في مسيرته نحو العلم والمعرفة التي بدأها قبل ثلاثة اعوام، تستمر فعاليات وانشطة نادي المدى للقراءة على هامش معرض الكتاب في أربيل، بإقامة جلسة لمناقشة وتوقيع كتاب جديد حمل الرقم خمسة وأربعين في قائمة الكتب التي ناقشها النادي منذ أن أبصر النور. وضمن فعال
في مسيرته نحو العلم والمعرفة التي بدأها قبل ثلاثة اعوام، تستمر فعاليات وانشطة نادي المدى للقراءة على هامش معرض الكتاب في أربيل، بإقامة جلسة لمناقشة وتوقيع كتاب جديد حمل الرقم خمسة وأربعين في قائمة الكتب التي ناقشها النادي منذ أن أبصر النور. وضمن فعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب، ناقش نادي القراءة رواية (اللاجئ العراقي) للروائي عبدالله صخي في أمسية ثقافية حضرها عددٌ من اعضاء النادي ومجموعة من المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي، الذين أشادوا بفكرة النادي القائمة على نشر المعرفة بكل أنواعها وتوفير مناخ للتواصل الثقافي مع المتذوقين للأدب، فضلاً عن اهتمامهم الكبير، بكافة الاصدارات التي تسهم في إثراء النتاجات الأدبية العراقية.
الجلسة أدارها وفاق احمد، مضيّفاً عضو نادي القراءة، فدوى درويش، التي قرأت مجموعة من النصوص المقتبسة عن الرواية، وتقدمت بطروحات عديدة ومداخلات أسهمت في إثراء الجلسة، فيما تحدث صخي، عن روايته الصادرة خريف العام 2017 بعد أن احتاج لعام كامل لينهي ماكتب، لتخرج في طبعة أولى عن دار المدى في بيروت، مبيناً: تجري أحداث «اللاجئ العراقي» في دمشق وبيروت وعدن ولندن، لكنها كثيراً ما تعود إلى الحياة داخل العراق، إلى المكان الأول الذي يشغل مساحة واسعة من مجريات السرد حيث الحب والأحلام . الكفاح اليومي العنيد من أجل مواجهة الطغيان. لتكون مكملة لروايتيه السابقتين (خلف السدة) و(دروب الفقدان ) كما قال صخي .
كما تطرّق صخي، الى بعض أحداث الرواية، وأهم الشخصيات فيها التي استحوذت المرأة على قسم كبير منها في تجسيدها لشخصية (مكية الحسن) الانموذج الأمثل للمرأة العراقية، التي وصفها، بمجموعة قيم وإمكانات قادرة على تحمل الوجع العراقي بكل أنواعه وتفاصيله الصغيرة والكبيرة منه، لتكون أخاً وصديقاً ورب أسرة، اخذت ما يكفي من نصيبها في عالم
العذابات.
كواقعية الشخصيات في عالم الرواية
فيما بيّنت درويش: كثيراً ما يستخدم الكتّاب والمؤلفون في اعمالهم، سيما الادبية منها، شخصيات افتراضية تنسجها مخيّلتهم الواسعة التي تضفي على العمل سحراً خاصّاً، إلا أن (عبدالله صخي) حشر بين طيّات كتابه، شخصيات واقعية صادفها في حياته، مما اعطى للعمل ميزة جديدة قرّبته من القصة التي تدور حول ما حملته الأيام من ويلات كثيرة، تجرعت مرارتها الأم العراقية وهي لا تزال باسقةً كما نخلة البلاد، احدى عناوين العراق كما وصفها الكاتب .
اسئلة المناقشة :
س / ألا تعتقد أن استخدام الكاتب لمفردات عاميّة يضعف بعض النصوص ويجعلها محصورةً بفئة معينة؟
ج / عبدالله صخي: بما انك تكتب عن تجربة عاشتها شريحة واسعة من العراقيين، فأنت ملزمٌ بالاقتراب أكثر من هذه الشريحة والولوج في حيثيات عالمها الخاص لتنقل القارئ الى رحم هذا العالم، زارعاً فيه تلك المشاعر التي عاشتها الشخصيات، وهو ما يعطي روحاً حيّة للنص .
س / هل تعتقد أن الوطن لم يتشبث في ابنائه مما دفع بالكثيرين للهجرة وأنت منهم؟
ج / المنفى هو ذلك المكان الذي يبحث عنه العزّل بعد أن لم يتمكنوا من مواصلة الحياة في اوطانهم التي تركوها حالمين في العودة إليها مجدداً حال توفر الأرضية المناسبة لذلك. الوطن هو الحضن الدافئ لنا، لكنْ ما تعرض له في المرحلة السابقة، جعلنا نفرُّ منه بصورة مؤقتة وإن كانت هذه المؤقتة، قاربت من عقدها الرابع، لكننا سنعود لا محالة الى ذلك الحضن .
س / من يقرأ رواية اللاجئ العراقي يلاحظ أن هناك تأثيراً كبيراً للأحزاب على الأشخاص، هل هذا التأثير افتراضي أم
واقعي؟
ج / للأسف، إن معظم الأحزاب عندما تكون في سدة الحكم، يكون دورها سلبياً على المواطنين، مغايراً للأفكار التي تنادي بها وتعمل على التدخل في الحياة الخاصة للأشخاص، مما يؤدي الى سلب جزء من خصوصيتهم، ليكونوا مجرّدين مما بعض ما يمتلكون .