الموصل / سيف الدين العبيدي
أُقيم في نينوى «كرنفال المرأة الأول» تحت شعار «نبض السلام»، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بإنصاف النساء ومناهضة العنف ضدهن، إلى جانب تسليط الضوء على قضايا الاضطهاد الأسري والمشاكل الاجتماعية التي تواجه المرأة، فضلاً عن دعم صاحبات المشاريع الصغيرة من ربات البيوت وتمكينهن اقتصادياً.
الفعالية التي أُقيمت بدعم من جامعة الحدباء الأهلية وشركة أسوار البرج العاجي، بالتعاون مع قسم شؤون المرأة في ديوان محافظة نينوى وشركة «فكرة»، شهدت تنظيم سوق خيري خاص بالمشاريع النسائية، إلى جانب جلسات حوارية ناقشت واقع المرأة في المجتمع، وعرضٍ مسرحي تناول معاناة الأمهات داخل منازلهن نتيجة العنف الأسري، سواء من قبل الأزواج أو الأبناء.
وخلال إحدى الجلسات الحوارية، أوضحت الدكتورة سناء أحمد، المتخصصة في علم النفس، في حديثها لـ(المدى) أن النقاش تركز على دور المرأة في المجالات الأكاديمية والإدارية، وما حققته من إنجازات رغم التحديات، مشيرةً إلى أهمية دعم النساء سواء في المنازل أو ضمن المؤسسات الحكومية والمدنية. كما سلّطت الضوء على معاناة الفتيات اللواتي يمتلكن مشاريع مبتكرة، إلا أن الروتين الإداري في الدوائر الحكومية يعيق حصولهن على إجازات مزاولة العمل أو براءات اختراع، إلى جانب صعوبات تسجيل مشاريعهن في غرفتي الصناعة والتجارة في بغداد.
من جانبها، أفادت الشرطة المجتمعية في نينوى بأنّها تتلقى يوميًا العديد من الشكاوى المرتبطة بالعنف والابتزاز والحالات الإنسانية، مؤكدة أن العنف الأسري يُعد الأكثر شيوعًا. وأشارت إلى أن التعامل مع هذه الحالات يجري بحكمة وبما يتناسب مع رغبة المرأة، سواء عبر إتمام الصلح وكتابة تعهد خطي من المعتدي بعدم تكرار الانتهاك، أو بإحالة القضية إلى المحكمة في حال رفض الضحية المصالحة. كما أوضحت أن كثيراً من النساء يفضّلن الصلح حفاظًا على أسرهن، وتجنبًا لتعرض الأزواج للسجن أو التوقيف. وتطرقت إلى حالات الابتزاز، فضلًا عن الحالات الإنسانية، لاسيما المرضية منها، والتي تُعالج بالتنسيق مع المنظمات الخيرية والحكومية، بما يضمن إيصال الدعم اللازم.
وفي السياق ذاته، أكدت رافعة محمد، مديرة قسم شؤون المرأة في ديوان محافظة نينوى، لـ(المدى) أن المجتمع بات أكثر انفتاحًا وتقبلاً لدور المرأة، مشيرة إلى ما حققته النساء من تطور في ميادين الإدارة والسياسة، حيث شغلت العديد منهن مناصب قيادية مثل عميدات كليات، ومديرات نواحي، ومختارات. وأضافت أن مشاركة النساء في القطاع الخاص شهدت تطورًا لافتًا بعد التحرير، مما يعكس تغيراً في المفاهيم التقليدية التي كانت تحصر أدوار النساء في الأعمال المنزلية فقط.
ودعت محمد الحكومة المحلية إلى تخصيص مساحة دائمة ومناسبة لعرض منتجات النساء بشكل منظم، معتبرة أن ذلك يمثل خطوة مهمة في دعم المشاريع النسائية. كما حذّرت من استمرار ظاهرة العنف ضد النساء والأطفال، موضحة أن قسمها يتلقى شهريًا ما بين خمس إلى خمس عشرة حالة عنف، تختلف بحسب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للأسر، والتي تؤثر سلبًا على استقرار البيوت، وتؤدي إلى تصاعد العنف الأسري، خصوصًا في ظل تمادي بعض الأزواج على زوجاتهم.