كتب/ زيدان الربيعيهناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرتهم الرياضية.
(المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات الوطنية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها، حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عـدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.زاوية (نجوم في الذاكرة) تستعرض في حلقتها 136مسيرة لاعب فرق الأمانة والسكك والمصلحة والقوة الجوية والمنتخبات الوطنية السابق مؤيد محمد صالح الذي وُلد عام1944وخاض قرابة (20) مباراة دولية، حيث سيجد فيها القارئ العديد من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.بداياتـهلم تختلف بدايات اللاعب مؤيد محمد صالح عن بقية ابناء جيله، إذ كانت بداياته مع الفرق المدرسية ثم مع الفرق الشعبية في منطقة المهدية وسط بغداد،حيث كان تأثره كبيراً جداً بشقيقه لاعب المنتخب الوطني والقوة الجوية الشهيد طارق محمد صالح ما جعله يحاول أن يسير على خطاه ، وبالفعل سنحت له الفرصة الذهبية للعب مع فرق الكبار آنذاك عندما اختاره المدرب الراحل ناصر جكو إلى صفوف نادي الامانة (بغداد حالياً) في نهاية خمسينيات الفرن المنصرم بعد أن شاهده في إحدى المباريات وأعجب بمستواه ، حيث برز بشكل كبير جداً مع فريق الأمانة الذي بات مؤيد محمد صالح من أهم أعمدته الاساسية وكان يمكن له أن يحقق الكثير من الانجازات الشخصية والفرقية.مدرب فريق السكك اللاعب الدولي السابق لطفي عبد القادر وجه دعوة للاعب مؤيد محمد صالح عام 1965 لكي يمثل فريقه في مباريات دوري المؤسسات ، لأنه كان واثقاً من قدراته الفنية والبدنية، حيث وجد صالح في هذه الدعوة فرصة مناسبة لإعادة الاعتبار إلى نفسه كروياً. وقد كان لوجود زميليه بشار رشيد وعبد الصمد اسد قد مثـّل حافزاً جيداًً له للعودة إلى الملاعب مرة أخرى بعد فراق ليس بالقصير. حيث استطاع مؤيد محمد صالح خلال مدة وجيزة جداً من اعادة مستواه وبات من اللاعبين المهمين في الفريق، فضلاً عن ذلك كان من بين اللاعبين الذين ينافسون على لقب هداف بطولة الدوري، ونظراً لما قدمه اللاعب مؤيد محمد صالح من مستوى ثابت طوال مبارياته مع فريق السكك فقد عرض عليه فريق المصلحة وكذلك على بعض زملائه بعض المغريات لكي يمثله في موسم1965 ـ1966 وأسهم مع هذا الفريق بالفوز بلقب بطولة الدوري في ذلك الموسم.وبعد ذلك انتقل اللاعب مؤيد محمد صالح من فريق المصلحة إلى فريق القوة الجوية وظهر مع هذا الفريق بصورة جيدة ما جعل مدرب المنتخب العسكري اليوغسلافي كوكيزا أن يختاره إلى صفوف المنتخب المذكور.وبعد ذلك تم اختياره إلى صفوف المنتخب الوطني وكذلك إلى صفوف المنتخب الاولمبي الذي كان احد لاعبيه في تصفيات دورة المكسيك الأولمبية التي جرت في بانكوك عام 1968، كما شارك مع المنتخب العسكري في بطولة العالم العسكرية التي جرت في اليونان.أعـز مبارياتهخاض اللاعب مؤيد محمد صالح العديد من المباريات الجميلة، إلا انه يعتز كثيراً بمباراة المنتخب الوطني ضد منتخب جورجيا التي جرت في الاتحاد السوفييتي السابق وانتهت بالتعادل السلبي وكانت مباراة ودية، كذلك يعتز بمباراة فريقه السكك ضد فريق الآليات التي انتهت بالتعادل (2-2) وسجل فيها مؤيد محمد صالح هدفي فريقه.وبهذا الخصوص يقول اللاعب مؤيد محمد صالح : إن نجوميتي في الملاعب المحلية كانت أكثر من المباريات الخارجية، لأنني لم أحصل على فرصتي مع المنتخبات الوطنية وكانت مشاركاتي الخارجية قليلة قياساً بالمستوى الذي كنت اُقدمه في الدوري المحلي وحتى في المباريات الدولية التي اشتركت فيها. أحلى أهدافهسجـّل مؤيد محمد صالح الكثير من الاهداف الجميلة في مسيرته الكروية، لكن يبقى الهدف الذي سجله لمنتخب بغداد في مرمى فريق الشرطة المصرية من خارج منطقة الجزاء هو الأحلى والأغلى على نفسه ، لأنه سجل بطريقة جميلة جداً حتى أن الحارس المصري لم يستطع رؤية الكرة التي سددها ، حيث كان يتميز بتسجيل مثل هذه الاهداف في أغلب المباريات التي يلعبها.مميزاتـهيمتلك اللاعب مؤيد محمد صالح العديد من المميزات لعل أبرزها تسجيله للأهداف بأقصر الطرق ، حيث يستطيع التسجيل من خارج منطقة الجزاء بتسديدات قوية، وكذلك يجيد تنفيذ الركلات الحرة المباشرة، كما يتميز بالسرعة المتوسطة ويجيد ألعاب الرأس وله القدرة على المراوغة والإفلات من رقابة المدافعين فضلاً عن ذلك كان متعاوناً مع زملائه اللاعبين وهو يمثل الورقة الرابحة للفريق الذي يمثله كونه يستطيع هز الشباك متى سنحت له فرصة مناسبة للتسجيل.قفشات من مسيرته الكروية-عبد كاظم مدافع فريق الآليات.. هو أصعب مدافع واجهه اللاعب مؤيد محمد صالح في مسيرته الكروية، كونه كان لاعباً كبيراً يجد المهاجم صعوبة بالغة في تجاوزه.- اللاعب البرت خوشابا مهاجم فريق المصلحة.. هو اللاعب الذي كان مؤيد محمد صالح يرتاح للعب معه كونه يفهمه جيداً داخل الميدان.-
نجوم في الذاكرة: مؤيد محمد صالح هدّاف مظلوم دولياً!
نشر في: 17 يوليو, 2012: 08:08 م