اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لَوَن تنباع

لَوَن تنباع

نشر في: 11 ديسمبر, 2015: 09:01 م

ذات مساء (تدهدرت) للسهر في صالة فندق قريب من سكني الجديد بحي من أحياء لندن. هناك نهض رجل انيق ليستأذن من عازف البيانو البريطاني فصار يعزف أغان عراقية يطعمها بين حين وحين بشيء من أغاني فيروز. طرت من الفرح وصرت أنتظر اللحظة التي ينتهي فيها من العزف لأتعرف عليه. انه نامق أديب. عرفت من خلال الحديث انه هو من لحّن "تايبين" و"مجروحين" و"ولو تزعل" و"مشكورة .. تردين الصدك ما كصّريتي" وغيرها. عندما قلت له ما كنت أظنها لك ابتسم ورد علي بأن ذلك ثمن الغربة الذي لا سبيل الا لدفعه.
في لحظتها مباشرة اتصلت بالصديق كوكب حمزة فوجدته هو الآخر كان يظن إن "تايبين" من الحان المرحوم طالب. فرح كوكب وطلب ان يسلم على نامق بنفسه. من يومها نمت بينهما علاقة صداقة طيبة. وكل مبدع للمبدع نسيب. اكتشفت أيضا ان نامق جاري فصرنا نلتقي كل ليلة تقريبا. نقرأ الشعر ونغني ونسهر أحيانا حتى ظهر اليوم التالي.
بعدها بأشهر هاتفني الصديق الفنان فلاح هاشم ليجري لي لقاءً في اذاعته التي كان يشرف عليها بلندن. كان اللقاء ودياً ودافئاً قرأت به بعض قصائدي. سافرت للسياحة في اليوم التالي. عدت للندن فوجدت نامق قد كتب بعض ما قرأته في اللقاء. عندما التقينا أخبرني انه سيلحن لي قصيدتين.
قدر لا أعرف كيف اسميه فرّقنا. هل بسبب انتقالي للعمل خارج بريطانيا او بفعل من واش او نمام؟ لا أدري. سنين طوال لم نلتق وحتى لم نتهاتف. لا أدري أيضا ما الذي دفعني لأجرب مهاتفته قبل أيام. كان هاتفه العادي مغلقا. جربت الفايبر. رنَّ لكن بدون جواب. قبل ليلتين اتصل. سألني: منو حضرتك؟ سألته: انت منو؟ حضرتك متصل بي من مصر فأنت الذي يجب ان تقول من انت؟ لك منو .. نامق؟ صاح بصرخة: منو .. أبو أمجد؟ نعم أنا. ليش هيج مو تعرف آني احبك؟ وأنا أكثر. زين، أما سمعت لحني لقصيدتك "لون تنباع" التي غناها ياس خضر؟ لا والعباس، شوكت لحنتها؟ من زماااان.
طلب مني ان أبحث عنها في اليوتيوب ثم أعود اليه لأعطيه رأيي. وجدتها فأسعدني اللحن الذي احسست به روحي التي كتبت بها القصيدة قبل أكثر من 15 عاما.
ها أنا قد عدت اليك بهذا العمود، فشكرا يا صديقي للحن ولعودتك لي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram