اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سينما > هل يمكن العثور على الحقيقة الكاملة في مسلسل الصومعة

هل يمكن العثور على الحقيقة الكاملة في مسلسل الصومعة

نشر في: 6 يونيو, 2024: 01:00 ص

ضحى عبدالرؤوف المل
يدفع الروائي” هيو هاوي” ( Hugh Howey) بالقارئ إلى القاع، كما يصعد به نحو القمة في الصومعة الحلزونية المجهولة الانتماء، والقائمة على صرامة قوانين تمنع سكانها من معرفة الحقيقة القابعة خلف أسرار مميتة وغامضة جداً . وقد تم اقتباس رواية “الصومعة” العابقة بمخاوف مستقبلية في أعماقها ، والتي تعالج سلسلة من الأكاذيب لا تنتهي بالخدع البصرية على الشاشات المفتوحة على مصراعيها أمام الشعوب أو المجتمعات المقيدة بسلسلة من الأكاذيب المصطنعة، والسيطرة المعقدة على العقول في مسلسل “Silo” لمجموعة من المخرجين مثل مورتن تيلدوم، وديفيد سيميل، وبيرت بيرتي، وآدم بيرنشتاين مع وكاتب السيناريو والمخرج والممثل “غراهام يوست” (Graham Yost) الذي أتقن إخراج المشاهد البسيطة والمعقدة رغم صعوبة الفكرة الحلزونية للصومعة ذات الانعكاس السياسي والاجتماعي على مجتمعات كافة لا فرق بين الغرب والشرق وفكرة الحلزونيات، فكل إبادة لشعب ما تحتاج لمحو ذاكرة من قيادات مجهولة تسعى إلى مسح الذاكرة، لتبقي على نفسها في القمة، وتؤمن اليد العاملة لها في القاع ،وربما أعادني “هيو هاوي” والمخرج -نوعا ما- إلى مسلسل المنصة أو الكابوس إلا أن مسلسل الصومعة تفوق في الإخراج بشكل ممتع بصرياً وحسيا ،بكامل أركانه الدرامية - بشكل أفضل - .بل ويدفعنا إلى انتظار الجزء الثاني منه لفك أحجية البقاء تحت الأرض وأسبابها .فهل الخوف من المستقبل يحمل كل هذه الظلامية ؟ أم أنه يجب التمسك بالماضي بكل حذافيره لنعلم ماهيته المستقبلية عبر تحليل الأثر والآثار المتبقية في هذا العالم الحلزوني من القمة إلى القاع؟
تبرز بطولة “أليسون”( رشيدة جونز) المتخصصة في تقنية المعلومات وفك شيفرة الأثرالتكنولوجي ، التي استطاعت اكتشاف ماهية الكذبة التي احتجزتهم في صومعة تحت الأرض بعد أن فشلت بالحمل جراء اكتشاف جهاز منع الحمل الذي زرعوه في رحمها، ولم يصدقها زوجها العمدة هولستون الذي يلعب دوره (ديفيد أويلوو)، فالمعلومات التي وصلت إليها من هارديسك قديم أخفته في مكان لم يعرفه قادة الصومعة قبل خروجها أو موتها .إذ ينتهي الحال بكل متمرد بالخروج من الصومعة أمام الجميع ليشاهدوا موته في الخارج ببطء يثير الكثير من الغموض على مدار الحلقات التي لا نستطيع الخروج منها بحثاً عن الحقيقة التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة أو على شاشة مفتوحة أمام سكان الصومعة ، ليخافوا الخروج ويضمن حكام الصومعة قيادتهم، فالمهندسة جوليت التي تلعب دورها (ربييكا فيرجسون) تتمرد عندما يتم تعيينها عمدة شرطة الصومعة بعد وفاة صديقها جورج (فرديناند كينجسلي) مقتولا ، لتبدأ برحلة البحث عن الحقيقة عبر فك شفرات من ماتوا قبلها بالوهم الذي صنعوه القادة عبر الخوف من الخروج من تحت الأرض بعيدا عن جمال الشمس والضوء والبحر الذي يحلم به القدماء من سكان هذه الحلزونية في التدرجات الوظيفية وحتى بشكل الصومعه ومصنفاتها الوظيفية والسكانية فهل “يفصلنا بشكل دائم خطاً كارثي واحد من نهاية كل شىء، وهذا يجعل الجميع مدركين بالنهاية “ ؟ أم أننا ندور في دوائر الماضي عبر المستقبل الذي لم نكتشف أسرار وصولنا إليه بهذا الشكل المخيف؟ وهل بانورامية أي خراب نراه عبر شاشاتنا هو خدعة بصرية منفذة تكنولوجياً بمهارة؟ وهل الصومعة هي صورة مصغرة للعالم بتكنلوجيته العابقة بالذكاء الاصطناعي؟
حلزونية الصومعة تجعل الوصول إلى القمة يحتاج إلى كل هذه الأدراج والطوابق التصنيفية للبشر، وهو الأمر الذي يحتاج للكثير من الجهد والقوة والذكاء والإدراك في عالم التقنية الحديثةالغامض للعديد من سكان الصومعة خاصة القاع ، وكأن القاع هو للمتشردين والمنفيين والمعاقبين ، الذين يعيشون في ظلام مختلف، ويعملون في إعادة التدوير وتشغيل المحركات. لتضئ بخفوت وباستمرار. لتستمر لغة البقاء للإنسان بعد الكوارث، والتي تخفي نظرية المؤامرة خلف الكثير من الشيفرات المثيرة التي تحتاج إلى الكشف عن ماهية الصومعة ومن بناها؟ ولماذا تحت الأرض ؟ ولماذا المحاولة في البقاء على طوابقها بهذا التسلسل السكاني ؟ وهل كل هذا يختصر رؤية سياسات العالم في رواية أو مسلسل نجح طاقمه بتحويله إلى دراما خيال علمي بمهارة وحنكة وانتاجية عالية، وحتى عبر الموسيقى التي أصبحت تعرف بموسيقى الصومعة للموسيقي” أتلي أورفاسون”أم أن الرواية سمحت لكل هذه التفاصيل الدرامية أن تكون جذابة وممتعة وتضعنا أمام اكتشاف الواقع الحقيقي المخفي عنا تحت حجة الموت عند التفكير في الخروج من تحت السيطرة ؟
مرة أخرى تنمو فكرة قصة مدينتين بأسلوب روائي من الخيال العلمي. لنشعر بفروقات الطبقات بين القمة والقاع وانعكاسات كل ذلك على مسار البشرية التي تجردت من الإنسانية في نوع من خيال علمي تحفيزي مغلف بالألغاز المصممة من أنظمة قمعية قائمة على السيطرة الكاملة على الإنسان في الطبقات المجتمعية المختلفة حتى في إنجاب الأطفال ومن ينجبهم وكيف تتم تربيتهم. فتحويل إي من المجتمعات إلى صومعة هو أحجية بحد ذاته ويتطلب الخروج منه العقل المتكافئ بين الطبقات. لفهم ما يحتاج فك لغز سيطرة العقول بمعناه العالمي. فمن يريد من الخروج من الصومعه ؟ وما هو معنى الموت الحقيقي عند التحرر من القيود في هذه الدراما المقتبسة من رواية هيو هاوي؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المالكي يبحث عن "نهاية سعيدة".. ولاية ثالثة قبل تقاعده

