري، الى انه في تطور يدعو الى الإلهام الحماسي فقد تمكن فريق تنقيب عراقي – الماني مشترك من ارجاع قطع آثارية قديمة الى الحياة من جديد في الموصل شمالي العراق، كما لو ان روح الماضي جاءت الى الوقت الحاضر. تمثالين، يمثلان مخلوقات خرافية بجسد ثور واجنحة نسر ورأس إنسان، قد تم العثور عليهما في موقع القصر الآشوري الذي يعود للقرن السابع قبل الميلاد.

على مدى قرون كان قصر الملك الآشوري، اسرحدون، الذي حكم على مدى 12 عاما، قد بقي مخفيا رغم الأدلة التي تشير الى وجوده. وفي بداية القرن الثالث عشر، تم بناء جامع عند الموقع ويعتقد بانه كان يمثل ضريح النبي يونس، المذكور في القرآن وكتاب العهد القديم.

في عام 1924 تمت إضافة بناء مأذنة ضخمة الى الجامع من قبل مهندس معماري تركي، وتمت توسعة الموقع في حقبة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي متجاهلة الدعوات لإجراء تنقيبات آثاريه في الموقع للبحث عن القصر الآشوري.

في تموز عام 2014 عندما اجتاح تنظيم داعش المدينة تم نسف الجامع كجزء من حملة قام بها مسلحو التنظيم لتدمير المواقع التاريخية والاثرية على اعتبارها اوثان. وبعد استرجاع مدينة الموصل في تموز عام 2017، عثر خبراء على شبكة انفاق حفرها الارهابيون. وبعد ذلك أصبحت اللوحات الآثارية واضحة للعيان عبر صور تم التقاطها في المتاهة المظلمة المهددة بالانهيار.

هذا الاكتشاف مهد الطريق لعمليات تنقيب أخرى قام بها باحثون ألمان من جامعة هايدبيرغ.

خير الدين احمد ناصر، رئيس قسم الآثار في محافظة نينوى، قال "رفعنا السطح الاسمنتي من تماثيل الثيران وهي الان واضحة للعيان". مشيرا الى انها من بين ستة أخرى في الموقع وبالأخص عند قاعة العرش. وكان الثوران بدون رأس.

وأضاف ناصر بالقول "نتيجة لعمليات التوسعة التي شهدها موقع جامع يونس خلال حقبة الثمانينيات، فان أجزاء من تماثيل الثيران هذه تم رفعها عندما اعدوا الأرضية للجامع. كل التماثيل كانت غير مكتملة خصوصا بفقدان الرأس. نتمنى ان نعثر على تماثيل أخرى من الثور المجنح بأضرار اقل. البقية منها ستكون شاهدة للعيان قريبا". وقال ان اهم اكتشاف في الموقع هو العثور على لوح صخري بمنحوتات تمثل، فتيات آشوريات، مؤكدا بالقول "هذه المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف تماثيل ومنحوتات تمثل فتيات آشوريات على نحو واضح جدا".

يذكر ان آلاف القطع الآثارية الاشورية معروضة الان في المتحف الوطني العراقي ومتاحف أخرى حول العالم، وقسم منها تظهر في مواقع دور المزاد من القطع التي تمت سرقتها.

أحد أشهر القطع الاثرية الآشورية هو الثور المجنح، اللاماسو. وكانت قد تصدرت هذه التماثيل عناوين الاخبار في العام 2015 عندما بث مسلحي التنظيم شريط فيديو يظهرهم وهم يقومون بتحطيمها الى قطع باستخدام معاول حديدة ثقيلة ومثاقب. وقام التنظيم أيضا بسرقة قطع اثرية والاستفادة منها ماليا لتمويل عملياته ببيعها في السوق السوداء.

بعد تحرير مدينة الموصل من المسلحين والحاق الهزيمة بداعش، تدفق منقبو الآثار الأجانب اليها، من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، ليلتحقوا بنظرائهم العراقيين، ليقوموا بأعمال تنقيب في المواقع الغنية بالآثار. قسم من الاكتشافات الآثارية المهمة قد تم الإعلان عنها قبل سنتين في الموصل ومناطق أخرى من العراق. وتجري الان عمليات إعادة إعمار لمواقع مهمة في الموصل منها متحف الموصل وجامع النوري التاريخي وعدة كنائس قديمة أخرى.

هناك ما يقارب من 25 ألف موقع أثري معروف في العراق، اغلبها تضررت على نحو كبير بسبب عقود من حروب وغياب الامن وسوء إدارة. وبقيت كثير من هذه المواقع مهملة لعشرات السنين وإجراءات الحماية عليها ضعيفة مما جعلها عرضة وهدف سهل لمهربي وسراق الآثار.

الباحث والآثاري، أمير عبد الرزاق، قال لموقع ذي ناشنال "كل شيء بدأ من هنا في العراق، مبادئ الحضارة الإنسانية والعلوم وأول حروف الكتابة واختراع العجلة وبناء المدارس وأنظمة الزراعة. ولكن لسوء الحظ فان سنوات من حروب ودمار أبعدت العراق عن جهود التنقيب وتعزيز السياحة".

ويقول ان هذه الاكتشافات لا تفصح عن الماضي فقط، بل انها تعطي بصيص أمل لسكان المدينة بعودة حيويتها تدريجيا بعد سنوات من المعارك.

المرشد السياحي، حارث فراس، يقول انه مع تحسن الوضع الأمني فان سواح أجانب سيتوافدون للمدينة خصوصا بعد الاستكشافات الآثارية الأخيرة ما قد يجل ذلك من الموصل واجهة سياحية.

الباحث الآثاري عبد الرزاق يقول "العراق بدأ يستعيد تدريجيا مكانته بخطوات مهمة نحو احياء السياحة فيه بعد كل هذه الاكتشافات المتحققة. وسيكون لذلك أثره الاقتصادي والتجاري الجيد على الموصل والعراق ككل".

• عن ذي ناشنال الإخباري

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top