اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ضاع الخيط والعصفور

ضاع الخيط والعصفور

نشر في: 9 ديسمبر, 2015: 09:01 م

قبل أيام دار حديث بيني وبين شاعر غنائي عراقي كان قد كتب الكثير من أغاني وقصائد الحرب مع إيران. ما زال الرجل مصرا على ان صدام كان محقا في إشعال فتيل الحرب. دليله اعتقاده ان ما يفعله الساسة العراقيون التابعون لإيران، بحسب قوله، في عراقنا هذه الأيام كان سيحدث في الثمانينيات لولا شن الحرب. لذا هو يرى ان صدام أجّل مصائب الخطر الإيراني عقودا. سألته: وهل كان هناك خطر إيراني حقيقي على العراق في وقتها؟ رد بلغة الواثق من رأيه تماما إن إيران لم تخف رغبتها وسعيها في تصدير ثورتها الى دول المنطقة. قلت له إنك تقصد بان إيران كانت تنوي تصدير ثورتها الإسلامية الى السعودية والامارات والكويت والأردن وغيرها، أليس كذلك؟ أي نعم. زين ليش كل هذه الدول لم تبادر الى اعلان الحرب على إيران كما فعل صدام؟ لا أدري! ان كنت لا تدري فانا أدرى: ان صدام ما كان يمتلك الحكمة التي يمتلكها حكام الدول التي ذكرتها لك. لا يستسهل اللجوء الى الحرب كخيار الا من كان أحمقا. الحكيم من يدرأ الحرب عن أهله وشعبه بأي ثمن.
ولما وجدته انزعج، او تدهور كما يقول العراقيون في هذه الأيام، ضربت له مثل اسقاط تركيا للطائرة الروسية، وما كان الذي سيفعله صدام لو كان بمكان بوتين. وكأن روحه ردت اليه فصاح بصوت عال: والله سيحرق أبا تركيا. شوف ألم اقل لك ان صاحبك تنقصه الحكمة. في الحقيقة أيها الشاعر، ان لدى بوتين سلاحا يحرق أبا العالم ويفنيه. فما الذي أوقفه؟
ولكي أرحمه قليلا قلت له لا تنفعل. فان غياب الحكمة من عقل وضمير الحاكم العراقي لم ينته بانتهاء صدام بل جاء الذي بعده بما هو أشد وأتعس. خذ نقص الحكمة عند المالكي الذي جاءنا بداعش لدارنا. فلو كان لديه ذرة مثقال من حكمة لاستثمر تظاهرات أهل الانبار السلمية ليضرب بها الإرهاب كله. ولأنه ليس حكيما ضيع الخيط، فسلمه لداعش ليلعب بعصفور العراق على هواه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram