احتفى نادي الكتاب في كربلاء بصدور المجموعة القصصية البكر (رغبات بعيدة المنال ) للقاص فراس عبد الحسين، والتي تضم 34 قصة قصيرة، والتي حاول فيها سرد احداث الواقع بطريقة القص الذي يحمل علامات النقد الادبي للواقع كما قال مقدمها الأديب علي لفتة سعيد الذي ق

احتفى نادي الكتاب في كربلاء بصدور المجموعة القصصية البكر (رغبات بعيدة المنال ) للقاص فراس عبد الحسين، والتي تضم 34 قصة قصيرة، والتي حاول فيها سرد احداث الواقع بطريقة القص الذي يحمل علامات النقد الادبي للواقع كما قال مقدمها الأديب علي لفتة سعيد الذي قال أيضاً في تقديمه للأمسية، إننا اليوم إزاء خلق جديد للجمال وسط كل هذا الظلام..
واضاف أن صدور كتاب أدبي يعني زيادة نسبة الضوء وزيادة فسحة الجمال.. ويضيف سعيد أن ما يهمنا في هذه المرحلة أن ننتج الجمال وأن نقول لأنفسنا وللبلاد اننا نعيش من اجل الجمال. واشار الى أن القاص عبد الحسين، يعد واحداً من القصاصين الشباب الذين يهمهم كيف يصوّرون الواقع بكل آلامه لكي يصنع منه أملاً حتى وأن كانت مجموعته بعيدة المنال.
الأمسية شهدت حضور والدة القاص التي تحدثت عن خيال ابنها وكيف يكتب وقالت وهي تذرف الدموع، إن ابنها يحاول من خلال المخيلة أن يوصل صوته الى الناس ولذلك فهو يكتب بحرقة كبيرة.
بعدها تحدث المحتفى به قائلا إن، هذه القصص جميعها نُشرت في الصحف والمجلات والمواقع الأدبية الإلكترونية العربية والعالمية يدور محور القصص عن طبيعة الواقع المُعاش والذي أصبح حاجزاً يحول دون تحقيق المنال فهي مجموعة إشارات تناولت مجريات ما يحدث إزاء القهر البشري المتمثل بالنازحين، انتهاك أجساد الأيزيديات، التشرد في فيافي الأرض، سوق النخاسة المستدعى من التاريخ والمخل بقيمة انسانية الإنسان، إرباك للتاريخ العراقي والذاكرة العراقية. كل هذه الموضوعات كانت مدار النصوص ومحورها الأساس. ويضيف أن قصة "ولادة نهر" كانت توثيقاً لمجزرة سبايكر والتي راح ضحيتها أكثر من 1700 شاب عراقي دون أن نعلم المسبّب الحقيقي لتلك الكارثة ونتائجها المدمرة على المجتمع العراقي ككل. وقصة "كابوس حارس" كانت صرخة حارس مستضعف جائع تجاه ما يراه من ظلم وسرقة لحقوقه المسلوبة. وقصة " مذكرات وأمن عامة" تروي الظلم والفساد وكبت للحريات التي كان يمارسها أزلام البعث الصدامي تجاه الشعب. " ثورة الصمت" هي ثورة صامتة ومطالبة أبناء الشعب بحقوقهم المسلوبة. "أمنية الجحيم" توثيق لجريمة احتلال داعش لثلث أراضي البلد، وتروي معاناة النازحين وسبي النساء والقتل على الهوية الطائفية. "درجة 45" إدانة واضحة للحرب وأساليبها ونتائجها الاجتماعية المدمرة. "أحلام سوق مريدي" تصف ما يحصل من دمار بعد استهداف الأبرياء من الباعة والمتبضعين في الأسواق. "أبو العود" يتحدث عن دور المعلم وواجبه في ارشاد المجتمع للطريق الصواب والتخلص من السلبيات التي يعانيها المجتمع." فتاة اللوحة" استخدمت في الخيال الواسع لوصف الكبت والحرمان الذي يعانيه أغلب طبقات المجتمع. ويشير الى أن مفهومه للقص هو أن هناك فكرة، وهناك بناء وإدارة وناك كيفية اقناع المتلقي بما يقرأ.. وأكد انه معني المتلقي كي يبرز له الواقع الذي لم يره أو الواقع الذي عاشه ولكن بطريقة الدهشة، مؤكداً انه لم يخض حرب ايران لكنه صوّر الكثير من أحداثها من خلال ما سمعه، فكانت الافكار ذاكرة موجعة وهو ما استطعت استرجاعه لدى الكثير من القرّاء.. ولهذا كما يقول عبد الحسين، إن مواضيع قصصية تدور أحداثها في اماكن متفرقة، لكن القاسم المشترك لها هو الهم الانساني سواء ما يعيشه المواطن العراقي في الداخل أو العراقي الذي يهاجر أو الحوار بين عراف وسياسي أو توثيق لجريمة تفجير الكرادة أو أروي أحداثاً ماضية عن الحرس القومي مثلاً " أو اسلط الضوء على المتسولين وما يعانوه من احتقار واضطهاد.
الأمسية شهدت العديد من قراءة الأوراق النقدية والمداخلات شارك فيها للسيدة كوثر المسعودي والأديب جاسم عاصي والدكتور احمد حسون والدكتور علاء مشذوب والناقد حيدر العابدي والدكتور علي الشيباني والدكتور سليم جوهر والدكتور حسن رياض والاعلامي حسيني علي والكاتب فرقد عز الدين والشاعر مهدي النعيمي والكاتب خليل الشافعي والاديب عباس محسن زيدان.