الحديث عن المرور، والمخالفات المرورية التي ترتكب بسبب رعونة بعض السائقين، يكاد لا ينتهي، ليس على صفحات الصحف فقط، بل وأيضا بين الناس في تجمعاتهم وفي أعمالهم وفي جلساتهم الخاصة والعامة، فهو الحديث الأكثر انتشارا لأن ما من سائق إلا ويشكو، وما من أسرة إلا وتضرر من حوادث المرور أحد أفرادها أو بعض من تعرف من الأقارب والأصدقاء، فحوادث المرور أصبحت عاملا مشتركا في احاديث الناس بعد ان كثرت نسبة الحوادث المرورية في بلدنا، وبشكل ربما يفوق بعض البلدان الأخرى إذا أخذ في الاعتبار حجم المساحة وعدد السكان، والعجيب انه كلما تحسنت أوضاع الشوارع من حيث التبليط ونصب المجسرات وفتح الطرق المغلقة. تزداد نسبة المخالفات المروربة وبالتالي الحوادث المرورية، نظرا لقلة الوعي في التعامل مع هذا التطور في أوضاع الشوارع والطرق الحديثة ، إذ يظن بعض السائقين أن هذه الشوارع والطرق وهي بهذا المستوى المتقدم، هي فرصتهم لإثبات قدرتهم على السرعة وكأنهم في ميدان سباق للسيارت رغم ان السرعة محدودة ومعلنة للجميع.
ولعل سباق سواق سيارات ( الكيا ) والحافلات الاخرى في الصباح الباكر سواء حافلات المدارس أو الدوائر الحكومية او الخطوط العامة. أقول إن سباق الحافلات الصباحي هو من أسوأ المضايقات التي يتعرض لها أصحاب المركبات الأخرى، وسائقو هذه الحافلات لا يكتفون بالسرعة اللافتة للنظر، بل يرتكبون ما هو أكثر خطرا من السرعة، عندما يتنقلون من مسار إلى مسار، غير عابئين بغيرهم من أصحاب السيارات الصغيرة، فهم لا يلتزمون بالمسار الأيمن، بل يعتبرون الشارع كله ملكا لهم، يتنقلون بين مساراته كيفما يشاؤون، ولا أعتقد أن هناك جزاء لمخالفة مرورية اسمها السير في غير المسار الأيمن بالنسبة للحافلات أو الشاحنات، وإذا وجد هذا الجزاء فلماذا لا يطبق، وهو لو طبق لما وجدنا هذه الحافلات تسير بهذا الشكل العشوائي المربك لحركة السير، والمؤدي إلى الحوادث المرورية الفادحة الثمن، وغالبا ما يؤدي سباق الحافلات هذا إلى إثارة أعصاب أصحاب المركبات الأخرى، ليبدأوا صباحهم بتوتر الأعصاب الذي ربما قادهم لمخالفة مرورية لم يقصدوا ارتكابها، فالكل يسعى للوصول إلى عمله في الوقت المناسب متناسين تلك القاعدة الذهبية الشهيرة المتمثلة في شعار: أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا، وهو شعار يفترض ان يكتب في كل شارع وعند كل إشارة مرورية، وبخط عريض، من باب التذكير لعل هذا التذكير ينفع السائقين.
هناك ارشادات مرورية مهمة وتعليمات تحذيرية كثيرة تكاد تخلو منها شوارعنا وطرقنا غير تلك المرتبطة بحزام الأمان ومطفأة الحريق ، وهو مهم أيضا لتجنب أخطار الحوادث المرورية ، كما أن زيادة جرعات التوعية المرورية كفيلة بأن تقلل من نسبة المخالفات والحوادث المرورية، على ان تكون حملات التوعية على مدار العام ولا ترتبط بمناسبة واحدة في السنة،كما حدث في اسبوع المرور الحالي الذي احتفلت به مديرية المرور العامة مع بقية الدول العربية وعلى أن تستغل التوعية المرورية لتحقيق هذا الهدف وبجميع وسائل التوعية المتاحة.
وتبقى ظاهرة سباق الحافلات الصباحي مشكلة تحتاج إلى حل حاسم من قبل مسؤولي المرور، لما تسببه من إرباك لحركة السير وإزعاج لسائقي المركبات الأخرى، وحوادث محتملة تحت تأثير الرغبة العارمة في الوصول المبكر إلى مقر العمل، وهذ الحل الحاسم يمكن تحقيقه من قبل رجال المرور الذين يحرصون دائما أن يكون حال المرور في بلدنا على أفضل المستويات.. انضباطا وتقيدا بقوانين المرور وقواعده وآدابه.
المرور ... واسبوع المرور العربي
[post-views]
نشر في: 11 مايو, 2013: 09:01 م