تأسيس المدرسة الأهلية في منتصف عام 1919 تعاظمت الحركة الوطنية الاستقلالية المناوئة للاحتلال البريطاني المباشر في العراق ، واخذ الوطنيون يبتدعون طرقاً جديدة لنشاطهم ، وفي منتصف آب قدم احد أعلام الحركة الوطنية علي البازركان مع مجموعة من رفاقه طلبا إلى نظارة المعارف لفتح مدرسة أهلية . وفي مثل هذا اليوم من عام 1919 أعلن عن تأسيس المدرسة الثانوية الأهلية . وقد اتخذت من دار كبيرة خلف جامع السراي مقابل القشلة مقرا لها . واتخذت مختلف الإجراءات لفتحها في 21 تشرين الثاني من السنة نفسها .
إن أهمية المدرسة الأهلية التاريخية كانت في دورها السياسي الجريء قبيل اندلاع ثورة العشرين ، حتى عدت من الممهدات الرئيسة لذلك ، فقد كانت تعقد اجتماعا عاما مرتين في الاسبوع ، تلقى فيها الخطب والقصائد الحماسية ، ادبية الظاهر سياسية المحتوى ، فألقيت القصائد المطالبة بنفس مطالب الحركة الوطنية المتأججة ، كما اخذت تلقن تلاميذها الاناشيد الوطنية . ولم تعر السلطة المحتلة في بدء الامر اهمية للمدرسة ونشاطها ، وذكرت المس بيل في رسائلها يومئذ ان المدرسة الاهلية اصبحت مقرا للوطنيين المتطرفين (كذا) . وتفاقم دور المدرسة عندما أسس القائمون بها حزبا سريا باسم حرس الاستقلال ، وصارت المدرسة مقرا له . وسرعان ما اصبح الحزب ذا طبيعة شعبية وانتمت إليه شخصيات بارزة ومنهم جعفر أبو التمن، كما انتمت اليه بعض الاسماء الفراتية . وفي أحداث رمضان 1920 تعاظم دور المدرسة الوطني وأخذت بتنظيم الاجتماعات في المساجد والجوامع ببغداد مما هيأ النفوس باتجاه الثورة ، وبعد اندلاع الثورة المسلحة ادركت السلطة المحتلة خطورة المدرسة الأهلية فقررت إغلاقها ومطاردة القائمين عليها واعتقالهم ومن ثم نفيهم . وبعد انتهاء الثورة أعيد فتح المدرسة باسم جديد هو مدرسة التفيّض .إعداد : رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 13 سبتمبر, 2011: 09:12 م