السينما هذا العمق الذي قد يطال كل شيء، من الواقع حتى الحلم، وقد ينطلق من ذاتنا، من اخبارنا نحن وسيرنا، ليصل إلى بعد لم نكد حتى أن نحلم به. وللسيرة في السينما وقعها وتأثيرها، وعلى وجه التحديد السينما العالمية، التي حصدت خلالها موضوعة السيرة الذاتية جو
السينما هذا العمق الذي قد يطال كل شيء، من الواقع حتى الحلم، وقد ينطلق من ذاتنا، من اخبارنا نحن وسيرنا، ليصل إلى بعد لم نكد حتى أن نحلم به.
وللسيرة في السينما وقعها وتأثيرها، وعلى وجه التحديد السينما العالمية، التي حصدت خلالها موضوعة السيرة الذاتية جوائز الاوسكار بمختلف جوانبها وفروعها، ولأهمية جانب السيرة في فن السينما تناول اتحاد الادباء والكتاب في العراق مناقشة هذه الموضوعة من خلال استضافة الناقد السينمائي علاء المفرجي خلال جلسة اقيمت مساء يوم الأربعاء الفائت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد...
قدم الجلسة الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم مشيراً إلى سيرة ضيفه الذي سيحاضر عن موضوعة الجلسة وقال السلوم " علاء المفرجي يُعد من الاسماء النقدية المهمة في مجال السينما، حيث طُبع لهُ أهم كتاب يتحدث عن المقالات السينمائية بعنوان " كلاكيت"، كما يُعدّ المفرجي من الاوائل الذين اشتغلوا في مجال الصحافة السينمائية في العراق وقد أدار الكثير من الصفحات السينمائية لصحف عدّة".
يشير المفرجي إلى مقالات بورخس عن هذه الموضوعة ويقول " في مقالاته عن السينما يجد بورخس " ان كلمة " سينما هي أفضل من كلمة " سيرة ". الأخيرة، تعني، (( ترجمة حياة شخص ))، أما السابقة فتشير الى الحركة. الفكرتان، رغم انهما جدلياً قابلتان لإختصار نفس المعنى، فإنهما تستخدمان في توجهات مختلفة، وهو إختلاف يخولني التفريق بينهما وإرجاع احد معانيهما الى " السينما " والآخر الى " السيرة ". أؤكد للقارئ بأن مثل هذا الاختلاف، المحدد في هذه المقالة، هو ليس بذي دلالة رئيسة".
ويذكر المفرجي " أن السيرة تكشف حيوات افراد؛ تقدم إنساناً الى إنسان آخر، وبهذا يسمح لنا هذا النوع من السينما أن نتعرف على عصر كامل من خلال تعرفنا إلى شخص ما، وقد تتيح لنا السيرة الوقوف على اكتاف العمالقة، إنها تحفز على اكتشاف الذات، وستكتشف أفكاراً ومقاربات في حياتك الخاصة عبْر قصص وتجارب الآخرين".
قدم المفرجي خلال جلسته بعض النماذج عن افلام السيرة العالمية، منها الافلام التي قدمت الشاعر بابلو نيرودا، وهما فيلمان الأول " ساعي البريد " للمخرج مايكل رذرفورد، والفيلم الثاني (نيرودا) للمخرج التشيلي بابلو لارين، ولم يتناول الفيلمان سيرة نيرودا بالضبط، وانما جانباً مُعيناً وقد كان ابطال الفيلمين شخصين آخرين غير نيرودا، كما سرح كُتّاب الفيلمين إلى ادخال الخيال في هذين الفيلمين.
أيضا أشار المفرجي الى المخرج الألماني فرتر هيرتزوغ، حين تناول سيرة " المس بيل " وهي إمرأة انكليزية كان لها دور كبير في السيرة التاريخية للدول العربية وخصوصاً سوريا والعراق، إلا أن مخرج الفيلم لم يتناول اي شيء من تلك السيرة في فيلمه وقدم الجانب العاطفي من حياة "بيل" متحدثاً عن مغامراتها العشقية.
أما من أهم افلام السيرة التي اشار لها المفرجي فهو فيلم " جي أدغار" للمخرج كلينت ايستورد، حيث عدّه المفرجي من اهم افلام السيرة ذاكراً " يعد الفيلم ظاهرة سرد لسيرة حياة مؤسس مكتب التحقيقات الفيدرالي الـ FBIالأميركي، وفي داخله الوقوف عند أهم المحطات في التاريخ الأميركي الحديث على مدى خمسين عاماً فهو يشير لـ (جي. إدغار هوفر) الذي ترأس مكتب التحقيقات الفيدرالية ووضع له تقاليد عمله على مدى هذه السنين، التي عاصر فيها ثمانية رؤساء وثلاث حروب".
الجلسة شهدت العديد من المداخلات منها مداخلة للناقد والباحث والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ناجح المعموري الذي اشار إلى اهتمام الاتحاد في دورته الانتخابية هذه بفن الفوتوغرافيا على وجه العموم، وقدم المعموري ملاحظة قائلاً " ان مشاهدات يوسف شاهين هي افلام سيرة إلا أن عقليته حولت هذه الافلام بكونها قناعاً لشخصه فعنيت بيوسف شاهين كشبكة رمزية تشير الى حضارة مصر".
بدوره اشار الناقد المسرحي والاكاديمي عقيل مهدي خلال مداخلته الى أن " جميع الافلام تُعدّ افلام سيرة، إلا أن الكاتب حين يكتب عن حدث ما أو شخص ما سيكتب من خلال وجهة نظره هو بهذا الحدث".
أيضاً قدم حاضرون آخرون بعض المداخلات مثل الناقد حسن عبد الحميد، والناشطة سافرة جميل حافظ، والكاتب نجاح هادي كبة وشوقي كريم
وآخرين.