اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > واشنطن ورؤيتها الاستراتيجية لمنطقة الشرق الاوسط

واشنطن ورؤيتها الاستراتيجية لمنطقة الشرق الاوسط

نشر في: 13 يونيو, 2024: 12:02 ص

محمد حسن الساعدي

منذ اندلاع زلزال "طوفان الاقصى" والولايات المتحدة غيرت منهجها تماماً اتجاه الشرق الأوسط بصورة عامة، وذهبت الى أكثر من ذلك حتى تعاملها مع الكيان الاسرائيلي على الرغم من وقوفها الجدي معه في الصراع مع حماس الا انها لم تندفع تماماً مع تل أبيب،وبقيت تمسك بخيوط اللعبة من بعيد،مع الحفاظ على أوراقها في المنطقة سواءً مع دول الخليج أو العراق وباقي دول المنطقة،وانتهجت بذلك أسلوب المناورة وحفظ الاوراق، من أجل إبقاء مصالحها محفوظة من جانب مع العرب،وحماية إسرائيل من جانب آخر على ان تبقى هي" الحكم" في ملعب الشرق الاوسط وتراقب الآداء عن كثب لكل المنافسين فيها.
الادارة الامريكية دعمت كل الجهود التي تبنت مبدأ التغيير في المنطقة بدءً من "الربيع العربي" وكانت كل النتائج سلبية ولم تحقق أي هدف من اهدافها المرسومة،وذلك لكون النهج الذي اتبعته واشنطن كان غير واضح وتشوبه الكثير من علامات الحيرة والاستفهام،لذلك تسعى غدارة الرئيس"بايدن" الى إعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة على ان تبدأ من فلسطين من خلال إعادة تنشيط سلطة محمود عباس حتى تتمكن من اعادة حكمها وتحكمها بمدينة غزة،والانخراط بمشروع الخارطة الجديدة خلال النصف الثاني من العام الجاري،أذ انها وجدت عدد من المعطيات المهمة لهذه الخارطة يمكن تحقيقها على أرض الواقع في الاراضي الفلسطينية. كانت المحاولات التي قامت بها الولايات المتحدة بجهودها الرامية لتحويل الشرق الاوسط واضحة للغاية، والتي كانت فاشلة بكل المقاييس لأنها لم تحقق الاهداف الرامية من التغيير"الجيوسياسي" لذلك حتى هذه التحركات أثارت جدلاً كبيراً حول غاية واشنطن من كل هذا التحرك وماذا تريد؟!! وما إذا كان ينبغي لها أن تغادر الشرق الاوسط أو أن تراقب من أو تبقى مرتكزة فيه؟ !
بعد أحداث 11 أيلول تبنت أدارة جورج بوش الابن مبدأ"الديمقراطية"والتي تدعو الى محاربة الارهاب والتطرف،وقد بذلك في هذا الاتجاه جهوداً كبيرة، وتحديداً في منطقة الشرق الاوسط فقد ساعدت على تخليص العراقيين من النظام السابق،وإعادة تشكيل المجتمع العراقي وفق هذه الديمقراطية ولكنها وعلى الرغم من عدم تطبيقها لهذه المعايير واصطدامها بالركائز النفسية والايدلوجية للمجتمع العراقي الا انها لم تستطع فرض رؤيتها وارداتها على العراق وشعبة وضلت تراوح مكانها في هذا السياق وتحرك الادوات الداخلية كالمنظمات الانسانية او الغير الحكومية في ترسيخ مفاهيم الديمقراطية في العراق، ونفس الجهود بذلك كذلك من أجل بناء دولة فلسطينية والتي استندت على أساس فكرة "أن تحقيق أي سلام ينبغي أن يكون من خلال الاصلاح السياسي الديمقراطي". الامر نفسه مورس مع إيران من خلال الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس "اوباما" والذي كان المقصود منه هو شراكة طهران في المنطقة ومحاولة تحويل الشرق الاوسط الى وجه آخر يمكن من خلاله لإيران أن تمارس سياستها وتقاسم السلطة في المنطقة،وقد فشلت واشنطن تماماً في هذا التوجه،عندما أرادة ان يكون منطق القوة هو السائد في تغيير المنطقة، لذلك من الافضل لإدارة بايدن تجنب أي جهد يسمح بأستخدام القوة فيها واللجوء الى منطق القوة في فرض ارادة اخرى على الفلسطينيين،بل من الافضل أن تسعى واشنطن الى تحييد الكيان الاسرائيلي عن أي مواجهة مقبلة في الشرق الاوسط، والذهاب الى تنسيق الادوار مع اللاعبين الاساس فيها،وأن أي جهود تبذلها واشنطن في تقريب وجهات النظر بين الكيان الاسرائيلي والفلسطينيين سيفشل تماماً،وأن الموقف الحقيقي سيكون للميدان لا محال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طائرات حربية تركية تقصف مواقع "العماليين" في دهوك

الغموض يسيطر على ملف البرلمان..جلسة انتخاب الرئيس مستبعدة

"في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات".. الداخلية تصدر أحكاماً قاسية بحق المتاجرين

رئاسة إقليم كردستان تحدد موعد الانتخابات البرلمانية

 علامات تشير إلى حاجة جسمك للماء

ملحق منارات

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: حديث المنجزات

 علي حسين ليس أمامك عزيزي المواطن العراقي ، سوى أن تصدّق تغريدات النائبة " المستدامة " عالية نصيف ، خصوصاً عندما تصرف وقتها الثمين هذه الأيام على الجلوس أمام الكومبيوتر لتقدم لنا من...
علي حسين

غزة - فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي

فواز طرابلسي 1-2 سيمرّ وقت قبل ان يرقى الفكر السياسي، وليس فقط الادب والفن، الى مستوى التعبير عما شاهدنا وشهدنا عليه في غزة والضفة في الاشهر الماضية من وحشية مدرعة بالذكاء الاصطناعي تواجهها بسالة...
فواز طرابلسي

قناطر: جرعة كوكايين زائدة

 طالب عبد العزيز أعرفُ رجلاً ينتمي لثقافة ما، طائفة ما، معتقداً ما، كنتُ أجالسه، أو كان يقصدني للحديث معي، بوصفي واحداً مختلفاً. هو يتحدث كثيراً، وأنا أصغي، مع علمه بما أنطوي عليه من...
طالب عبد العزيز

أثر الاكتظاظ السكاني على مستقبل الشعوب

فرانسوا هينيمان ترجمة :عدوية الهلالي يعد الاكتظاظ السكاني مصدر قلق طويل الأمد، مما أثار مناقشات حول مستقبل البشرية وندرة الموارد والتدهور البيئي. ونظرة فاحصة تكشف عن مشكلتين رئيسيتين في مثل هذا النهج هما -المشكلة...
فرانسوا هينيمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram