الثقافات لا تُعنى بالكتب وما يدور حولها، ولا بالعلوم والآداب فحسب، بل هي آداب الشعوب، وسلوكهم، عاداتهم وشيء من تقاليدهم، كذلك، وهذا غالباً ما يقع ضمن مضمار الثقافة الشعبية لتلك البلاد أو هذه...الثقافة الشعبية للبلاد تُعنى بزيّ البلاد، ولغة اب
الثقافات لا تُعنى بالكتب وما يدور حولها، ولا بالعلوم والآداب فحسب، بل هي آداب الشعوب، وسلوكهم، عاداتهم وشيء من تقاليدهم، كذلك، وهذا غالباً ما يقع ضمن مضمار الثقافة الشعبية لتلك البلاد أو هذه...
الثقافة الشعبية للبلاد تُعنى بزيّ البلاد، ولغة ابنائها المحلية، رقصاتهم، وطقوسهم العامة، امثالهم وحديثهم، وحتى أطباق اطعمتهم تلك التي ترمز لهم، فمطبخ أي بلد ما هو إلا هويته، لذا نجد أن كثير من الأطعمة ترمز إلى بلد ما، وضمن هذه الموضوعة عقدت رابطة دراسات الثقافة الشعبية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق يوم السبت الفائت، وعلى قاعة الجواهري في مبنى الاتحاد، فعاليتها الشهرية وكانت تحت عنوان (ثقافة المطبخ العراقي ... من بابل وحتى العصر الراهن) وذلك للإشارة الى هوية البلد من خلال ثقافة أطعمتها..
الفعالية أدارها الكاتب والناقد د. علي حداد، وتحدث خلال مقدمته عن اهمية المطبخ الذي يرمز إلى هوية البلاد، وقد كانت الجلسة غنية بحضورها كما أنها غنية بحديث الباحثين والمختصين في مجال التاريخ والثقافة الشعبية والذين قدموا اواراقهم للمشاركة في هذه الندوة، حيث قال استاذ التاريخ العراقي القديم والحضارة الدكتور صلاح الصالحي كلمته ودارت حول " جذور المطبخ في الحضارة البابلية ، مشيراً إلى " أسماء كثير من مستلزمات الطبخ من حيث المواد والأدوات التي لازالت متداولة بالمسميات ذاتها، ولاسيما أسماء اللحوم والأسماك والخضار والفواكه، وأسماء أشهر الأكلات العراقية الحالية كـ (الكباب) و(الكبة) و(الباجة) و(المسكوف) التي عرفها المطبخ البابلي بأسمائها ووصفاتها ذاتها ، مشيراً إلى أسباب تسميات البعض منها".
بدورها تحدثت أستاذة تاريخ الحضارة الإسلامية الأستاذة الدكتورة نبيلة عبد المنعم عن موضوعة المطبخ الاسلامي مقدمة من خلال كلمتها شرحاً وافياً عن المطبخ الإسلامي، ولاسيما في الفترة العباسية، ذاكرة " أن عدداً كبيراً من المؤلفات التي أنجزها علماء وكتاب عرب ومسلمين في هذا المجال الإنساني الحيوي تختص بدراسة المطبخ الاسلامي وما جاءت به من اطعمة ومواد، وخصوصاً أن هذا المطبخ يجيء بأكلات مرتبطة بالروح الالهية، والطقوس الدينية وملتزمة بضوابط الدين ذاته التي يحرم بعض الاشياء".
وأشارت د. نبيلة عبد المنعم خلال حديثها الى "أنواع الحلوى العباسية التي لازالت معروفة حتى وقتنا الراهن صانعة بيدها بعضاً من النماذج التي حملت اشكالاً وألواناً لذيذة من تلك الحلوى العباسية، واحضرتها خلال الجلسة".من جهته تحدث الروائي والباحث في مجال الدراسات الثقافية خضير فليح الزيدي والذي عدّ ثالث الباحثين "عن المطبخ العراقي في العصر الراهن وما مر بالعراق من ظروف الحروب والحصار وانعكاساتها على النظام الغذائي العراقي". مشيراً إلى "ما أحدثته هذه الظروف في مائدة العائلة العراقية من متغيرات انعكست على طبيعة محتواها ومستلزماتها والقيم الغذائية التي توافرت عليها ." ، لتنتهي الفعالية بتوزيع الشهادات التقديرية على الباحثين المشاركين فيها.