المرسم الصغير صنع منه رساماً ماهراً.. النساء والخيول أيقونة الجمال عند محمد الواسطي

المرسم الصغير صنع منه رساماً ماهراً.. النساء والخيول أيقونة الجمال عند محمد الواسطي

 واسط / جبار بچاي

في مرسمه الصغير بمنزله بقضاء النعمانية في محافظة واسط أو في دائرته الصغيرة، النشاط المدرسي، دائماً ما يكون محمد سليم القريشي، المكنى محمد الواسطي منكباً على لوحة معينة لإنضاج ملامحها الفنية، وفي الغالب تكون تلك اللوحة إما أمرأة جميلة أو فرس عنان، فالنساء والخيول يمثلان أيقونة الجمال عند الواسطي.

محمد سليم القريشي من مواليد قضاء النعمانية يحمل شهادة البكالوريوس تربية فنية، نشأ في بيئة ملتزمة محافظة تحترم المرأة كثيراً وتقدر دورها الأسري وتعتز بخصوصياتها ، فيما الرجال هناك تشغلهم المكارم العربية والفروسية والتباهي بركاض وصهيل الخيل سيما الأصيلة التي لا يجنون غيرها لهذا تولد عنده وهو مازال صغيراً عشق للمرأة والفرس.

يقول الرسام محمد الواسطي في حديثه لـ(المدى) "منذ الطفولة كنت أميل الى الرسم وحينها لا سبيل لذلك سوى الأقلام الخشبية وبعض الورق الذي اقتطعه من دفاتري رغم حرصي الشديد على أن تكون تلك الدفاتر مرتبة ولا تحمل سوى الواجبات المدرسية". وأشار الى أن "تلك الموهبة نمت وتطورت مع مرور الزمن وكثرة المراس وكنت منذ البداية أميل الى المدرسة الواقعية وغالباً ما تكون رسوماتي لوحات بور تريه لأشخاص تكون النسبة الأكبر بينهم للمرأة التي كانت وما تزال تحتل الصدارة في رسوماتي لأنها كنز من الوفاء وهي التي تمد الأسرة والمجتمع بكل مقومات الاستقرار والنجاح وهكذا كانت أمي في المنزل ومعلماتي في المدرسة فهن من زرعن الثقة عندي لمواصلة مسيرتي الفنية".

تأثر محمد الواسطي بالفنان العالمي جون سارجنت الذي يعد أحد أبرز رواد فن البورتريه وأخذ يتابع نشاطه ورسوماته مستخدماً في كل مرة ما يتيسر لديه من مستلزمات للرسم وصار لديه مرسم صغير في المنزل وأخذ يستخدم الألوان الزيتية والقماش لتنفيذ مشروعاته الفنية وشارك في العديد من المعارض المحلية ونال جوائز عدة.

يقول "أركز كثيراً على العناصر التي تتحكم بنجاح اللوحة وتجعلها مميزة وأهمها الظل والضوء وكيفية التحكم بالدرجات بينهما خاصة في رسم الوجوه ووجوه النساء على وجه الخصوص، فنسائي دائماً مميزات بالجمال وحين رسمت البنت والأم في لوحة واحدة اسماها الكثير لوحة الأم لأن جمال الأم الخمسينية تفوق على جمال بنتها التي دخلت للتو في العقد الثاني". مؤكداً أن "ترابط الجمال بهذه الطريقة كان ذاته موجوداً في لوحة المهر أو الحصان أو الفرس العربي الذي كان له نصيب كبير في رسوماتي حتى أنني عكست هذه الرغبة الجامحة عندي لدى طلبتي في تمريناتهم اليومية فراح فريق منهم يرسم الأم وآخر اهتم بالطبيعة والخيول وصولات الفرسان".

وأوضح أن "عشق النساء والخيول فنياً لم يمنعني من الخوض في ميادين كثيرة من حياة المجتمع العراقي، فرسمت بائع الشاي وعاشق الصيد بالصقور ولعب الأطفال في الأحياء الفقيرة وبعض العادات والتقاليد السائدة في مدينتي النعمانية إضافة الى ذلك رسمت الهور وحركة المشاحيف وصولات الجند في مقارعة الإرهاب الذي أراد أن يلتهم البلد إضافة الى الواقع المؤلم في غزة وآخر لوحة أنجزتها للتو حملت عنوان الطفولة في غزة".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top