الأنبار / محمد علي
اجتمع أهالي الشهداء وعدد من المسؤولين والناشطين وشيوخ العشائر لإحياء الذكرى العاشرة لمجزرة البونمر، إحدى أكثر الأحداث إيلامًا في تاريخ محافظة الأنبار، التي راح ضحيتها أكثر من ألف شهيد على يد تنظيم داعش الإرهابي في قضاء هيت.
لأول مرة، أُقيمت مراسم الاستذكار في مكان الجريمة تخليدًا لأرواح الشهداء، وتأكيدًا على مواصلة الصمود والتذكير بجرائم الحروب التي مرت بها المحافظة. تأتي هذه الخطوة لتبرز أهمية التضامن المجتمعي في تعزيز الاستقرار والأمان وتوثيق هذه الأحداث لضمان عدم تكرارها.
يقول الناشط الحقوقي، نور الدين الحمداني، خلال حديثه لـ(المدى): «بسبب الحرب الأخيرة مع داعش في محافظة الأنبار، حصلت العديد من المجازر، ومن أبرزها مجزرة عشيرة البونمر التي راح ضحيتها أكثر من ألف شخص في قضاء هيت».
ويضيف: «من الواجب إقامة استذكار خاص بمجزرة عشيرة البونمر، لأن هؤلاء الشهداء يستحقون التكريم والذكر. تمت إقامة وقفة حضرها مسؤولون وشيوخ عشائر وكذلك علماء الدين والشباب».
وتابع الحمداني: «طالب المشاركون بإقامة نصب تذكاري في المنطقة التي شهدت المجزرة، وتحديدًا في حي البكر حيث قُتل الكثير من أبناء عشيرة البونمر»، مشيرًا إلى أننا «كمجتمع مدني، نطالب منذ فترة طويلة بحقوق ضحايا الحرب، ونعمل كحلقة وصل بينهم وبين الحكومة لإيصال صوتهم ومعاناتهم».
ويبيّن أن «التحدي الذي واجهناه هو أنه رغم أن الذكرى الحالية هي العاشرة لمجزرة عشيرة البونمر، إلا أنها المرة الأولى التي يتم فيها إقامة استذكار لهم في نفس المكان الذي استشهدوا فيه».
ويؤكد الناشط الحقوقي: «نتيجة الحرب الأخيرة، أصبح هناك تصور بأن محافظة الأنبار كانت متعاونة مع الإرهاب، بينما الواقع هو العكس، فقد عانت الأنبار من الإرهاب الذي قتل أبناءها ودمر مدنها. هذا الاستذكار قد يكون رسالة للجميع بأن هذه المحافظة قدمت الكثير من التضحيات».
من جهتها، وصفت وسن الدليمي، إحدى أفراد عوائل ضحايا عشيرة البونمر، خلال حديثها لـ(المدى): «الوقفة التضامنية التي نظمتها مؤسسة الحق بالتعاون مع تجمع شباب البونمر وشبكة اليقين لحقوق الإنسان، بأنها وقفة لاستذكار مجزرة شباب البونمر الذين ضحوا بأرواحهم من أجل السلام».
وأردفت الدليمي أن «ذوي الشهداء طالبوا من خلال هذه الوقفة بإعلان يوم حداد رسمي في عموم محافظة الأنبار، وإنشاء نصب تذكاري تخليدًا وتكريمًا لأرواحهم الطاهرة، وتسمية 'الفلكة' التي وقعت فيها الجريمة باسم 'فلكة الشهداء' تكريمًا للدماء التي سُفكت هناك».
في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2014، عُثر على مقبرة جماعية في منطقة صحراوية قرب منطقة البو علي الجاسم شمال الرمادي، تضم قرابة 200 جثة من عشائر البونمر، أُعدموا من قبل عناصر داعش الذين اقتادوا المئات منهم قبل أيام قليلة إلى منطقة خنيزير باتجاه صحراء الأنبار.
وبحسب إحصائيات حقوق الإنسان العراقية في 4 نوفمبر 2014، فإن حصيلة من تم إعدامهم على يد عناصر تنظيم داعش الإرهابي من أبناء عشيرة البونمر شمالي الرمادي بمحافظة الأنبار غربي البلاد، بلغت 322 شخصًا.
وجددت عشيرة البونمر مطالبتها الجهات المعنية بالكشف عن مصير جثث المغدورين، الذين قُتلوا في مجزرة «فلكة حي البكر» عام 2014. فيما وافقت الحكومة المحلية خلال الوقفة التضامنية على إنشاء نصب تذكاري للضحايا، وإعلان 28 أكتوبر من كل عام يوم حداد رسمي. ويسعى تجمع البونمر لتدويل ملف الجرائم المرتكبة بحق أبناء العشيرة، بالتعاون مع منظمات دولية، لا سيما بعد أن وصل الملف إلى مراحل متقدمة في مجلس القضاء الأعلى.
الذكرى العاشرة لمجزرة البونمر.. جروح عميقة في النفوس ورسالة صمود
نشر في: 31 أكتوبر, 2024: 12:25 ص