الترهل الوظيفي يعيق التنمية.. تخمة الموظفين كارثة اقتصادية ارتكبتها الحكومات المتعاقبة

مؤسسة عراق خالي من المخدرات: نسبة التعاطي بين الفتيات غير قليلة!

صورة اليوم

رئاسة إقليم كردستان ترفض العودة القسرية للنازحين العراقيين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

أفضل عشرة أفلام هروب من السجن

النجم غالب جواد لـ (المدى) : الست وهيبة جعلتني حذراً باختياراتي

أفضل عشرة أفلام هروب من السجن

معاهد متخصصة فـي بغداد تستقبل عشرات الطامحين لتعلم اللغة

متى تخاف المرأة من الرجل؟

مقالات ذات صلة

الفيلم عمل فدائي.. كاميرا المسلوبين تستردّ صورتنا الحقيقية
سينما

الفيلم عمل فدائي.. كاميرا المسلوبين تستردّ صورتنا الحقيقية

قيس قاسم"الفيلم عمل فدائي". هل حقاً الفيلم عمل فدائي؟ بأي منطلقات نظرية وفكرية يقارب المخرج الفلسطيني كمال الجعفري (1972) الوظيفة الجمالية للفيلم مع عمل سياسي، يقترن عادة بحمل السلاح والمواجهة القتالية، إلى درجة أنّه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram