في يوم الأحد الأخير من شهر آيار، المصادف 28 منه، استضاف المقهى الثقافي العراقي في لندن، الشاعر والصحفي والكاتب كريم عبد، كي يستمع جمهوره الى قصائده التي عنْوَنَها بـ ( قصائد حب على نهر التايمس) . افتتح الأمسية الفنان التشكيلي فيصل لعيبي صاحي، مرحباً

في يوم الأحد الأخير من شهر آيار، المصادف 28 منه، استضاف المقهى الثقافي العراقي في لندن، الشاعر والصحفي والكاتب كريم عبد، كي يستمع جمهوره الى قصائده التي عنْوَنَها بـ ( قصائد حب على نهر التايمس) .
افتتح الأمسية الفنان التشكيلي فيصل لعيبي صاحي، مرحباً بجمهور المقهى وبالشاعر الضيف قائلاً : اعرف الشاعر الصديق كريم عبد من ايام العراق الخوالي ومنذ سبعينات القرن الماضي،  وكغيره من مبدعي عراقنا الديمقراطيين والتقدميين، فقد غادر الوطن بسبب مواقفه الوطنية ومفاهيمه الديمقراطية وحبه للحرية. تتميز قصائد كريم بشكل خاص في تركيزها على الطبيعة، فهي مليئة بالطيور، الأزهار، المطر، النجوم والسماوات والحبيبات بطبيعة الحال.  بعدها قرأ الشاعر مقاطع من قصائده، ومفتتحاً بها الأمسية ومنها :
" حتى لو قطعت جميع الزهور/ وألقيتها واحدة تلو الأخرى/ في بئر نسيانك العميق/
فإنك لن تنسى ذلك العطر الذي فقدته/ ذات يوم"
ثم قرأ  قصيدة (ابتهاجاً بفستانك ِ الجميل) التي يصف فيها محبوبته وشوقه إليها  والمناخ الذي يخيم على القصيدة، فالعصافير واوراق الشجر والأرصفة . كلها تهتز من اجل خطواتها وتفتح لها الحدائق ابوابها.
بعد ذلك جاء دور الناقد عدنان حسين احمد الذي، تحدث عن طبيعة نتاج الشاعر كريم عبد وتنوع نشاطه الأدبي والإصدارات المختلفة التي نشرها وكان آخرها المجموعة القصصية (العيون السود) . وأشار الى أن الشاعر يميل الى كتابة القصة التي تقع بين القصة القصيرة والرواية والتي يطلق عليها في الغرب إسم الـ (نوفيلا) وهي كلمة إيطالية وإسم  تصغير للرواية ولنوع من الكتابة القصصية، التي عرف منها (الشيخ والبحر) لهمنغواي و (مرحباً أيها الحزن) لفرانسواز ساغان. كما عرج على كتابات الشاعر وبحوثه في القضايا الإجتماعية والسياسية والأدبية عموماً.
عاد الشاعربعدها ليلقي على مسامع الجمهور مقاطع أخرى من قصائده العاطفية :
" نحن سهارى هذا العالم/ عشاق الريح/ ......../ جئنا من بغداد مجروحة وجميلة
نفتح أبواب العالم للأمطار/ جئنا من البصرة طفلة البحر/ يحملها الضحى على كتفيه
من الكوفة تلعب تحت قمصانها النجوم/ من  الموصل حزينةً/ كوجوهنا المصلوبة تحت الشمس ...
بعدها قرأ الناقد عدنان مقطعاً قصصياً للضيف كمثال على طبيعة الـ (النوفيلا) التي تميزت بها كتابات الضيف. ثم جاء دور الفنان والشاعر والإعلامي فلاح هاشم، الذي تحدث عن تجربة الشاعر كريم وما تمتاز به من خصائص، وقد أختار  له نصاً سبق وأن أذاعه من خلال الإذاعة التي كان يديرها قبل سنوات:  (  أربيك سبكتروم  ) في لندن  ليلقيه بصوته الشجي وطريقة إلقائه المميزة  ومنه هذا المقطع :
" وجهك يلوح وصوتك يتردد في الوديان/ ماذا أعطيك وانتِ ملكي ؟/  وماذا تعطيني وانا الخسارة ؟/ ..... "/  وألقى  بعدها الضيف ً مزيداً من االقطع الشعرية العاطفية.
بعدها دار نقاش ممتع بين الشاعر والجمهور حول دور الملحمة في كتاباته ومفهوم الرواية وأهم الروايات والحكايات العربية (ألف ليلة وليلة) ودون كيخوته وغيرها، فأغنت الأمسية والحاضرين وختمها المقدم عدنان حسين احمد بالشكر بأسم المقهى  لجمهور المقهى وتمنى لهم ليلة سعيد،.
الجدير بالذكر أن الأعمال التي نشرها الشاعر كريم عبد  تتنوع في اجناسها ومواضيعها كذلك.  وقد أصدر المجاميع التالية  في الشعر:
ثم نهدي الكلام  -  شعر، أطروحة الندى  - شعر ، هدهد الشتاء والصيف – شعر
اما المجموعات القصصية فهي :
الهواء يوشك على الوجوم،  عزف عود بغدادي،  خرزة زرقاء، ليالي السيد سلمان، وقد ترجمت الى الإنكليزية والعيون السود التي صدرت مؤخراً. وبما أن الأمسية صادفت اليوم الأول من رمضان المبارك ، فقد وزعت البقلاوة في نهايتها وهي هدية من إحدى العوائل المواضبة على حضور أمسيات المقهى وتشجيع نشاطها العام.