رحل أمس الاثنين، الكاتب الدكتور شريف حتاتة، عن عمر يناهز الـ94 عاماً. و"حتاتة" مواليد 13 ايلول 1923، وهو طبيب وكاتب وروائي، كان متزوجاً من الكاتبة نوال السعداوي، ثم تزوج من الكاتبة والناقدة السينمائية أمل الجمل.ومن أعماله روايات العين ذات الجفن المعد
رحل أمس الاثنين، الكاتب الدكتور شريف حتاتة، عن عمر يناهز الـ94 عاماً. و"حتاتة" مواليد 13 ايلول 1923، وهو طبيب وكاتب وروائي، كان متزوجاً من الكاتبة نوال السعداوي، ثم تزوج من الكاتبة والناقدة السينمائية أمل الجمل.ومن أعماله روايات العين ذات الجفن المعدني، الهزيمة، الشبكة، قصة حب عصرية، نبض الأشياء الضائعة، عمق البحر، عطر البرتقال الأخضر، ابنة القومندان، الوباء رقصة أخيرة قبل الموت.
وله مؤلفات أخرى منها النوافذ المفتوحة (سيرة ذاتية)، طريق الملح والحب (يوميات)، رحلة إلى آسيا (أدب رحلات)، يوميات روائي رحال (يوميات)، وفي الأصل كانت الذاكرة (يوميات)، تجربتي فى الإبداع (دراسات أدبية)، فكر جديد في اليسار (كتابات سياسية)، العولمة والإسلام السياسي (كتابات سياسية)، فكر اليسار وعولمة رأس المال (كتابات سياسية).
في سيرة حياته التي أطلق عليها شريف حتاتة عنواناً دالاً هو "النوافذ المفتوحة" يحكي عن بداياته وشبابه وأفكاره، يبدأ منذ أن ولد في "لندن" من أم إنكليزية فقيرة وأب مصري كان ينتمي إلى أسرة إقطاعية.
الكتاب يتألف من 590 صفحة، نرى به "شريف" طفلاً يكتشف عالماً غريباً عليه، وتلميذاً في المدرسة الإرسالية، وطالباً في كلية الطب وطبيباً في المستشفى الجامعي ومشاركاً في الحركة الوطنية ضد الإنكليز والملك فاروق.
وينتقل الكلام بعد ذلك إلى مرحلة انضمامه إلى الحركة اليسارية ليصبح محترفاً سياسياً ويرحل إلى مدينة الإسكندرية، إلى أن يقبض عليه ويسجن، ثم يهرب من سجنه ويسافر في قاع سفينة شحن، ليلجأ إلى باريس ويقع هناك في حب امرأة زائرة جاءت من مصر.ويستكمل عن عودته سراً إلى مصر عقب قيام ثورة يوليو، حيث يستأنف نشاطه السياسي في قرى الوجه البحري إلى أن يقبض عليه مرة أخرى، ويصدر عليه حكم بالأشغال الشاقة لمدة عشر سنوات، يقضيها في السجن الحربي وليمان طرة وسجن مصر ثم تتخذ حياته مساراً جديداً ينقله إلى الكتابة الروائية.وفي الكتاب جزء كبير عن حياة شريف حتاتة مع نوال السعدواي، وكيف تعرف عليها في وزارة الصحة، وكيف اتخذت حياته مساراً جديداً ينقله إلى الكتابة الروائية، وإلى المشاركة في العمل من أجل حقوق الإنسان، إلى جانب المعارك الأخرى التي يخوضانها معاً.في هذا الكتاب، وحسبما كتبت سلوى اللوباني، سيرة مزج فيها الخاص والعام فتح من خلالها جميع نوافذ حياته للقارئ ليكشف عن تفاصيل الحياة، تفاصيل الأحداث الصغيرة والكبيرة بأسلوب فيه بعض القسوة أحياناً وهو يبحث عن حقيقة الأشياء.يقول شريف حتاتة، إنه تعرف على نوال السعداوي بعد خروجه من المعتقل الذي قضى فيه 10 سنوات، ليعيش بعدها منبوذاً من الناس والمجتمع، وكانت الكاتبة نوال تعاني أيضاً من نبذ المجتمع والناس بعد زواجها مرتين وطلاقها.يقول حتاتة عن "نوال" (أنها إنسانة قوية فيها إشراق غريب يصعد من داخلها، وفيها حزن المرأة الفاتنة في مواجهة عالم لا يكف عن ممارسة التفرقة والقهر، لا تعرف الالتواء الذي يمارسه النساء والرجال في علاقتهم).