في عام 1916 افتتح أول شارع ببغداد ، وهو الشارع الذي سمي في ما بعد بشارع الرشيد . وبقيت بغداد بلا شارع كبير على الرغم من التطور والتوسع الكبيرين اللذين طرآ عليها من جميع الجوانب . وفي منتصف الخمسينات ، وضمن مشاريع مجلس الإعمار ، قررت أمانة العاصمة شق شارع كبير ، يشق جانب الرصافة القديمة من الشمال ( الباب المعظم ) إلى الجنوب ( الباب الشرقي ) . وفي مثل هذا اليوم من عام 1957 ،
وعلى عهد أمين العاصمة   فخري الفخري ، افتتح هذا الشارع باسم شارع الملكة عالية ، وهي والدة الملك فيصل الثاني وشقيقة ولي العهد الأمير عبد الإله التي توفاها الله اثر مرض عضال سنة 1950 . افتتح الشارع الملك فيصل الثاني الذي اعد له ولضيوف الحفل سرادق كبير على الأرض التي تقوم عليها ساحة التحرير حاليا .  وبعد ثورة 14 تموز 1958 أطلق على الشارع اسم شارع الجمهورية ، وفي السبعينات سمي بالخلفاء ، لوقوع جامع الخلفاء مطلا على الشارع ، وهو من أقدم مساجد بغداد . وهو من معالم بغداد التأريخية، وتم بناؤه في عام(289-295هـ، 902-908م  وهو يقع في محلة سوق الغزل قرب الشورجة، ومنارة جامع الخلفاء، من المآذن التأريخية المتميزة بعمارتها، وهي الأثر المعماري الوحيد الباقي من دار الخلافة العباسية ومساجدها .  يمر شارع الخلفاء بالعديد من محلات بغداد القديمة ، بل انه قسم بعضها إلى قسمين ، والأمر نفسه مع الأسواق التي يمر بها الشارع ، فسوق الشورجة أصبح قسمين رئيسيين ، وسوق محلة صبابيغ الآل تقسم أيضا . والأهم من هذا كله أن بعض المعالم التاريخية تعرض هو الآخر للتغيير بسبب شق الشارع مثل جامع سوق الغزل الذي فقد مدرسته القديمة ، وكنيسة اللاتين تقلص بناؤها كثيرا ، وأصبحت قبتها الشاهقة مطلة على الشارع . وتقع على شارع الخلفاء العديد من الشواخص التراثية كجامع علي أفندي وجامع الخاتون وجامع أبو التمن وجامع الخلاني والإعدادية المركزية للبنات وسوق الغزل وغيرها . وفي الوقت نفسه شهد الشارع منذ افتتاحه تشييد مبان حديثة ، بطوابق عديدة ، وتنافس المهندسون المعماريون في هذا المضمار ، حتى عُد الشارع معرضا للعمارتين القديمة والحديثة . إن عمارات الضمان والتأمين والأوقاف والكهرباء والمجمع المدني ( أمانة بغداد ) ، تقف اليوم شامخة تحكي للأجيال النهضة العمرانية في الجيل الماضي ، كما حكت الأبنية التراثية القديمة زهو بغداد بؤرة الحضارة ودار السلام . رفعة  عبد الرزاق محمد