من قرية جنوبية وصل الى مركز لواء الناصرية سابقا محافظة ذي قار حالياً الشاب رشاش عبد السادة لتقديم طلب التطوع في الجيش ، استجابة لرغبة أبيه الفلاح في الحصول على دخل شهري ثابت ، يعينه على تسديد ما بذمته من دين متراكم لصاحب الأرض شيخ العشيرة المحفوظ. الراتب الأول خصص لتحقيق أمنية "الوالدة والرضائع" لزيارة المراقد الدينية في كربلاء والنجف ، مع احتمال تقليص النفقات للتوجه الى الكاظمية . الزيارة المباركة تمت بسلام ، لكنها خلفت مشكلة في قرية عبد السادة ، تمثلت بطرح سيل من الأسئلة عن سر التحول في حياة الاسرة ، "الوالدة والرضائع " ظهرن بدشاديش جديدة ، وللمرة الأولى يتخلى الاب عن نعاله الجلدي ويرتدي آخر من النوع الاسفنجي أبو الاصبع .
النعال الاسفنجي طرح على طاولة البحث في مضيف المحفوظ ، فكان محور حديث في جدول اعمال جلسات ليلية متواصلة ، تولى أبو رشاش الرد على جميع استفسارات واسئلة الحاضرين بدءا من جنسية الشركة المصنعة الى سعره في الأسواق ، أهميته في توفير الراحة للقدم .تحولت الجلسة الى اشبه بمحاضرة اثارت استياء المحفوظ ، فخاطبهم قائلا:" ولكم استحوا ما عدكم سالفة غير نعال عبد السادة " اختتمت الجلسة بخروج الجميع ، لكنهم اثناء توجههم الى بيوتهم الطينية ، سمعوا صرخة استغاثة ، فانطلقوا نحو مصدر الصوت ، تبين في ما بعد ان الجندي المطوع رشاش العائد الى قريته تعرض لهجوم كلاب السلف ، لم يتعرف عليه حتى كلبهم لأنه كان يرتدي البدلة العسكرية التريكو فظهر بشكل مغاير اثار استغراب الكلاب والرجال باستثناء أبيه ، استقبله بالأحضان ، فيما اتجهت انظار الآخرين نحو كيس كبير يحمله الابن على ظهره .
لمناسبة حصول الجندي الأول رشاش على خيطه الثاني، واحتفاء بترقيته الى رتبة نائب عريف ، سلم والدته علبة "جكليت توفي " أما الاب فحصته "كلوص جكاير غازي " لإنقاذه من "خرخشة الصدر" المزمنة من تدخين سجائر اللف ، ولشقيقاته نعل بلاستيكية بمقاسات وألوان مختلفة. نظر الاب الى الكيس لمعرفة بقايا محتوياته : "بوية رشاش ولانعال بجيسك للمحفوظ" ؟
- لا بويه كتب اقراها .
- صلوات صلوات ، قالتها الام ، وسط تشجيع الاب لابنه على مواصلة دراسته .
قدم نائب العريف شرحا مفصلا عن أهمية قراءة الكتب عملا بنصيحة احد زملائه ، ذاكرا في حديثه كلمات لم يستخدمها من قبل ، جور الإقطاع ، الأرض لم يزرعها ، الاستعمار ، احترام حق المرأة في اختيار زوجها .
بحلول المساء توجه رشاش وأبوه الى مضيف المحفوظ لتحيته ، انتظر وصول الآخرين لينفذ وصايا المسؤول الحزبي ، بعد الرد على اسئلتهم حول إمكانية حصولهم على النعل الاسفنجية ، بالتقسيط المريح ، بدأ حديثه عن أسباب الفقر وقضايا أخرى جعلت المحفوظ ينتفض فصرخ بأعلى صوته " اشتعلوا أهلك رشاش أظنك صاير شيوعي".
أحفاد الراحل رشاش عبد السادة شاركوا مؤخرا في تظاهرة ضد مشروع قانون عرف باسم حرية التعبير والتظاهر السلمي لمنع سلالة المحفوظ من فرض سيطرتها على البلاد والعباد. مولاي اسمك هزّ أمريكا.
رشّاش عبد السادة
[post-views]
نشر في: 19 مايو, 2017: 09:01 م
جميع التعليقات 1
أبو أثير
الغريب في العراق أن كل من ينادي بألأصلاح والعدل ورفض العبودية والتساوي ... يتهم بالشيوعية والماركسية ... وقد حصل هذا معي انا شخصيا ففي بداية الستينات من القرن الماضي وبعد وفاة والدي المرحوم قررت العائلة أن أعمل في وظيفة حكومية وخاصة بعد أبعاد شقيقي ألأكب