بصدور هذا العدد من ــ أوراق فراتية ــ تكون المجلة أتمت سنتها الخامسة ، لقد كان خلو الساحة الثقافية في محافظات الفرات الأوسط من مجلة رصينة تعنى بالتراث والثقافة المعاصرة , واستقطاب الأقلام العراقية المبدعة , ونفض الغبار عن تراث نفيس طمرته الأحداث التي

بصدور هذا العدد من ــ أوراق فراتية ــ تكون المجلة أتمت سنتها الخامسة ، لقد كان خلو الساحة الثقافية في محافظات الفرات الأوسط من مجلة رصينة تعنى بالتراث والثقافة المعاصرة , واستقطاب الأقلام العراقية المبدعة , ونفض الغبار عن تراث نفيس طمرته الأحداث التي مر بها البلد في الحقب السابقة , والتعريف بالإعلام في المجالات المختلفة , وتقديم الجديد في الثقافة العراقية المعاصرة , نقول لكل هذه الأسباب والأهداف جاءت أوراقنا الفراتية , وأوصلت مسيرتها رغم كل المصاعب , وتمكنت بفضل تظافر الجهود من إكمال عامها الخامس من عمرها المديد .....
ومن محتويات هذا العدد نقرأ :
التوثيق والوثائق في التراث / أ.د. محمد كريم الشمري , الآثار الجلية لولادة ابراهيم الخليل ق2 / د. ثامر الخفاجي , وفيات الأدباء في الحلة الفيحاء / د. عبد الرضا عوض , نوري جعفر بين مختبر العلم / د. نجاح هادي كبه , عودة الى كتاب لم يأفل / شكيب كاظم , رسالة الى أهل الجزائر / تحقيق : علي عبد الرضا عوض , في رحاب الشيخ حسين الحلي / الشيخ جبار مكاوي , الدكتور حمدي الأسدي كما رأيته / جواد عبد الكاظم محسن , السيد عبد الرحيم العميدي / د. سعد الحداد , وفي باب النقد والفنون : الاستعارة في شعر بشرى البستاني / مها يوسف عاجل , قراءة في لوحة ( حلم واحد) / د . وجدان الخشاب .
هذه الموضوعات التي احتواها العدد الرابع ويتضح من خلال عنواناتها تعدد موضوعاتها ومراتب كتابها وكان بودي أن اقدم خلاصة عنها في هذه القراءة لكن لضيق المساحة رأيت ان أطلّ إطلالة موجزة على بعضها ومنها دراسة قيمة لمنشئها أ.د. محمد كريم الشمري بعنوان : التوثيق والوثائق في التراث العربي ــ الاسلامي ص7 يقول في مستهلها :
يعني التوثيق من الناحية الاصطلاحية : جمع الوثائق والمستندات ونقدها وتحميصها ,وتقديمها للناس في هيأة اقرب ما تكون الى الأصل الذي صدر عن مؤلفها او صاحبها , والوثيقة لا تعني النص المخطوط او الخبر المروي فقط , بل ان مضمونها أوسع من ذلك فهي تشمل : القبور والأبنية والأسلحة والملابس والأدوات والسجلات الرسمية والمعاهدات والاتفاقيات والوثائق السياسية , كما تشمل : الروايات والقصص والأساطير والأقوال والحكم , سواء أكانت شفوية مروية أم مكتوبة , فضلاً عن الوثائق الكتابية أو اليدوية , مثل : التصاوير والمشاهد التاريخية وبعض الحفلات والكتابات والنقوش والأختام والعملة (السكة) ....
ونستطيع القول ان الوثائق هي الأصول التاريخية , والتاريخ يعتمد أساساً على الأصول , لذلك قيل : ((اذا ضاعت الأصول ضاع التاريخ )) ويقصد بالأصول الآثار التي خلفتها عقول السلف أو أيديهم , ويعد البحث والتفتيش عن الآثار واجباً اساسياً من واجبات المؤرخ .....
..... واخترت موضوع وفيات الأدباء في الحلة الفيحاء ص23 لمنشئه د.عبد الرضا عوض يقول في تقديمه كلّ بأجله الموعود , لبى عدد من أدباء محافظة بابل نداء الحق , وقد تركوا أثراً سيحفظ لهم في سجل التاريخ , واقتصر ذكرنا للذين قضوا بعد نيسان 2003 م , وقد بلغ عددهم ستون اديباً , قضى منهم سبعة أدباء قتلاً في أعمال إرهابية , وثلاثة منهم في حوادث مؤسفة ,وأربعة قضوا خارج العراق , ومن بين الأدباء المتوفين الذين ورد ذكرهم في هذه الدراسة العوضية المرحوم الباحث مسلم جاسم حميد بتسلسل 18 من الدراسة اذ يقول : وافاه الأجل في ايران أثناء سفرة ثقافية يوم 28 تشرين الاول 2009 م .
وكنت أتمنى على الدكتور عوض ان يشير الى إبداعات ومؤلفات المتوفين من أدباء الستين الذين ذكرهم لاعتقادي ان القارئ بحاجة الى المزيد من المعلومات النافعة عنهم وهل ان المذكورين كلهم من الأدباء أم من بينهم الفنان ( كاظم نجم ) نموذجاً , والصحفي ( سمير عبد مهدي) نموذجاً , ولا سيما ان اغلب الراحلين لهم مؤلفات مطبوعة ذائعة الصيت , وأرجو من الدكتور عوض ان لا يغفل ذلك عندما يزمع إصدار موضوعه في كتاب قادم , وهو المعروف بانشغاله بتراث الحلة.